السلام عليكم ورحمة الله وبركاته وبعد..
قرأت كثيراً من المقالات التي تتحدث عن أصناف الناس في قضاء الاجازة وأنا هنا أشاطرهم الرأي على كتابتهم وأسأل الله التوفيق لنا جميعاً فأقول إن بعض الناس هداهم الله عندما يفكر في قضاء الاجازة يبحث عن أقل العروض السياحية للسكن والمعيشة وغيرها ناسياً أو متناسياً شيئاً مهماً يجب على كل انسان أن يلتزم به ألا وهو المحافظة على القيم والأخلاق الإسلامية التي يغفل عنها من يذهب للسياحة وخاصة عندما يحزم أمتعته إلى خارج هذا الوطن الغالي فهو يبحث عن توفير المال والرجوع بأقل الخسائر المادية ولا يدور بخلده ماقد يتعرض له من فتنة في دينه وقيمه وأخلاقه من المناظر التي يراها أمام عينيه ولا يستطيع أن يغير من ذلك شيئاً لأنه ربما وقع في مشكلة إذا تكلم بكلمة أو وجَّه نصيحة أو أنكر منكراً رآه.
على العكس تماماً عندما يذهب إلى أرجاء مصائفنا الجميلة حيث يجد أشياء لا يجدها عندما يغرد خارج الحدود فالأمن والأمان ولله الحمد متوفر في كل طريق يسلكه فلا يخاف على نفسه ولا عرضه ولا ماله من أن يصل إليه يد عابث وحتى إن وصلوا فلن يفلتوا من العقاب الرادع مهما طال «الزمن» أو قصر، فالدولة حفظها الله تلاحق المجرمين خطوة بخطوة ولا تدع لهم مجالاً للهرب وعندما تقبض عليهم تعاقبهم عقاباً رادعاً لهم ولمن فكر أن يسلك طريقهم على العكس تماماً في بلدان أخرى وكذلك وضعت رجالاً يقومون على متابعة كل من يحيد عن طريق الصواب ألا وهم رجال الهيئة وفقهم الله لكل خير وأعان وسدد من كلفهم بهذا والدولة أيضاً تقوم على كل ما فيه جذب للسائح في كل مكان من اقامة المعارض والبرامج الترفيهية وغيرها ولكن بعض الناس هداهم الله لا يعجبه العجب ويريد أن يرفه عن نفسه بما لا يرضي الله من قليل أو كثير ولا يهتم أن ينقص عليه دينه ويتعرض للأذى في نفسه وأهله وماله أهم شيء يفكر فيه ألا يخسر كثيراً من المال في سياحته فيضحي بدينه ولا يضحي بماله وهذا والله هو عين الخسارة فهل من معتبر؟
وكذلك من يسافر إلى خارج البلاد يسبب هدراً اقتصادياً هائلاً على بلاده لا يعود عليه بالنفع والفائدة ولعلي في آخر هذا المقال انبِّه المسؤولين عن السياحة فالسبب الذي يجعل الانسان يغرد خارج وطنه هو الغلاء الفاحش الذي يفرضه من يقومون على السياحة فالشقق مثلاً باهظة الثمن وكذلك السلع ومدن الألعاب والشاليهات والمنتزهات تتنافس أيها أعلى سعراً وهذا سبب أكيد لطرد المصطاف عن بلده إلى الخارج، لذلك أملنا في القائمين على السياحة مراعاة ذلك والعمل على الحد من المغالاة التي لا طائل منها إلا تنفير المصطاف بحيث يتذمر من السياحة في الوطن ولا يشجعها ويدعو إلى السياحة خارج الوطن.
وهذا هو الغالب على كثير من الناس وخاصة من دخلهم قليل لا يساعدهم على السياحة داخل البلد.
وأخيراً أسأل الله العلي القدير أن يحفظ على هذه البلاد أمنها وإيمانها وأن يديم علينا العزة والكرامة وأن يحفظ لنا ولاة أمرنا ويجعلهم نصرة للإسلام والمسلمين، إنه ولي ذلك والقادر عليه..
والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته
فهد بن عبدالعزيز التويجري - الرياض
|