بدأت انطلاقة الشيخ عبد العزيز السدحان بتجارته الواسعة من الإبل وتم له النجاح فيها حيث كان يسافر إلى أقطار مختلفة يبيع ويشتري منها، ومع توسع تجارته وعدد البلدان التي يقصدها لفت انتباهه - رحمه الله- بعض المواد الغذائية المعلبة، وبعد تقصيه عن مصادرها فكر في استيرادها إلى المملكة، إلا أنه لقي صعوبة عند الناس في تقبل هذه المواد الغذائية لكونه كان أول شخص يستوردها، ولكنه استطاع إقناع الناس بسلامتها وجودتها وبعدها بدأت قصة الاستيراد، وبعد النهضة التجارية، تم تأسيس أول محل تجاري لا تتجاوز مساحته (60) متراً في شارع البطحاء، ثم أول سوق مركزي تم تطويره نوعاً ما بعربات للتسوق وجهاز «كاشير» للمحاسب، ثم انطلقت بعدها مسيرة السدحان في الأسواق المركزية لتصل إلى أربعة فروع مركزية حديثة والخامس قيد الإنشاء، ويعد الشيخ عبد العزيز السدحان صاحب أول سجل تجاري في المملكة عام 1373هـ.
وتوارث أبناء الشيخ عبد العزيز السدحان التجارة في المراكز التجارية بعد أن أسسهم والدهم على الاستثمار في هذه المراكز فكان -رحمه الله- صاحب رؤية بعيدة المدى ودخل أبناؤه من بعده السوق بقوة وعملوا في أقل الوظائف حتى اكتملت خبرتهم، واختار أبناء السدحان إكمال رسالة الوالد وساعدهم في ذلك الخبرة التي توارثوها والعلم الذي وصلوا إليه.
وتمت الانطلاقة من آخر نقطة وصل إليها الوالد وهو ما ساعدهم كثيراً، إذ تم الدمج بين الخبرة العميقة في مجال المواد الغذائية، وعلم التجارة الحديث، وآخر ما وصل إليه الأوروبيون في هذا المجال، كفن الشراء والتخزين ونظام الحاسب الآلي، كما تم تطوير الإدارة في الشركة، وتم توزيع المناصب بين الشركاء، كل حسب تخصصه، مما ساعد كثيراً على التطور.
وكون الاستثمار في قطاع السوبر ماركت، يواجه منافسات عديدة، فإن الخبرة والرؤية السليمة تعمل على مواكبة التقدم الذي عرفه هذا القطاع، فالمتسوق وخاصة السعودي لا يقبل إلا الجودة والمنافسة السعرية، ولا يتوقف عن طلب المزيد.
وأنشأ الشيخ عبد العزيز السدحان عام 1983م الفرع الأول في حي الربوة بمساحة 2400 متر مربع، والفرع الثاني بطريق الأمير عبدالله، يقع على مساحة 6500 متر مربع عام 1986م، أما الفرع الثالث فيقع بطريق خالد بن الوليد على مساحة 15600 متر مربع عام 1991م، وجاء الفرع الرابع الذي يتم افتتاحه اليوم على الطريق الدائري، وتبلغ مساحته 16000 متر مربع، وقد وضع فيه كل ما تتطلع إليه الأسرة السعودية في مراكزها التجارية.
ومع توافر الخبرة والمهنية، يضيف التنوع والتجديد ميزات عديدة، وهو ما تحرص عليه شركة السدحان، ففي منتصف الثمانينيات كان شعارهم «كل ما تحتاجه الأسرة تحت سقف واحد»، ومن حينها حرصوا على الحفاظ على التنوع في المعروضات، وكانت النتيجة، أصنافاً وماركات خاصة بالسدحان تحمل اسم وشعار السدحان ولا تتوافر عند غيره.
واستغرق بناء (السدحان 4) عامين، ولولا الحرص على التميز والحفاظ على المستوى الذي وصلت إليه أسواق السدحان، والصورة التي يحتفظ بها المستهلك عنهم، لما استغرق البناء نصف المدة.
(السدحان 4) رمز لتقدم المراكز التجارية المحلية في المملكة، فلا تنقصه المواصفات والجودة ولا الخدمة التي تتميز بها الأسواق الأوروبية والأمريكية.
|