* كتبت لي صديقة تقول: «... لم يعد لقهوة الصباح وهج ولا رهج...»
ربَّما لأنَّ الصيف شتَّت الشَّمل...
لكن الصيف الذي ألحق بالأجواء حرارته، ونشر جفافه ليس صيف الموسم في الأرض، بل هناك موسم صيف يصيب النفس... ويمسُّ الإحساس.. ذلك ما تقوله صديقتي: «أنتِ كتبتِ عن قهوة الصباح بأنَّها لا تحلو إلاَّ مع صديقة، فكيف والصديقة قد غادرت..؟».
* أيَّها الصيف، لا ترسل أشعة حرارتك إلى قيعان النفس، فالنفوس عندما تجف... تخلو أكواب القهوة من الرُّواء...!!
هذا لكم...
ما هو لي أقول:
* كتبت مها عبدالله البلوي: «حصلتُ على نسبة عالية لا تقل عن الثَّمانين، وتقدَّمتُ بسعادة بالغة للجامعة، هنا في جدة، وجدتُ القبول توقَّف عند نسبة أعلى، ورأيتُ كيف تحوَّل موقع القبول إلى ساحة عزاء، بين بكاء وعويل، وإغماء، وأصوات...
سؤالى: إذا كانت نسبة 80% ليست ضمن معدلات القبول القبول فأين نذهب؟ وهل يتوقع المسؤولون بأنَّ جميع الناس قادرون على أن يدرس أبناؤهم في كليات أهلية لا تصل مرتباتهم السنوية إلى قدر رسومها؟... أين نذهب؟ أين نذهب؟ أين نذهب؟».
* ويا مها: هذه قضية كلِّ فصل دراسي أول في الجامعات، بعد ظهور نتائج الثانوية، الموضوع أكبر وأوسع يا مها. الموضوع يتطلب خطوات أولية من قبل وزارة التربية والتعليم.. من أجل معيارية النسب في الثانوية العامة.. ومن ثمَّ البحث في آليات أخرى للقبول ليست تتعلق بما يتم الآن. إن وجهة نظري في أمر القبول تختلف تماماً عمَّا هو قائم. ولكن... لكِ اللجوء إلى الجهات المعنية» إذ قد تحث أقلامنا أحبارها في هذا الشأن.
* كتب محمد جدع: «... بقدر كلِّ كلماتكِ التي أحرص عليها حرصي على لقمة الزاد، وقطرة الرُّواء... فإنَّني أرجوكِ، ثم أرجوكِ، ثم أرجوكِ أن تجيبي عن أسئلتي وأوَّلها: لماذا لم تنشري ما نحرص على اقتنائه من قلمكِ مطبوعاً؟...»
* ويا محمد: الإجابة عن هذا السؤال تحتاج إلى حيِّز مكاني لتتبُّع تفاصيل تحفُّظاتي، في شأن النشْر المطبوع، أمَّا أسئلتك الأخرى فالإجابات عنها ستأتيك من خلال ما أكتب. وشكراً لمشاعرك الجميلة.
* كتبت الجازي المصيبيح: «لي رجاء أنقله لكِ عنِّي وعن جميع صديقاتي أن تستمري في كتابة زاوية الخميس (لكِ وحدكِ) إنَّكِ تعلميننا الصدق، وتدربيننا على الوفاء... ولكِ مني ومن جميعهن الحب الصادق والوفاء...».
* ويا الجازي: سوف أكتب لكِ وحدكِ ما حييت.. ذلك لأنَّ الحزن في معيَّة نوَّارة ليس حزنَ ألمٍ، ولا حزنَ بكاءٍ إنَّه نهر يجري يطهِّر في زمن تلوَّث فيه الوفاء والصدق والحب والمثاليات والصفح والتسامح والإيثار والزهد والأمل والحلم والنَّقاء والصفاء... فالناس تكالبت على (جثَّة) الدنيا كما قلتُ سابقاً، وكلَّما غرفت من نهر نوَّارة ازددت تطهيراً، وغمست قلمي في هذا النهر كي يزداد الناس غرفاً منه...، عندها تنهض الدنيا من بؤرة تتلوَّث فيها إلى عين النور في حُلَّة نقية طاهرة. شكراً لكِ ولهن.
و... (لنورة السبيعي) التي تناشدني حديث النور دوماً و(إيمان العباسي) كذلك. ثمَّ عسى (فوزية النعيم) أن تعلم مني: أنَّ هناك فرقاً بين حزن وحزن فلا أدعوها للتضجُّر بقدر ما أدعوها لأن تحزن فتضيء. ذلك قمَّة الوفاء وصدق النَّهر وهو يفتح بوابات مدرسة القيم والمُثل في الزمن الأحوج، والأفقر، والأفرغ.
|