يوافق اليوم السادس والعشرون من يونيو لهذا العام احتفال العالم باليوم العالمي لمكافحة المخدرات والمؤثرات العقلية. ونحن إذ نشارك العالم في هذه الاحتفالية الدولية لا يسعنا إلا أن نذكر ما بذلته وتبذله حكومة مولاي خادم الحرمين الشريفين من جهود جبارة لحماية شباب هذا الوطن من هذه الآفة وهذه السموم.
فقد شرعت العقوبات الرادعة لمن يفسد في هذا الوطن وشددت على من يهربها حتى تكون عقول شبابنا سليمة وتكون بذلك قد وضعت السياج الواقي بعد الله لهذا المجتمع المسلم الآمن.
ولا شك أن تمسك أبناء هذا الوطن بدينهم وترابطهم الأسري والاجتماعي خفف من آثار هذه المشكلة العالمية في بلادنا فلا زال الجميع يؤمن بل يؤكد أن الوازع الديني وتحريم الإسلام لهذه السموم صنع حلقة قوية في سلسلة الوقاية والحماية قال تعالى: {إنَّمّا الخّمًرٍ وّالمّيًسٌرٍ وّالأّنصّابٍ وّالأّزًلامٍ رٌجًسِ مٌَنً عّمّلٌ الشَّيًطّانٌ فّاجًتّنٌبٍوهٍ} وقد قال عليه الصلاة والسلام: «ما أسكر كثيره فقليله حرام» والمخدرات والمنشطات بأنواعها المتداولة محرمة شرعاً. ولا ننسى في هذا المقام دور جهاز مكافحة المخدرات في المملكة والذي استطاع بفضل من الله ثم بتوجيهات سيدي صاحب السمو الملكي وزير الداخلية وسمو نائبه وسمو مساعده للشؤون الأمنية وسعادة مدير الأمن العام وسعادة مدير الإدارة العامة لمكافحة المخدرات اللواء سلطان بن عايض الحارثي إحباط الكثير من محاولات ضعاف النفوس بإدخال المخدرات إلى بلادنا حتى أصبحت بفضل من الله من أقوى أجهزة مكافحة المخدرات على المستوى العالمي بشهادة الخبراء والمختصين.
وبهذه المناسبة التي تكثف بها الجهود لإيصال التوعية بخطر هذه الآفة لكافة الشرائح للمواطن والمقيم والزائر والحاج نذكر دائما أن الشباب هم عماد الأمة ونطالب وبإلحاح جميع الآباء وأولياء الأمور بمراقبة مستمرة لأبنائهم فلذات أكبادهم وتوجيههم تويجهاً سليماً وتوعيتهم بأضرار المخدرات ومصائبها وخاصة من يسافر أو يدع الفرصة سانحة لأبنائه للسفر خارج البلاد. عليه تنبيههم بالبعد عن مكامن هذه الآفات لأن الخطوة الأولى ولو على سبيل التجربة تعني الهلاك المحقق. إذاً ليدرك كل ولي أمر أن أبناءه أمانة في عنقه مطالب بالمحافظة عليهم ورعايتهم حق الرعاية حتى يصبح لبنة صالحة تنفعه وتنفع مجتمعه ووطنه وحتى يكون إن شاء الله ضمن الثلاثة الذين أوصى بهم المصطفى صلى الله عليه وسلم «وابناً صالحاً يدعو له».
ختاماً أسأل الله أن يوفق الجميع لحماية هذا الوطن العزيز والحبيب والغالي على قلوبنا جميعاً من كل حاسد وحاقد.
وأجدها فرصة لدعوة الآباء والأبناء لزيارة المعرض الدائم لإدارة مكافحة المخدرات بمدينة المصطفى عليه الصلاة والسلام وسيجد الزائر كل ترحاب لتوعيته وأبنائه وشرح كل ما أشكل عليه ليكون المواطن عوناً لرجل الأمن في أداء رسالته والله أسأل للجميع التوفيق..
|