احتفلت مجلة (الخدمة المدنية) قبل حين بمرور خمسة وعشرين عاماً على صدورها، وشرفتني وقتئذٍ وزارةُ الخدمة المدنية بالدعوة الكريمة للمشاركة بمداخلةٍ قصيرةٍ احتفاء بهذه المناسبة الغالية فكان هذا المقال.
***
* والحديثُ عن مجلة (الخدمة المدنية) يثيرُ في نفسي خواطر عديدة وذكريات ممتعة، فقد شهدت ميلادها قبل نحو ربع قرن، يوم كنت أميناً عاماً لمجلس الخدمة المدنية، وكان معالي وزير الدولة، رئيس الديوان العام للخدمة المدنية آنئذ الصديق الأستاذ تركي بن خالد السديري، شديد الإهتمام بهذه المجلة منذ أن كانتْ في المهد (نشرة).. قبل أن تتحول بعد مدة إلى (مجلة) وكان هدفها الذي رسمه معاليه لها أن تكون جسراً إعلامياً وأداة تثقيف يربطان جهاز الخدمة المدنية بشريحة عريضة من موظفي الدولة المنتشرين في طول البلاد وعرضها.
***
* ثم تَسلّم زمامَ الأمانة من بعد (أبي زياد) معالي الأستاذ محمد الفايز، رئيساً للديوان، فوزيراً للخدمة المدنية، ليضيف معاليه إلى هذه المجلة مزيداً من التألق وليرعاها في الوقت نفسه إدارياً وفنياً ومهنياً معالي الصديق الأستاذ عبدالرحمن بن عبدالمحسن العبدالقادر نائب وزير الخدمة المدنية فتزداد نضجاً وعطاء.
***
* وانطلقت (الخدمة المدنية) منذ لحظة (الصفر) بإلهام وتوجيه من ذلك الهدف النبيل، واضحت مع الأيام منبراً فسيحاً يلتقي من خلاله المعنيون بالخدمة المدنية، في الوزارة والميدان معاً، عبر النبأ والتعليق والحوار والمقال و (الفتوى) الوظيفية حول كل ما يهمّ الموظف، منذ تعيينه حتى مغادرته السرب الوظيفي متقاعداً أو مستقيلاً ونحو ذلك.
***
* وقد شهدت (الخدمة المدنية) قفزات نوعية وفنية كبيرة جداً عبر مشوارها الربع قرني، فتحولت من (نشرة) محدودة الأوراق والألوان والانتشار إلى (مجلة) شهرية ذائعة الصيت والصولة والصدى، تجاور بندية مهنية المجلات المحلية والعربية المعروفة في أرفف المكتبات، رصانة وطرحاً وإخراجاً وتصل إلى مكتب كل مسئول في أروقة الدولة، ولقد غدت مطالعتها شهرياً (وجبة) دسمة للموظف المتخصص والقارئ العام على السواء!
***
* ورغم هذا كله لم تفقد مجلة (الخدمة المدنية) الآن وهي في شرخ شبابها ارتباطها المبدئي بالهدف الذي أنشئت من أجله فظلت منبراً حراً يتابع المرء من خلاله أحدث الأنباء والآراء والتطورات في مجال الخدمة المدنية وازدانت أعدادها بإضاءات عدد من الأقلام الجيدة من داخل أروقة الخدمة المدنية وخارجها تطرح موضوعات وقضايا تتصل بالوظيفة العامة تنظيراً أو نقداً أو تقويماً.
***
*وانتهز هذه المناسبة العطرة مرور ربع قرن على صدور مجلتنا (الخدمة المدنية) فأسجل بكل فخر خاطرتين:
الأولى:
التهنئةُ الخالصة لهذه المجلة وللقائمين عليها، إشرافاً وتحريراً وإخراجاً، لما حققته عبر السنين من نمو متوازن وجريء معاً، كيفاً وطرحاً، مع الاحتفاظ بسمو الهدف وموضوعية المعنى اللذين أنشئت من أجلهما.
***
الثانية:
الشكر والعرفان لكل من له أمر الولاية على شأن هذه المجلة سلفاً وخلفاً بدءاً بمعالي الأستاذ تركي بن خالد السديري (المؤسس) لهذا المنجز الجميل، فمعالي خلفه الصالح الأستاذ محمد بن علي الفايز مروراً بمعالي نائبه الأستاذ عبدالرحمن بن عبدالمحسن العبدالقادر، وانتهاء بآخر مسئول في التحرير والإخراج، لمنحي شرف الإطلالة الشهرية على قرّاء المجلة عبر نافذة الصفحة الأخيرة المسماة (صورة مع التحية) وهم يحرصون على استمرار هذه الإطلالة، مما أحسبه تشريفاً لي وتكريماً، وأحاول في الوقت نفسه ما استطعت تكريم هذا التشريف بالتواصل مع المجلة ومع قرائها الكرام.
وأرجو في الختام أن تواصل مجلة (الخدمة المدنية) مشوار الإبداع الذي منحها ما هي أهل له من صيت جميل وتأثير أجمل.. عبر ربع قرن!
|