زراعة بصيلات الشعر «مايكروجرافت»
تعتبر طريقة زراعة البصيلات الدقيقة جدا من الوسائل التي جعلت بالإمكان الحصول على نتيجة تعطي منظراً للرأس طبيعياً للغاية، وإن كان ذلك يتطلب الخضوع لعدة عمليات «قد تصل من ثلاث إلى خمس عمليات»، هذه العمليات أصبحت متاحة وتعد الطريقة الأفضل، وهي تضمن بقاء الشعر فوق فروة الرأس مدى الحياة، حيث تستخدم في هذه العمليات تقنيات شديدة الدقة والتطور. يفضل إجراء عملية زراعة الشعر قبل انتشار الصلع تماما في فروة الرأس، حتى يتمكن الجراح من استخدام الشعر المتوفر لتغطية المنطقة المزروعة، ولكن لا يستحب البدء بإجراء زراعة الشعر بالنسبة للأشخاص صغار السن، حيث يفضل هنا تجريب العلاج الطبي مثل دواء «فيناستيايد» أو «مينوكسيديل» لأولئك الذين يعانون من فقدان الشعر بدرجة تتراوح بين بسيطة إلى متوسطة وذلك للمساعدة على الحفاظ على ما تبقى من شعر في أعلى الرأس.
العملية
1 تجري العملية تحت التخدير الموضعي بحيث لا يحس المريض بأي ألم وفي نفس الوقت يكون واعياً بما يجري حوله.
2 يتم تحديد المنطقة التي يؤخذ منها الشعر خلف الرأس والتي عادة ما تكون بعرض 1 سم وطول 15 سم.
3 تستأصل شريحة من مؤخرة جلد فروة الرأس.
4 تقطع الشريحة إلى قطع صغيرة ومن ثم إلى بصيلات شعر عديدة.
5 تقفل فروة الرأس باستخدام خيوط أو دبابيس جراحية تلتئم بسرعة ومن ثم تختفي بعد عدة أشهر.
6 تعمل عدة ثقوب صغيرة جدا باستخدام إبرة رفيعة في المنطقة التي يحددها الجراح لزراعة الشعر بمقدمة الرأس وأعلاه.
7 تزرع بصيلات الشعر في المناطق المحددة بطريقة متفرقة بحيث تعطي منظراً طبيعياً عند نموها، كما تسمح الفراغات التي بين بصيلات الشعر بوصول الدم إليها لترويتها.
8 تستغرق العملية عدة ساعات بناء على عدد بصيلات الشعر المطلوبة.
9 يخرج المريض إلى البيت في نفس اليوم.
10 يتساقط الشعر المزروع خلال 3 4 أسابيع لكن يبدأ دورة نمو جديدة ليظهر بعد 12 16 أسبوعاً من عملية زراعة الشعر..
11 في الجلسات المكثفة يتم عمل الفتحات بالإبرة بشكل متقارب جدا، ثم يتم زراعة أعداد كبيرة من البصيلات المتقاربة مع بعض والتي بعد نموها تؤدي إلى منظر طبيعي من جلسة واحدة.
12 للحصول على نتيجة ممتازة يتطلب إجراء عدة جلسات وذلك لملء الفراغات التي بين بصيلات الشعر وعادة ما تأخذ 2 5 جلسات.
13 لا تقتصر عمليات الزراعة على فروة الرأس فقط فبالإمكان إجراء عمليات الزراعة بالشفة العليا «الشنب» أو بالوجه «اللحية» أو بالأهداب أو الحواجب.
النتيجة
تختلف نتائج عملية زراعة الشعر حسب عدة عوامل منها مرحلة الصلع أو شدة تساقط الشعر وكمية الشعر المزروع.
تعطي العملية نتيجة جيدة كلما كانت درجة الصلع شديدة حيث يتم فيها استكمال عناصر الوجه التكوينية وذلك بتجديد الخط العلوي للوجه مما يساعد بالتالي على إعطاء الشخص منظراً جمالياً أفضل ويساعد على إظهار الشخص بعمره الحقيقي بدلا من المظهر المتقدم في العمر بوجود الصلع، بالمقارنة مع الطرق الأخرى فإن زراعة بصيلات الشعر تعطي منظراً طبيعياً للغاية وذلك لمراعاتها التركيب الطبيعي للشعر والتدرج في الكثافة اعتباراً من الجبهة وحتى قمة الرأس، بهذا أصبح من الصعب على الإنسان العادي معرفة ما إذا كان الشخص الذي أمامه قد أجرى عملية زراعة الشعر أم لا.
أضف إلى ذلك أن بصيلات الشعر المزروعة تعامل معاملة عادية وطبيعية جدا حيث يمكن قصها وحلاقتها فتعود لتنمو من جديد كما يمكن صباغتها أو تمشيطها بالطريقة المناسبة للشخص، كما أنها لا تتأثر بممارسة الرياضة أو السباحة لكونها طبيعية في جميع خصائصها.
