Monday 21st july,2003 11253العدد الأثنين 21 ,جمادى الاولى 1424

     أول صحيفة سعودية تصدرعلى شبكة الانترنت

نتيجة أخطاء مع بدايات البنك العقاري في وادي الدواسر نتيجة أخطاء مع بدايات البنك العقاري في وادي الدواسر
200 منزل في 3 تجمعات سكنية معدومة الخدمات والسكان

* وادي الدواسر - قبلان الحزيمي:
في وقت شهدت فيه المملكة نهضة كبيرة في المجالات كافة ومنها الدعم الكبير الذي قدمه صندوق التنمية العقاري للمواطنين منذ انطلاقته عام 1395هـ بتقديم قروضه للمواطنين في ارجاء المملكة كافة ومنها محافظة وادي الدواسر التي شملتها ايادي الخير والعطاء من حكومتنا الرشيدة ولكن نتيجة الجهل وحسن النية من بعض ابناء البادية التي استغلها عدد من المقاولين نتج عنها خسائر كبيرة تمثلت في اكثر من 200 منزل في 3 تجمعات سكنية بنيت بطرق بعيدة عن التخطيط والاشراف الهندسي والمعماري في وقت كان اصحابها بدواً يهرولون خلف ابلهم في مراتع الفلاة ومساقط المطر مما جعل تلك المنازل غير صالحة تماماً للسكن ولم تسكن من تاريخ بنائها اي منذ اكثر من 28 عاماً وهي الآن في وضع سيِّئ حيث الابواب والشبابيك مخلعة بل بعضها لم يكتمل بناؤها اصلاً وما كان منها مكتملاً فقد اقترب على انتهاء عمره الافتراضي وفي ذلك هدر اقتصادي كبير يعد بعشرات الملايين من الريالات.
«الجزيرة» وقفت على هذه المنازل مع بعض اصحابها من المواطنين الذين طالبوا جميعهم بسرعة تدخل الجهات الحكومية ذات العلاقة لمعالجة الوضع ملتمسين من حكومتهم الرشيدة النظر في إبراء ذممهم من هذه القروض التي لم يستفيدوا منها ابداً.
المواطن/ مبارك بن مسفر آل قرموط قال: في وقت كنا فيه نسكن الخيام وبيوت الشعر مع إبلنا في منابت العشب بالصحراء سمعنا عن أن هناك قروضاً تقدمها الدولة حفظها الله للمواطنين لبناء مساكن لهم مع إمكانية توكيل الغير في ذلك فقمنا بتوكيل عدد من المقاولين للاقتراض من البنك العقاري وبناء مساكن لنا بحسن نية منا على أمل أن نستبدل الخيام وبيوت الشعر بمنازل في المدينة ولكن تفاجأنا بعد عدة سنوات أن هذه المباني بنيت بشكل سيئ وانها غير صالحة للسكن بالإضافة الى أن مواقعها في مخططات ينقصها ابسط الخدمات الضرورية لحياة الإنسان كالماء والكهرباء والهاتف ورصف الشوارع وخلافها «ثم سكت برهة» وبعد أن اخذ نفساً عميقاً اضاف ولولدي كميخ رحمه الله منزلاً أسال الله ان يبرئ ذمتي وذمته مما تعلق به من اموال في منازل لم ولن نستفيد منها ابداً.
اما المواطن/ خربوش بن فهاد الدوسري: فقال انا لا اعرف كلام الجرائد والمكاتبات ولكن ما تراه امامك الآن من بيوت معدومة الفائدة لي ولعدد من المواطنين البدو الذين لُعب علينا وعليهم في وقت الجهل والطفرة ولم نستفد منها اطلاقاً. فقلت: له ولكن يا عم ما الحل الذي تراه الآن؟! فقال: الحل بيد الله ثم بيد حكومتنا - الله يعزها - وهي من كل خير قريب ثم اردف قائلاً: ولدي وغيري الاستعداد لتسليم هذه المنازل بأراضيها مقابل ابراء ذممنا من البنك العقاري، فقلت: له يا عم ولم لا تحاول اصلاحها وترميمها والاستفادة منها، فقال: الامر يحتاج الى أموال طائلة ونحن لا نملك قيمة فرشها وتأثيثها ثم انها قد تكون غير صالحة للسكن ووضعها الآن مخيف جداً.
المواطن/ مسفر بن سويد بن حزام اكد ان جميع ملاك هذه المنازل تتقطع قلوبهم اسى وحزناً على وضعها السيئ الذي لن يتغير الا بتكاتف الجميع من الاهالي والجهات الحكومية ذات العلاقة بوضع حلول مناسبة يراعي فيها الاحوال المادية المتردية لملاكها.
ويشاركه اخيه محمد بن سويد الرأي ويزيد بأن بعض اصحاب هذه المنازل قد توفاهم الله وذممهم قد تعلقت بمنازل قد لا يعرفون مواقعها اصلاً سوى بالوصف وهم بجوار ابلهم في الصحراء.
مشاهدات من التحقيق:
1- وجدنا المنازل بنيت على نوعين منها ماهو شعبي يعتمد في سقفه على الاخشاب ومنها ماهو بالخرسانة المسلحة ذات الحديد الضعيف جداً وبعضها لم يكتمل بناؤه بل منها ما توقف على رفع الاعمدة فقد ولا نعلم ولا يعلم اصحابها هل تم استكمال صرف جميع دفعات البنك المقررة لها ام لا!!!
2- وجدنا هذه التجمعات السكنية خالية تماماً من ابسط الخدمات الضرورية للحياة اليومية كالماء والكهرباء والهاتف والخدمات البلدية الاخرى!!!
3- اصبحت هذه الوحدات السكنية مأوى للمتسللين والمتخلفين من العمالة الوافدة وبعضها تم استغلاله كأحواش للاغنام وبعضها طمرته الرمال والبعض الآخر تهدمت كثير من اجزائه!!!
4- عدد من اصحاب هذه المنازل متوفين نسأل الله لهم الرحمة وقد علق اولياؤهم امالاً كبيرة في حكومتنا الرشيدة باعفائهم وابراء ذممهم.
5- في اثناء التقاط عدستنا لبعض الصور من احد سطوح هذه المنازل اتصل علي بالجوال احد اصحاب هذه المنازل الذي صادف مروره بجوارها وكان يعرف رقم هاتفي مسبقاً وقال بلهجته المحلية :« داخلاً على الله ثم عليك لا تجلب علينا شر» فقلت له: الشر بعيد منا ومنك واكدت له انه لابد من وضع حلول لهذه المنازل ولن يتأتى ذلك الا بطرح الامر امام المسئولين، فقال:« الله يدلك على مافيه الخير»
فكانت مقابلة اخرى لم نحسب لها حساباً.
6- اما وقد اصبح الامر واقعاً فلابد من وضع حلول فيها بعض التجاوزات النظامية من الجهات ذات العلاقة لمعالجة الوضع السيئ والمتردي لهذه الوحدات السكنية وإزالة ما قد يتسبب منها بمخاطر على المواطنين والاستفادة من الباقي بعد معالجتها هندسياً.

 

 

[للاتصال بنا] [الإعلانات] [الاشتراكات] [الأرشيف] [الجزيرة]
توجه جميع المراسلات التحريرية والصحفية الى chief@al-jazirah.com عناية رئيس التحرير
توجه جميع المراسلات الفنية الىadmin@al-jazirah.com عناية مدير وحدة الانترنت
Copyright, 1997 - 2002 Al-janirah Corporation. All rights reserved