Monday 21st july,2003 11253العدد الأثنين 21 ,جمادى الاولى 1424

     أول صحيفة سعودية تصدرعلى شبكة الانترنت

دفق قلم دفق قلم
أوقات الشباب
عبدالرحمن العشماوي

كلُّنا ندرك أهمية أوقات الشباب، ونشعر بمشكلة الفراغ، وننادي بعمل ملموس مدروس لوضع خُطَطٍ متجدّدة تتيح للشباب مجالاتٍ يستثمرون فيها أوقاتهم، كلُّنا نتحدَّث عن هذه المشكلة، ونُدلي بآرائنا فيها سواءٌ في كتاباتنا أم محاضراتنا وبرامجنا الإعلامية أم في مجالسنا العامة والخاصة، ولربما سمعنا بعض الآراء الممتازة في هذا الجانب، وأزمعنا أمرنا لتطبيقها عملياً، ولكنَّنا بعد ذلك كلِّه لا نتحرَّك خطوة واحدة إلى الأمام. كيف يقضي شبابنا أوقاتهم، وماذا نصنع لهم؟، وكيف نساعدهم على الخروج من إطار هذه القضية الشائكة؟. هنالك من يتحدَّث عن أهمية المراكز الصيفية، والمهرجانات المنوَّعة التي تقام في بعض مناطق المملكة، ويرى أنها تقوم بدور مهم في استثمار أوقات الشباب، وهذا رأي صحيح، ولكنَّ السؤال الذي يفرض نفسه هنا: ياترى كم عدد تلك المراكز والمهرجانات، وكم تستوعب من الشباب، وما قدراتها وطاقاتها وإمكاناتُها وهل لديها من تلك الإمكانات مايتيح لها التنويع المغري في برامجها ونشاطاتها؟
كم عدد تلك المراكز الصيفية؟، مائة، مائتان، ثلاثمائة، ألف؟؟ هل هذه الأعداد مناسبة لأعداد الشباب الذين يحتاجون إلى مايقضون فيه أوقات إجازاتهم بمتعة وفائدة؟؟.
لاشك أن هذه المراكز والمهرجانات ذات أثر فعَّال في حماية شبابنا من وحش الفراغ الذي يبرز في إجازة الصيف الطويلة، ولكنها غير كافيةٍ على الإطلاق وتحتاج إلى دعم مادي ومعنوي كبير.حضرت في الصيف الماضي إلى مواقع بعض المهرجانات والمخيَّمات في بعض مناطق المملكة، ورأيت فيها من الاستعداد الجيد والنشاط المنوَّع ما أثلج صدري، ورأيت أعداداً كبيرة من الملتحقين بها قد وجدوا فيها ضالتهم، وسعدوا بما أتاحت لهم من نشاطات متعدَّدة ثقافية، واجتماعية، ورياضية، وتدريبية، وعلمت في ذلك الوقت أن خادم الحرمين الشريفين -جزاه الله خيراً- قد أمر بدعم مادي سخي لتلك المهرجانات والمخيمات. وهنا نتساءل عن دور رجال الأعمال والأثرياء، ودور المؤسسات الكبرى، والبنوك في دعم مثل هذه الأنشطة النافعة. هنالك من يدعم، ولكنهم قليلون، وقد يكون الدعم المادي ضعيفاً، فتضعُف بسببه الأنشطة، وتقل الإمكانات، وتقلُّ عوامل الجَذْب لكثير من الشباب.
أوقات الشباب ثروةٌ لهم ولنا، وضياعها خسارة كبيرة عليهم وعلينا، فمتى يكون التطبيق العملي طريقنا للعلاج.
علمت ان بعض الأسر والعائلات تقوم بإعداد برامج خاصةٍ لشبابها وتلقى من النجاح ما لم يكن في الحسبان، خاصة إذا كانت متعددة الجوانب، منوَّعة النشاط، وتحدَّث كثير من الشباب الذين ينتمون إلى بعض هذه الأسر والعائلات عن سعادتهم الكبيرة بذلك النشاط الذي تجاوز النشاط الثقافي والاجتماعي إلى رحلات العمرة والنّزهة وفق برامج متكاملة تملأ أوقات الشباب بكل نافع مفيد. لكأنني أرى الآن عدداً من القراء يعجبون بهذه الفكرة ويشيدون بها، ولربما تحدثوا بها في مجالسهم، وهذا كله جميل، ولكن.. هل يتحوَّل هذا الإعجاب إلى عمل ملموس، وهل يحرص من أعجبته الفكرة على تطبيقها في محيطه العائلي؟؟.
أوقات الشباب ثروة عظيمة، فلا تهدروها يا أولي الألباب.
* إشارة:


لو لامس البيت آمالي ورافقني
أخٌ، وساءلني عمَّا أُريد أبُ
ما تهت في درب أحلامي بلا هدفٍ
ولا تداعى إليَّ الخوف والرَّهَبُ

 

 

[للاتصال بنا] [الإعلانات] [الاشتراكات] [الأرشيف] [الجزيرة]
توجه جميع المراسلات التحريرية والصحفية الى chief@al-jazirah.com عناية رئيس التحرير
توجه جميع المراسلات الفنية الىadmin@al-jazirah.com عناية مدير وحدة الانترنت
Copyright, 1997 - 2002 Al-janirah Corporation. All rights reserved