لسنوات طويلة.. عانى شبابنا وشاباتنا من قضية «عويصة» اسمها.. القبول في الجامعات.
** صارت هماً وكارثة.. وصارت قضية القضايا.. وصار الطلاب والطالبات كلما اقتربوا من «عنق الزجاجة».. الثانوية العامة.. أصيبوا بالضيق والكدر والنكد والوساوس والأزمات والأمراض.. وأصيب أهلهم معهم.. ذلك أن الطالب.. إما أن يواصل دراسته وإما أن يصنف «عاطل» مع أنه حصل على الثانوية العامة.. ومعدل لا يقل عن «80%» ومع ذلك.. جامعاتنا التسع.. أو العشر.. أو العشرون.. ترفض قبوله بعد أيام من تردده بملفه على هذه الجامعات.. حتى يُطرد شر طردة.
** هذه العقد التي صنعتها جامعاتنا.. تسببت في ضياع مستقبل آلاف الطلاب والطالبات.. وأصيبوا بأزمات وأمراض نفسية.. وتحول بعضهم إلى «مسار آخر».. وصار عبئاً على أسرته.. وعبئاً على المجتمع.. وعبئاً على الأمن.. وجامعاتنا.. تتحدث من برج عاجيٍّ وتقول: «المفروض.. ألا يكون التعليم العالي متاحاً للجميع» وكأن أمريكا وعموم دول الغرب والشرق ودول العالم كله.. أغبياء لا يفهمون.. عندما فتحوا جامعاتهم لكل من يتقدم.
** ما علينا.. هذه ليست قضيتنا..
** قضيتنا اليوم.. ذلك المتنفس الكبير وذلك الأمل الجديد.. الذي جاء على يد الأمير الإنسان.. صاحب السمو الملكي الأمير طلال بن عبدالعزيز.. عندما كان وراء شيء اسمه «الجامعة العربية المفتوحة» التي ستمتص بإذن الله.. هؤلاء الذين طوَّحت جامعاتنا بملفاتهم وسخرت منهم ومن شهاداتهم وطردتهم وقالت: لهم «كونوا رقماً في البطالة» وبعد البطالة.. الضياع.. والجرائم.. والإرهاب.. ثم نصرخ ونقول.. من المتسبب؟!
** «الجامعة العربية المفتوحة» أمل جديد لشبابنا.. وهو نظام جديد ومتطور في التعليم العالي.. يختلف عن النظام التقليدي أو «التعقيدي» المطبَّق في الجامعات حالياً.. وهذا النظام.. مُطبَّق في أكثر من «1200» جامعة في مختلف بلدان العالم.
** هذه الجامعة.. هدفها.. تعليم الناس وتوعيتهم وتثقيفهم وتأهيلهم للعطاء والعمل والإبداع.. وليس هدفها تعقيد الشباب وإيجاد مليون شرط للقبول.
** ليس هدفها إذلال الطلاب و«مرمطتهم» وإذلال أهاليهم من ورائهم.
** هي جامعة للتعليم فقط..
** أجزم.. أن مسؤولي الجامعات لدينا.. غاضبون جداً.. لأن الناس.. لن يحتاجوا لهم مستقبلاً.. ولن (يتخضَّعوا) لهم.. ولن يكون هناك تبادل «واسطات».
** وأعتقد.. أن عمداء القبول والتسجيل.. هم أكثر المتضررين من هذه الجامعة الوليدة.. وبوسعهم بعد اليوم.. أن يفتحوا جوالاتهم.. ويفتحوا مكاتبهم.. ويفتحوا حتى بيوتهم.. فلن يستعطفهم أحد.. ولن يخضع لهم المئات.. ولن يروا ذلك «الجاه» العظيم.. الذي صنعته تعقيداتهم وشروطهم التعسفية.
** نعم.. سيرتاح الناس كل الناس من تعقيدات موظفي القبول والتسجيل.
** حكومتنا الرشيدة أيدها الله.. من منطلق حرصها على شبابها.. وافقت على الفور بالسماح لهذه الجامعة الوليدة ببدء نشاطها في المملكة.. والسماح للسعوديين بالدراسة فيها.. وهيأت السبل لهذه الجامعة.. وهذا ليس بغريب على حكومتنا الرشيدة.. الحريصة كل الحرص على المواطن وكل ما يهمه ويعنيه.
** الجامعة العربية المفتوحة.. بدأت بتخصصات مهمة للغاية.. وهي اللغة الإنجليزية وآدابها.. والحاسب الآلي وتقنية المعلومات وإدارة الأعمال والاقتصاد.. وسيتم التوسع في طرح تخصصات أخرى في الوقت القريب كما فهمنا.
** يبدو أن هذه الجامعة.. ستحل بإذن الله مشكلة سفر شبابنا و«دم وجيهنا» وتغربهم للدراسة في الأردن ومصر وقطر والبحرين والسودان واليمن والصومال وجيبوتي وغيرها من الدول الأخرى »الشقيقة والصديقة» وسيجدون . جامعة في بلادهم تحتضنهم وتُرحب بهم.. وليس هناك طوابير وشروط معقدة ومقابلات شخصية.
** كل ذلك.. غير موجود.. المطلوب.. شهادة ثانوية عامة.. وإنسان يدرس فقط.. حتى الرسوم رمزية.. أو شبه رمزية.
** هذه الجامعة الوليدة.. ستقضي بإذن الله على «ضيقة الصدر» عند شبابنا.. وستقضي على «التسكع» والامراض النفسية والمشاكل الاجتماعية.. وستكون عوناً لأجهزة الأمن أيضاً.. لأنها ستمتص كل الشباب.. ولن يجد أي من الشباب وقتاً للمشاكل.
** هذه الجامعة.. تطبق نظماً ولوائح متطورة للغاية.. تريح الطالب.. لأن هدفها هو تعليمه وتخريجه مسلحاً مؤهلاً وليس «مرمطته» وتعقيده وممارسة أساليب بالية قديمة من التسلط والفوقية.. و«زَمْرَةْ اللَّي يسوى واللّي ما يسوى».
** نجزم.. أن هذه الجامعة المفتوحة.. خبر غير سعيد على مسئولي جامعاتنا.. فقد نزل عليهم كالصاعقة.. ذلك أن الواسطات و«تِكْفى يبو فلان»و«الفزعات» ستنتهي إلى غير رجعة بإذن الله.. وكم كان بودي لو أن نهاية هذه المآسي تمت على يد وزارة التعليم «العالي؟!!».
|