ذكر الأخ محمد بن علي آل خريف في مقال له بعنوان السياحة الوطنية المطلوبة، الذي نشرته جريدة «الجزيرة» في عددها الصادر يوم 6 جمادى الأولى 1424هـ ان العديد من المواطنين يسافرون إلى الخارج للسياحة في فصل الصيف وهذا، حسب قول الأخ آل خريف، يشكل استنزافاً اقتصاديا للثروة الوطنية. وذكر أيضاً في نفس المقال انه يرفض الكثير من المظاهر السياحية الموجودة في الخارج والتي حسب قوله لا تراعي الخصوصية التي تتميز بها الأسرة السعودية وقيمها الحميدة.
نحن في المملكة العربية السعودية عرب ومسلمون ولا أعتقد أن لنا خصوصية غير هاتين، وبالتالي لا يمكن أن نعزل أنفسنا عن الأجواء السائدة في العالم الإسلامي والعالم العربي. لذلك من المهم أولاً التأكد من أننا لا نحاول الخلط بين عادات وأعراف توارثناها وبين تعليمات الإسلام وسماحته. لقد أشبعنا كلمة الخصوصية أكلاً وشرباً حتى وكأننا نحن السعوديين من كوكب وبقية المسلمين والعرب من كوكب آخر. إن ما نراه الآن هو محاولة البعض التضييق على الناس في أمور اجتهادية ثانوية بتبنِّي تفسيرات متطرفة لبعض الأحاديث والآيات القرآنية التي لا تفهم في سياقها أو التي تقبل الاجتهاد في الفهم أو اختلفت فيها المذاهب الإسلامية.
لو سألت الكثير من هؤلاء السياح المسافرين للخارج الذين غالبيتهم من العائلات المسلمة المحافظة لوجدت أنهم قبل البحث عن الطقس الجميل أو الخدمات الجيدة أو الأسعار المعقولة، فإنهم سيقولون لك إنهم يبحثون عن البيئة المتسامحة التي يستطيع معها الرجل الاستمتاع مع عائلته وأطفاله بأوقات سعيدة دون تدخل من أحد في توجيه سلوكه أو تصرفاته طالما أنها تحترم الأنظمة والآخرين. أيضاً حاول الأخ آل خريف ربط السياحة الداخلية بالتعبد وهذا أمر جيد ولكن يجب ألا يعطى الانطباع ان السياحة الخارجية خالية من التعبد، ان أول ما يفعله السائح في الخارج عند وصوله إلى مقر اقامته هو التعرف على القبلة وإخطار عائلته بذلك.
ان تعلقنا بعادات وأعراف هي عادات أكثر منها عبادة يجب ألاّ يجعلنا نحاصر السياحة الداخلية وننفر الناس منها كما يجب ألاّ يجعلنا نكيل التهم والشكوك لكل من قرر السياحة في الخارج.
حمد سعود العمر- الرياض
|