كنت ولا أزال أعتقد في قرارة نفسي وأجزم أن العلاقات بين الأندية يجب أن تكون على خير ما يرام هذا إن لم تكن ممتازة ومتميزة - إذ إن في تقارب الأندية لغنماً وان قلّ - وليس كما حصل في الحقبة الأخيرة من مجاهرة بالعداء لدرجة الاتهامات والقذف والعياذ بالله.. ومع ذلك فهناك من الروابط التاريخية ما هو غاية في الوفاء والجمال والروعة.. فلا يستطيع أحد أن يمحيها من ذاكرة التاريخ.. فالتاريخ النزيه يحمي وقائعه سلباً كانت أم ايجاباً.
ففي الثمانينات الهجرية كانت العلاقة النموذجية تجمع الهلال بالأهلي والاتحاد بالشباب، ثم بقيت العلاقات الأهلاوية الهلالية في أوج وهجها في الحقبة الأولى من التسعينات الهجرية مع انضمام الاتفاق لهما.. بينما تبدلت العلاقات الاتحادية الشبابية إلى علاقات اتحادية وثيقة وقوية مع النصر بعد ظهوره وتوهجه وزيادة شعبيته.. وقد استفاد الاتحاد من تلك العلاقة فقد حصل على دعم معنوي هائل من سمو رئيس النصر الأمير عبدالرحمن بن سعود كان الاتحاد أحوج ما يكون إليه في تلك الحقبة، ثم كانت حقبة السنوات الأولى من القرن الهجري الجديد ليتقارب ناديا الهلال والاتحاد بينما تحفظ الأهلاويون على علاقتهم بالنصر رغم الرغبة النصراوية الملحة في بناء علاقة مميزة.
هذا ونجد أن علاقات الأندية حالياً في زمن الاحتراف تتبع المصالح.. تماما كعلاقات الدول حيث إن المصلحة المشتركة هي عامل الحسم في تحسن أو عدم تحسن العلاقات بين الأندية.
ومع كل ما سبق.. أرى أن النادي الأفضل والأكثر وعياً والأعلى كعباً.. هو النادي الذي تتسم علاقته بالود والصدق والشفافية مع كل الأندية.. ولا يوجد في قاموسه ناد شقيق وآخر عدو.. فهذا الأمر مرفوض أخلاقياً.. فأندية الوطن لديه هي أندية شقيقة وحليفة.. وأندية الوطن لكل الوطن.
وعلاقتي بالأندية!!
قبل فترة أرسل لي أحد القراء الكرام (رابطاً) في أحد المنتديات الرياضية المرموقة على شبكة النت.. فكان هناك جدل حول هلاليتي أو أهلاويتي.. فأحسست بنشوة من ذلك الاختلاف إذ إن هذا يعني أنني نجحت في مقالاتي حتى احتار بعض الأصدقاء المتابعين في هلاليتي أو أهلاويتي.. وليتني نجحت أكثر ليختلفوا أيضاً في اتحاديتي ونصراويتي ولكنت كاتباً شمولياً وسأفعل ذلك متى ما أصبحت الأجواء الرياضية لدينا أفضل مما هي عليه.
هذا ولأني أمقت (المتاجرة) بالمشاعر ولإيضاح الحقيقة لمحبي الهمز واللمز.. فأقول إن علاقتي بدأت قوية ووثيقة بالأهلي في أوائل الثمانينات الهجرية، وبحكم العلاقة المتميزة بين الأهلي والهلال آنذاك فقد كان كل أهلاوي يرى أن الهلال والأهلي عينان في رأس والعكس صحيح أيضاً.
هذا وقد كتبت قبل أربع سنوات في زاويتي (من القلب) بجريدة عكاظ آنذاك عن مدى الروابط التي تربطني بالهلال والهلاليين والتي توهجت أثناء إدارة الأستاذ عبدالرحمن الحمدان والدكتور حسن العياف وعبدالعزيز العومي وغيرهم حيث تربطني بالدكتور العياف صلة قرابة فوجدت نفسي محاطاً بالهلاليين أمثال محمد المصيبيح والد اللاعب السابق فهد المصيبيح وكذلك عبدالله المصيبيح - رحمه الله - وغيرهما الكثير.
هذا وفي حقبة التسعينات كانت جريدة (الجزيرة) تتبنى توثيق العلاقات الهلالية الأهلاوية، وكانت في ذروتها حين ترأس قسمها الرياضي الأستاذ مطر الأحمدي الذي تبنى تكوين (لجنة التوعية الهلالية الأهلاوية) وكنت عضواً غير نشيط فيها ولن أبوح بأهدافها أو طبيعة ممارساتها حتى ولو بالتقادم.
لذا لا أقبل المزايدة على الروابط الروحية والنفسية والعاطفية التي تربطني بالهلال وكذلك بالأهلي.
هذا وافتخر بعضويتي الفخرية في الأهلي وعضويتي الخاصة في الهلال.. ودوماً أحمل بطاقتيهما معاً في محفظتي وذلك من سنين طويلة مديدة.. ويكفي همزاً وغمزاً.. فالمحبة من الله.
نبضات!!!
* الاتفاق هذا النادي العريق شرفنا في أرض الكنانة أيما تشريف وهذا يؤكد أن مستوى الكرة السعودية هو الأفضل والأكمل والأروع بين شقيقاتها.. وخسر مباراة (السيمي فاينل) أمام الزمالك بشرف بعد أن كان متقدماً طوال الشوط الأول وثلثي الشوط الثاني بهدف ولكن الأمور سارت فيما بعد في غير صالحه.. شكراً فارس الدهناء ولا تنظر إلى الخلف.. فالمستقبل واعد إن شاء الله.
* موقف فريق الاتحاد مع الأندية المصرية يجعلنا أكثر طمأنينة على السوبر القادم على كأس الرئيس المصري حسني مبارك أمام الزمالك المنهك من البطولة العربية.. علماً بأن الكفة الفنية في صالح الاتحاد.. فالكرة السعودية أعلى كعباً من نظيرتها المصرية على مستوى الأندية في الحقبة الأخيرة.
* تجديد اللاعب الكبير نواف التمياط عقده مع ناديه أو تجديد النادي لنواف - المهم تجديد العقد - لمدة ثلاث سنوات وبثلاثة ملايين هو عين العقل.. فالكاسب الأول هو نواف.. فلن يجد نواف خيراً من الزعيم داخلياً أو خارجياً.. وكنت أتمنى عدم نشر تفاصيل تجديد العقد.. ولكن الأهم أن اللاعب النجم بقي في النادي الزعيم ولله الحمد.
والشكر هنا يجزل لكل من مول الصفقة وهم صاحب السمو الملكي الأمير هذلول بن عبدالعزيز والأمير فيصل بن سعود والأمير فيصل بن سلطان والأمير عبدالرحمن بن مساعد.. والشكر موصول أيضاً لصاحب السمو الملكي الأمير عبدالله بن مساعد رئيس النادي وعلى قدر أهل العزم تأتي العزائم.
|