* الرياض - سلطان المواش:
كشفت قائمة الأماكن والأسواق المشهورة بالحرف والصناعات التقليدية التي أعدتها الأمانة العامة للهيئة العليا للسياحة عن وجود عشرات الأسواق والحرف الشعبية المنتشرة في أنحاء المملكة، وتبين ان معظم هذه الأسواق دائمة أي تعمل طوال العام.
وتعرف الأسواق الأسبوعية بأسماء الأيام التي تقام فيها، فهناك سوق السبت بالفرعين في منطقة عسير، وسوق الأحد في الأحساء، وسوق الاثنين في عيون الجواء في منطقة القصيم، وسوق الثلاثاء في صبيا بمنطقة جازان، وسوق الأربعاء في المخواة بالباحة، وسوق الخميس في سميرا بمنطقة حائل، وسوق الجمعة في الطرف بالمنطقة الشرقية، وسوق الجمعة في تمير بمحافظة سدير وغيرها.
وهناك مناطق لديها أسواق بأسماء أيام الأسبوع كلها، كما هو الحال في المنطقة الشرقية، ففي الحليلة سوق السبت، وسوق الأحد بالقارة، وسوق الاثنين بالجفر، وسوق الثلاثاء بالجشة، وسوق الأربعاء بالمبرز، وسوق الخميس بالهفوف، وسوق الجمعة بالطرف.
وتتنوع مجالات هذه الأسواق والحرف حسب موقع المنطقة الجغرافي ومكانتها وعادات وتقاليد الأهالي وطبيعة الأعمال التي كانت تزاول في كل منطقة، ويعد سوق التمور ببريدة شاهداً حياً علي ازدهار الزراعة في منطقة القصيم وعمل الكثير من أهاليها في الزراعة، وليس بمستغرب أن يكون هناك مصنع لأدوات القهوة والدلال في بلاد حاتم الطائي، وسوق للسمك في القطيف المطلة على الخليج العربي، وورش للمراكب البحرية على شواطئ ينبع.
وفي كل منطقة من مناطق المملكة يبرز سوق شعبي أو صناعة تقليدية تميزها، فإن كان بن قاسم الاسم الأشهر بين أسواق الحراج بالمملكة، فإن مصنع كسوة الكعبة المشرفة الأوحد من نوعه في العالم. كما يعتبر سوق الجمال ببريدة أكبر سوق للجمال في الشرق الأوسط، وتتميز منطقة تبوك بوجود أربعة مراس قديمة للسفن، وهي المرسى القديم في ضبا، والمرسى القديم في الوجه، والمرسى القديم في حقل.
وإذا كانت زيارة الأسواق الشعبية هدفها التبضع لدى البعض، فإن الكثيرين تمثل لهم هذه الزيارات «هواية»، يجدون فيها متعة استرجاع أيام خلت، والمساهمة في احياء حرف وصناعات يدوية تصارع البقاء.
وتتميز معظم الأسواق الشعبية ذات البناء الدائم برائحتها الفريدة التي تجمع بين رائحة الهيل والبن والبخور والعطور التقليدية، حيث حوانيت العطارة والتموين. ولأن تاريخ انشاء بعض هذه الأسواق يعود الى أكثر من ستين سنة، فإن البناء الطيني يعتبر قاسماً مشتركاً فيما بينها.
ويجد الزائر للأسواق الشعبية القديمة في المملكة خليطاً عجيباً من الصناعات التقليدية والحرف التي اندثر بعضها، وهجرها أصحابها.
وفيما يلي نماذج لبعض الحرف والأسواق التقليدية بالمملكة:
ورش صناعة المراكب البحرية في جازان وتقع هذه الورش على شاطئ البحر الأحمر في وسط مدينة جازان وبالقرب من سوق السمك والسوق الرئيسي.
سوق نجران الشعبي ويقع بالقرب من قصر الامارة القديم وهو عبارة عن عدد من المباني ذات طابق واحد، يعمل بها حرفيون بصورة شبه يومية، ويعتبر أحد أشهر الأسواق الشعبية في المملكة وذلك لتميزه في صناعة الخناجر وصيانة الأسلحة.
سوق الثلاثاء بعسير ويقع في وسط مدينة أبها يجد فيه المتسوقون بغيتهم في ابتياع أصناف كثيرة من الفضيات والملابس التراثية، وخاصة النسائية منها، حيث يتميز الثوب العسيري بطابع خاص في التصميم والخياطة، ويلاحظ الزائر لسوق الثلاثاء بعسير كثرة حوانيت الحدادين الذين يقومون بتصنيع أدوات الزراعة اليدوية.
ورش صناعة الدلال والمباخر في حائل.. تفنن أهل حائل في الضيافة والاحتفاء بالزوار فلذلك لا يستغرب من ابداعهم في صناعة الدلال حاضنة قهوة الهيل العربية. وبأحجام وأشكال مختلفة يقوم حرفيون متخصصون في حوانيت طينية وسط مدينة حائل بانتاج أسماء مشهورة من الدلال مثل: دلال راعي القصر، والدلال البغدادية، اضافة الى تصنيع المباخر من أشجار الأثل.
السوق الشعبي في بريدة ويقع في شارع الصناعة بوسط بريدة، وهو يضم عشرات الحوانيت المتخصصة في صناعة الأحذية الجلدية، وصيانة الأسلحة البيضاء والهوائية، وكذلك أدوات الزراعة والاحتطاب اليدوية، ويعمل حرفيون آخرون في صيانة أدوات القهوة، وخياطة الملابس، وخبن المشالخ، وتعرض حوانيت أخرى المنتجات الخوصية والسدو.
ورش صناعة الفخار بالمدينة المنورة هذه الخدمة التي ورثها الأبناء عن الآباء والأجداد، فنٌ يعتمد على خفة اليد والبراعة في تحريك الأنامل وتشكيل الطين، الذي يعد من مواد خاصة. ويعمل عدد من أبناء المنطقة في هذه الحرفة، حيث يقومون بانتاج دوارق المياه وأحواض الزهور والمزهريات بأشكال وألوان مختلفة. ويتم عرض هذه المنتجات في حوانيت الحرفيين الخاصة بالمدينة المنورة كما أنهم يشاركون بها في جناح المنطقة بالمهرجان الوطني للتراث والثقافة «الجنادرية».
|