في الشهر قبل الماضي عقد في وزارة المعارف اجتماع ضم كبار المسؤولين عن التعليم من رؤساء الاقسام المختلفة برئاسة سعادة وكيل الوزارة المساعد وناقش المجتمعون اسلوبا جديداً سيعمل على تنفيذه مستقبلا في الامتحانات.. ذلك ان الأبحاث العلمية لتطوير الأساليب المتبعة في الامتحانات لم تنجز حتى الآن منهجا ثابتا يصبح معمولا به ومقبولا في أي جامعة أو مدرسة بحيث يعد انموذجا يحتذى في جميع المدارس أو الجامعات.. والسبب انما يعتبر صالحا في بلد نام قد لا يتناسب مع الوعي العلمي أو التربوي في بلد أكثر تقدما في النمو، ولهذا فان حتمية التعديل والتغيير في الاساليب القائمة والمستقبلة لا بد أن تثير الاعتراضات وتبعث على الانتقادات كلما زادت المعرفة نمواً والوعي تقدما، ومع ذلك فلن يتزحزح المشرفون على التطبيق العملي عما يتوصلون اليه بعد مشاورات جدلية داخل اللجان بسبب اقتراح يقدم ممن يكون خارج الميدان العملي.
غير أن طبيعة التبصر وبواعث الاخلاص تدفع بالآخرين إلى اثارة النقاش كاسهام وشعور بالتكاتف الذهني مع العاملين في ميدان التعليم.
ومما يلاحظ على قرارات المجتمعين المكلفين بإعداد منهج جديد فيما توصلت اليه من اسناد مهمة وضع أسئلة امتحانات الشهادة الابتدائية بواسطة لجان محلية في مناطق التعليم الرئيسية، وما أبدته من ضرورة تدعيم أعمال اللجان بدراسات ومشورات الخبراء المتخصصين في هذا المجال.
الا أن مقرراتهم لم تنص على ضرورة اشراك مدرس المادة في اللجنة وهو أمر عملي وأكثر واقعية ما دام الهدف من الامتحان هو تمحيص مدى إلمام الطالب واستيعابه لما درسه وتلقنه من معلومات.. فالمدرس أقرب الناس وأدقهم في تفهم الاسلوب الذي يلقى به السؤال للطالب لأن غيره قد يستعمل اساليب أو عبارات تشذ بفهم الطالب عن المقصود من السؤال المطروح عليه مما قد يسبب له ازدواجية في الفهم وحيرة في الاختيار.
لهذا وجب ألا يحرم الطالب من فرصة اعطائه السؤال بالاسلوب الذي تعوَّد أن يلقى بالسؤال اليه طوال العام الدراسي خاصة في التعليم الابتدائي والمتوسط على الاقل.
وشيء جديد آخر في قرار المسؤولين هو أن يخصص 20% من حجم الدرجات في آخر العام الدراسي لما يستطيع الطالب الحصول عليه لمتوسط درجات أعمال السنة الدراسية، وهذه ولا شك ستدفع كل من المدرس والطالب معاً إلى الاهتمام بتقديم أعمال وأبحاث علمية من خلال العام الدراسي أو اجراء امتحانات شهرية تثير اليقظة وتسجل الانعكاسات للمجهودات بصورة متصلة.
وبعد، هذا اجراء جديد يعمل به لأول مرة في الشهادات ولا شك أن خطوات المعارف العملية في هذا الميدان تطويراً للأساليب وتنشيطا للجهود وكتجربة نأمل أن تكلل بالتوفيق.
|