Monday 21st july,2003 11253العدد الأثنين 21 ,جمادى الاولى 1424

     أول صحيفة سعودية تصدرعلى شبكة الانترنت

الموينع معقباً على الرويس: الموينع معقباً على الرويس:
شعر بلا مبادئ ولا قيم لا خير فيه

اطلعت على ما كتب الأخ الأستاذ الفاضل عبدالعزيز بن عبدالله الرويس في تعقيبه على مقال الأستاذ الكاتب الممتع بكتاباته والمبدع في أطروحاته عبدالفتاح أبو مدين وذلك في العدد 11248 بتاريخ الأربعاء الموافق 16/5/1424هـ وتحت عنوان (إلى أبي مدين أقول: هذا سبيل الشعر منذ انبعاثه).
لقد ذكر الأستاذ عبدالعزيز تعقيباً على مقال أستاذي عبدالفتاح دون أن يذكر عنوان المقالة ولا تاريخها ولا رقم العدد وهذا يجعل القارئ في حيرة من أمره تجاه ذلك التعقيب حيث يصعب على القارئ الرجوع إلى المقال السابق، وكان الأولى ذكر عنوان المقال ورقم العدد وتاريخه.
رجعت لمقال الأستاذ عبدالفتاح في جريدة الجزيرة الغراء العدد 11220 وتاريخ 18/4/1424هـ وتحت عنوان (والمتنبي: شاعر كل العصور) ووجدته مقالاً رائعاً بكل المقاييس، وأعجبني في قضية الانتصار للحق عندما رد بقوة الكلمة وحسن التعبير على ما ذكر الأستاذ محمد اسماعيل جوهرجي عندما سئل عن نزار قباني فقال جوهرجي:
(لو قلتُ عنهُ إنه المتنبي لظلمتُهُ، لأنّ المتبني متسولٌ ولكن نزار هو شاعر العصر، شاعر لديه معرفة باللغة والعروض).
لقد ذكر الأستاذ الأديب أبو مدين في مقاله بعض أبيات أبي الطيب المتنبي تلك الأبيات التي فيها من الحكم والروائع، وذكر أيضاً أن نزاراً لا يوجد في شعره كله ما يساوي بعض أبيات من شعر المتنبي.
والحقُ يقال أن الذي يقارن بين المتنبي ونزار مجرد مقارنة فهو على خطأ ومجانب للصواب، إذ لا مقارنة بين الشاعرين لا من ناحية أسلوب الشعر ولا مضمونه.


ألم ترى أن السيف ينقص قدره
إن قيل أن السيف أمضى من العصا

أوافق الأستاذ عبدالعزيز أن المتنبي يُكثر المديح في قصائده تزلفاً وتكسباً للمادة ولكن قصائده لا تخلو من الحكمة والنصيحة والعبارات البلاغية الجميلة ومن ذلك قوله:


على قدر أهل العز تأتي العزائم
وتأتي على قدر الكرام المكارم

ومن فرائده


إذا أنت أكرمت الكريمَ ملكتهُ
وإن أنت أكرمت الليئم تمردا

ومن حكم المتنبي


ما كل ما يتمنى المرء يدركه
تجري الرياح بما لا تشتهي السُفُنُ

ومن الفرائد


ومن نكدالدنيا على الحُر أن يرى
عدواً ما من صداقته بُدُ

وما ذكرَ أخي عبدالعزيز أن من عادات شعراء العرب أنهم يتغزلون بالمحبوبة فهذا صحيح ولكن البون شاسع بين تغزل شعراء الجاهلية والإسلام بالنساء وتغزل شاعر النهدين وشاعر المرأة نزار قباني الذي ترك الحياء وراء ظهره وأظهر المجون والبذاءة في شعره ونظمه ولم يراع شعور أهل العفة والطهارة والحياء، ولولا الحياء لذكرت طرفاً من سقطات شاعر المرأة عندما يصف المرأة، وشعر أهل الجاهلية وصدر الإسلام والعصور التي جاءت فيما بعد الذي فيه تغزل بالمحبوبة كان فيه من العفة والحياء الذي لا يوجد لدى نزار.
إن الملاحظات التي على شعر نزار لو أنها انحصرت في قضية مجون وتمجيد امرأة أو خمرة لكان الأمر هين ولكن الأمر أعظم من ذلك حيث وصل الأمر للتطاول على الخالق والشريعة والشعائر وهذا الأمر الذي نقف في وجه نزار وأمثاله بقوة وحزم.
إن نزاراً لا يعرف حقيقته إلا من قرأ شعره ونثره بتمعن وفهم مضمونه وربما ينخدع بعض الناس بشعره ويصفونه بما لا يستحق إذ أنه لا مبادئ عنده ولا قضية فيها منفعة للأمة يدافع وينافح عنها.
ومع هذا فالحقيقة تقال أن بعض أشعار نزار فيها من الروعة والجمال والمعاني الجميلة ولكن هذا في حكم النادر والقليل جداً، ومن الأبيات الرائعة التي نظمها نزار:


نساء فلسطين تكحلن بالأسى
وفي بيتِ لحم قاصرات وقصر
وليمون يافا يابس في غصونه
وهل شجر في قبضة الظلم يزهر
رفيقَ صلاح الدين هل لك عودة
فإن جيوش الروم تنهى وتأمر
رفاقك في الأغوار شدوا سروجهم
وجندك في حطين صلوا وكبروا
تغني بك الدنيا كأنك طارق
على بركات الله يرسو ويبحر
تناديك من شوق مآذن مكة
وتبكيك بدرٌ يا حبيبي وخيبر

وفي الختام أطالب الأستاذ محمد اسماعيل بالاعتذار عما ذكره في حق المتنبي، وأشكر أستاذي الفاضل عبدالفتاح على ما كتب والشكر كذلك للأستاذ عبدالعزيز الرويس على تعقيبه وأرجو أن يتقبل تعقيبي برحابة صدر والله الموفق.
سعد بن محمد الموينع
الرياض مدرسة حي السفارات الابتدائية

 

 

[للاتصال بنا] [الإعلانات] [الاشتراكات] [الأرشيف] [الجزيرة]
توجه جميع المراسلات التحريرية والصحفية الى chief@al-jazirah.com عناية رئيس التحرير
توجه جميع المراسلات الفنية الىadmin@al-jazirah.com عناية مدير وحدة الانترنت
Copyright, 1997 - 2002 Al-janirah Corporation. All rights reserved