قرأت ما كتبه الأخ حماد السالمي في هذه الجريدة في العدد 11245 يوم الأحد الموافق 13/5 وقد وجدت فيه العديد من المغالطات من المجازفة بالاتهام وإنكار جهود المخلصين ومحاولة تشويه صورة العاملين في المراكز الصيفية التربوية بل والتحذير منها.
وقد وجه ولي العهد حفظه الله الشباب لاستغلال أوقات فراغهم عن طريق المراكز الصيفية التي أقامتها الدولة رعاها الله في مختلف مناطق المملكة ويقوم عليها نخبة من رجال العلم والتربية والتي تحوي جميع الأنشطة الرياضية والاجتماعية والتربوية وغيرها فادّعى الكاتب هداه الله ان هذه الأنشطة كانت موجودة في الثمانينات والتسعينات الهجرية عندما كان في كل مدينة مركز واحد فقط فلما كثرت المراكز وسيطرت عليها جماعات تسمى توعوية زالت تلك الأنشطة وأصبح الطلاب من شريحة واحدة وأما باقي الطلاب فمكانهم الرصيف.
ولا أعلم من هذه الفئة التي يتحدث عنها؟ ومن أين جاءت؟ لكننا نعلم جميعاً ان العاملين في هذه المراكز من أبناء هذه البلاد المخلصين وقد كانت المراكز في السابق يقوم عليها رجال من داخل الميدان التربوي وكانوا يتقاضون على ذلك مكافآت مجزية ولما انقطعت هذه المكافآت تصدى للعمل احتساباً بعض المربين من رجال العلم والتربية من المعلمين الذين ضحوا بأوقاتهم وتركوا مشاغلهم وانشغلوا عن بيوتهم وتفرغوا لتربية أبنائنا وحفظهم واعتبروا هذا واجباً وطنياً نحو بلادهم كما هو واجب شرعي نحو مجتمعهم ولم يريدوا من وراء ذلك جزاءً ولا شكوراً فحق ان نعرف لهؤلاء حقهم ونشكر فضلهم لا ان نتهجم عليهم وننكر جهودهم ونكيل لهم التهم، فهل جزاء الإحسان إلا الإحسان وصدق الشاعر إذ يقول:
أقلوا عليهم لا أبا لأبيكم
من اللوم أو سدّوا المكان الذي سدوا
نحن نعلم ان القائمين على هذه المراكز من المعلمين المشهود لهم بالإخلاص والنشاط وإدارات التعليم في جميع المناطق تقدر لهم ذلك وهم فئة من مجتمعنا السعودي المتدين الذي هو مجتمع واحد متماسك متعاون على البر والتقوى وليس هناك جماعات وشرائح تتصارع كما صور الكاتب.
وأما قوله إنهم يختارون شريحة من الطلاب والباقي مكانهم الرصيف فنقول قد يكون هذا في الثمانينات والتسعينات التي تحدثت عنها عندما كانت المدينة لا تحوي إلا مركزاً واحداً، أما الآن مع دعم ولاة الأمر وتوجيههم لافتتاح العديد من المراكز لاستيعاب كثرة الطلاب فليس هناك طالب مكانه الرصيف إلا إذا اختار ذلك لنفسه ولم نسمع عن مركز واحد انه اشترط شروطا معينة للقبول أو رفض طالباً لأنه ليس من الشريحة التي تهجمت عليها.
وأما عن الأنشطة فكافة الأنشطة موجودة في جميع المراكز دون استثناء وإذا كانت هذه معلوماتك عن المراكز فأدعوك لزيارة مركز واحد منها لتتضح لك الصورة الناصعة لهذه المراكز، فهناك النشاط الرياضي الذي يغلب على هذه المراكز حيث تقام المباريات الرياضية بين فرق المركز في كرة القدم والطائرة وغيرها وهناك مهرجانات رياضية تتكرر طوال فترة المركز وهناك النشاط الأدبي والثقافي الذي يتمثل في المسابقات الثقافية والأمسيات الشعرية والصحف الحائطية والمجلات الدورية وغيرها وهناك النشاط المهني والعلمي فدورات للحاسب الآلي التي تقيمها بعض المراكز وقسم النجارة الذي يوزع أعماله على المساجد والمدارس وهي شاهدة على هذا النشاط وهناك دروس التقوية للمواد العلمية في المرحلتين المتوسطة والثانوية وهناك النشاط المسرحي الذي أخرج العديد من المواهب وهناك النشاط الاجتماعي عن طريق الزيارات وارتياد المكتبات وهذه نشاطات مارسناها في المراكز وأشرفنا عليها وليس الخبر كالمعاينة.
فليتك أخي الكريم جنبت مراكزنا ومدارسنا الأمر ان استهدفت فئة معينة حتى لا يؤثر ذلك في النشء وحتى تبقى هذه المراكز شامخة كشموخ هذه البلاد الطاهرة. فليس هناك تجاوزات كبيرة ولا اجتهادات خطيرة كما صورت ذلك فلا يقام نشاط فيها إلا وقد أذن فيه وأخذ دورته الرسمية المعتادة والقائمون عليها أحرص الناس على الالتزام بالنظام.
واقحامك لموضوع التكفير في حديثك عن هذه المراكز لا يشوه صورتها ولا يهز ثقتنا في القائمين عليها لأننا نعلم انهم أعلم الناس بخطورة هذه المسالك وأكثرهم تحذيراً منها ونحن لا نقل حرصاً عنك إن لم نكن أكثر على استقرار بلادنا والمحافظة على أمنها.
وليتك اكتفيت بالتحذير من المراكز الصيفية التابعة لوزارة المعارف بل ألحقت بها المخيمات الدعوية التابعة لوزارة الشؤون الإسلامية ثم الحقت بها دور القرآن وتعليم السنة وإذا عرف الرابط بين هذه المراكز الحكومية وهو تعليم الخير وحفظ الشباب وتربيتهم وفق منهج هذه البلاد المباركة القائم على الكتاب والسنة زال العجب فكأنك تريد ان تكون هذه المراكز لتعليم الرقص والغناء لتبارك أعمالها وتثني على القائمين عليها.
عبدالرحمن بن عبدالله التويجري
|