هيبة السلطة ووحدة الصف الفلسطيني

في كل الأوقات يحتاج الصف الفلسطيني الى التوحد تجاه الأخطار التي لا تكف تفرض نفسها وعلى رأسها التحديات الاسرائيلية، وبالمقابل فان أي اخلال بهذه الوحدة يعني سعي اسرائيل لضرب الصف الفلسطيني، حيث تراهن اسرائيل على تفرق وانقسام الفلسطينيين.
وقبل اجتماع أبو مازن ورئيس الوزراء الاسرائيلي ارييل شارون وقعت حادثة اختطاف محافظ جنين التي عبرت عن تجاوز واضح لمسؤوليات السلطة الفلسطينية، اذ حاول فصيل بعينه أن يأخذ القانون بيده وينفذ ما يراه.
ومن المؤكد أن مثل هذه الحوادث تؤثر على هيبة السلطة من خلال التعدي على سلطاتها وانتزاع صلاحياتها.. فاعتقال الاشخاص واستجوابهم أمر من صميم اختصاصات الأجهزة الأمنية للحكومة الفلسطينية.
كما ان حدوث هذا الأمر عشية الاجتماع بين أبو مازن وشارون من شأنه إفساح المجال لممارسة المزيد من الضغوط على رئيس الوزراء الفلسطيني من قبل شارون الذي يتحجج دائما بضرورة ان تسيطر السلطة على تجاوزات الفصائل.
وفي ظل الانضباط الحالي الذي تبديه الفصائل من خلال التزامها بالهدنة فإن مثل هذا الحادث، رغم شذوذه عن الحالة القائمة وعدم تعبيره عنها فإنه يمكن استغلاله من قبل الطرف الاسرائيلي الذي يتربص بالسلبيات في الصف الفلسطيني من أجل تأكيدها أو بناء مواقف عليها لضرب الحالة الفلسطينية واظهار أن الفلسطينيين غير قادرين على إدارة شؤونهم والحفاظ على أمنهم، ما يعني ان اسرائيل ستجد الذرائع للهروب من التزاماتها تجاه السلام.