هربس، زهري، سيلان، الإيدز وما أدراك ما الإيدز، هذه حقا قنابل جرثومية. أسماء كلها مخيفة كفانا الله وإياكم شرها. بعضها يمكن علاجه، والآخر يستعصي وللأسف. بعضها معد جدا وينتقل بلمسة واحدة.
بعضها فترة حضانته أسابيع وبعضها الآخر سنوات. بعضها فيروسي والآخر بكتيري.
نعم إنه كوكتيل من الجراثيم والأمراض التي تحمل الاسم نفسه «تناسلية»، ولكن المحتوى يختلف. كثير من المعلومات الخاطئة يتداولها عامة الناس عن تلك الأمراض والسبب هو قلة التوعية وحساسية طرح مثل تلك الموضوعات.
أحدهم يسأل: لماذا لا نعزل مرضى الإيدز في مستعمرات طبية؟ ولا أنسى يوم أن كنت طالباً في كلية الطب حيث بداية ظهور هذا المرض، وكان هناك مريض مصاب الإيدز قد تم عزله تماماً، ومنعت الزيارة عنه وكان لا بد من لبس أقنعة واقية للدخول عليه. وبعد عدة سنوات قدر لي أن أتدرب في مستشفى بكندا يسمى St.Paul، حيث يعتبر ثاني أكبر مستشفى في شمال أمريكا لعلاج مرضى الإيدز وصعقت لكثرة مرضى الإيدز، حيث كان لهم دور كامل وهم يجوبون المستشفى وخارجه. في الحالات المتقدمة من المرض لا بد من عزل المريض خوفاً عليه وليس منه.
لغة الأرقام لهذا المرض تقول ان عدد المرضى المصابين خلال عام 2000 فقط هو أكثر من 5 ملايين مصاب، أما عدد المصابين في العالم فيقارب 36 مليوناً وقد توفي 3 ملايين في العام الماضي.
ما هو السبب في زيادة عدد المصابين ؟ هل هي المخدرات أم القنوات الفضائية الإباحية، أم العولمة «شماعة الأخطار»، أم الشركات السياحية والتي أعلن أحدهم قبل أسابيع «قبل نهاية الموسم» عن فرصة نادرة للسفر الى إحدى الدول لمدة 3 أيام فقد مقابل 900 ريال شاملاً الأكل والسكن والتذكرة كذلك؟! بعضهم يتهم الحضارة الغربية والآخر اليهود.
أقول: الى متى نحن نتهم غيرنا حتى في تصرفاتنا الشخصية؟ نعم قد يكون لكل هذه الأسباب دور، ولكن:
نلوم زماننا والعيب فينا
وما لزماننا عيب سوانا
وسؤال آخر هو: ما هو الحل؟
هل نعزل مرضى الأمراض التناسلية ؟
هل نطالب بفحوص طبية لكل من يتقدم للزواج من أختي أو ابنتي؟
هل نمنع سفر الشباب الى الخارج ؟
هل نركز على تثقيف الشباب في مراحل الدراسة المتوسطة والثانوية حول تلك الأمراض وأضرارها الصحية؟.
هل نركز على غرس تعاليم الإسلام الصحيحة ومراقبة النفس، حيث هي الحصانة الحقيقية. كل هذه التساؤلات وغيرها، وكذلك البحث في الأسباب سوف نطرحها في الأعداد القادمة إن شاء الله. وأخيراً أذكِّر بإحدى السنن الكونية وهي كما جاء في حديث الرسول: «ما انتشرت الفاحشة في قوم حتى ابتلاهم الله بالطاعون والأوجاع التي لم تكن في أسلافهم».
(*) استشاري أمراض طب وجراحة الجلد والعلاج بالليزر
|