كنت اعتقد بأنني ملم إلماماً جيداً بخفايا التراث الشعبي وألوانه في بلادنا الغالية.. ولكنني كلما زرت منطقة من مناطقها المترامية الأطراف تسلل الشك إلى نفسي بما كنت أزعمه من الإلمام بالتراث الشعبي إلماما جيداً فأبدأ بالسؤال من جديد عن المزيد من المعلومات عن الفنون المميزة في كل منطقة.
وقد تكرس ذلك في زيارتي الأخيرة لعروس البحر الأحمر محافظة جدة حيث التقيت بالعديد من المهتمين بالتراث الشعبي والمبرزين في بعض فنونه، فمحافظة جدة يقطنها الكثير من أصحاب الاهتمامات التراثية حيث وجدت من يفهم بالعرضة الجنوبية ويجيد فنونها الكثيرة الممتعة.
وكذلك شعراء الكسرات والمجارير.. والزواميل.. وألوان أخرى من الفن الغنائي الشعبي.
وقد أثار ذلك الكثير من الأسئلة في ذهني من قبيل.. هل وثقت جميع هذه الفنون صوتاً وصورة؟! هل أدت الصحافة دورها المطلوب تجاه هذه الفنون؟
هل وصلت فنوننا هذه إلى المتلقي على مستوى الخليج كما يجب؟ وسؤال آخر كان يشغلني منذ فترة طويلة وهو: كيف نوصل هذه الفنون إلى الملتقى بصورتها الناصعة.
ومن باب نسبة الفضل لأهله أقول: إن الزميل فيصل البركاتي قد خدم فن الكسرة إذاعياً من خلال برنامجه الجميل.. وقد عرفت أنا شخصياً من خلال ذلك البرنامج الكثير من فن الكسرات.. لكن هل يكفي برنامج واحد؟!
فاصلة
نقلت ما سمح به الوقت من وعن تلك الفنون من خلال فقرات صورتها للتلفزيون.. وآمل أن استطيع تقديم الأكثر وأسجل هنا شكري للزملاء في «القناة الأولى» وعلى رأسهم الأستاذ عبدالرحمن الهزاع مدير عام القناة.. كما أشكر الزملاء في محطة تلفزيون جدة على تعاونهم الرائع.. والشكر موصول للزميل عبدالله الفارسي رئيس لجنة التراث بفرع جمعية الثقافة والفنون بجدة وكل الزملاء الرائعين في الوسط الشعبي هناك.
آخر الكلام
للشاعر الفارس بداح العنقري:
الطيب ما هو بس للضاعنينا
مقسمٍ بين الوجيه المفاليح
البدو.. واللي بالقرى ساكنينا
كلٍ عطاه الله من هبة الريح
|
وعلى المحبة نلتقي
|