المضاعفات
يصاحب كل عملية جراحية احتمال ظهور المضاعفات الا أن هذا الاحتمال يعد نادراً في عمليات زراعة الشعر وعادة ما تكون خفيفة ومؤقتة وليست ذات أهمية ولا تؤثر على حياة أو صحة الشخص، من هذه النتائج السلبية ما يلي:
صداع مؤقت، تنميل مع شد مؤقت في فروة الرأس، نمو بطيء، تكيس وحكة مؤقتة حول بصيلات الشعر وندبة حساسة أو التهاب بالجرح مع ذلك وفي حالة ظهور أي من هذه المضاعفات فان هناك علاجاً يساعد على زوالها. وقد يعاني قلة من الناس من تورم بسيط في الجبهة وحول العينين يزول خلال عدة أيام تلقائياً.
العناية بالشعر بعد الزراعة
1 الشامبو:
خلال الأسابيع الأولى ينصح باستخدام شامبو الأطفال الذي يمكن أن ينظف الشعر من دون أن يزيل الطبقة الحامية للشعر أو من دون أن يتسبب بأضرار في بصيلات الشعر بعد ذلك يمكن للشخص العودة إلى استخدام الشامبو المعتاد والذي يجب استخدامه بطريقة دورية بهدف:
إزالة الزيوت من الشعر وفروة الرأس.
تنظيف الشعر من الملوثات البيئية.
تقليص عدد الجراثيم العالقة بالشعر أو فروة الرأس.
2 استخدام بلسم الشعر «مكيفات الشعر Conditioner» للتحكم في طريقة تصفيف الشعر بعد ما لا يقل عن أشهر من الزراعة وهناك أنواع عدة منها:
سريعة المفعول وتستعمل مع الشامبو أو بعده مباشرة وتساعد على تسريح الشعر بعد غسله مباشرة..
مكيفات عميقة وتوضع على الشعر لمدة 30 دقيقة ثم تغسل وعادة تحتوي على بروتينات تمتصها الشعرة وبالتالي تساعد على إصلاح التقصفات وتلف الشعرة الناتج عن استخدام مجففات الشعر أو كثرة صباغته يفضل استخدام هذه الأنواع لعدة أشهر بعد ظهور الشعر المزروع.
مكيفات الشعر الطويلة المفعول وهي التي تستخدم بعد تجفيف الشعر وعادة ما تحتوي على مادة الجليسرين التي تساعد على تصفيف الشعر وتعطيه لمعانا وبريقاً كما تساعد على تمويه المناطق الخفيفة.
3 تصفيف الشعر وتدليك فروة الرأس:
يعد تمشيط الشعر بصورة دورية أفضل طريقة لتدليك البصيلات وتحفيز فروة الرأس ويجب مراعاة التمشيط باستخدام فرشاة أو باستخدام مشط بأسنان متباعدة هذا ومن الأفضل تصفيف الشعر إلى الخلف أو إلى الجانبين وذلك لتمويه منطقة الشعر الضعيفة أو القليلة الكثافة.
4 من الملاحظ ان الشعر المزروع يظهر في البداية بشكل جاف وخفيف لذا فان استخدام بعض حمامات زيوت الشعر بشكل شهري يساعد في التحكم بالشعر ويعطيه لمعاناً وبريقاً طبيعياً.
المستقبل
حتى الوقت الحاضر لم يظهر علاج للصلع أفضل من الحل الطبيعي وهو زراعة الشعر الطبيعي الا أن هناك الكثير من الأفكار والمحاولات التي قد تعطي نتائج في المستقبل منها:
1 استنساخ الشعر:
الذي قد يحل مشكلة محدودية توفر الشعر إلا أن هذه الطريقة لا تزال في المرحلة المبكرة جدا حيث ما زالت قيد البحث والاختبارات ولم تصل إلى مرحلة التطبيق خارج المختبرات العلمية.
يتم الاستنساخ عن طريق الهندسة الوراثية وذلك بأخذ خلية ووضعها في محلول غذائي يساعد على تكاثرها لتصبح مئات الخلايا إلا أن ذلك قد يؤدي إلى احتمال استمرار تكاثر الخلايا لتصبح خلايا سرطانية لذا فان استخدامها لم يصبح واقعياً حتى الآن.
2 علاج الجينات:
بالرغم من ان الأبحاث أثبتت أن الصلع حالة وراثية الا أن علاج الجين المسبب للصلع غير معروف بعد ولم يتوصل أحد إلى العلاج المناسب لذلك.
3 استخدام الليزر والتقنيات الجراحية الحديثة:
بالرغم من نجاح الليزر في بعض العمليات الجراحية الا أن استخدامه في زراعة الشعر لم يعط نتائج مرضية لذا توقف جراحو زراعة الشعر عن استخدامه. إلا أن المحاولات ما زالت قائمة وقد تتم من جهاز جديد يساعد في تقطيع البصيلات وزراعتها بطريقة دقيقة.
4 الشعر الصناعي:
حتى الآن لا يزال غير شائع نظراً لما تسببه زراعة المادة الصناعية من تهيج في فروة الرأس وتليف في الجلد مما يستدعي الاستمرار في استخدام الأدوية ومشتقات الكورتيزون لفترة طويلة وما يسببه ذلك من أضرار عامة بالجسم هذا وما زالت الشركات التجارية تسعى لاكتشاف مادة يتقبلها الجسم بكل سهولة من دون مضاعفات.
د. جمال عبدالرحيم حبيب الله جمعة
استشاري جراحة التجميل والترميم وزراعة الشعر
|