في لحظات الألم يجف اللسان والقلم ويعجز عن التعبير عما يعتلج في الصدر وتختزنه الذاكرة خاصة عندما يكون الفقيد عزيزاً على قلبه أثيراً على نفسه فما كلمة تصور فقد الأحبة تفي بحقهم لكنها إرادة الله حين يسبق قضاؤه وينفذ حكمه والله وعد الصابرين الذين إذا أصابتهم مصيبة قالوا: {انا لله وانا اليه راجعون}.
لقد فجعنا في عصر يوم الخميس الماضي الموافق 10/5/1424هـ برحيل رجل الأعمال المعروف الشيخ فهد العبدالله العويضة عن هذه الدنيا الفانية رحمه الله رحمة واسعة وأسكنه فسيح جناته وتجاوز عنه بمنه وكرمه ومن معرفتي الشخصية بالشيخ فهد فإنني أكتب عن بعض المواقف التي أعرفها عنه لعله يزيد من عدد الداعين له وحضاً على التنافس في الخير.
فقد كان الشيخ فهد رحمه الله باذلاً للخير محباً له، يتفقد المحتاجين والمعوزين ويرسل لهم من يقضي حاجاتهم ويلبي طلباتهم فكان من ذلك أن أقام مجموعة من الفلل وزعها على بعض الأسر المحتاجة في الرياض، ولم يقتصر بره على ذلك بل امتد ليجعل لبعض الأسر المحتاجة رواتب شهرية تصرف لهم.
وكان له مساهمة فعالة وعطاء واضح في قضاء ديون المعسرين المسجونين في قضايا مالية فيرسل من يتأكد من أوضاعهم ويسأل عن أحوالهم ثم قام بالتسديد عن عدد من السجناء المعسرين الذين سجنوا في مستحقات مالية عجزوا عن سدادها وتم اطلاق سراحهم وعادوا الى أولادهم تغمرهم البهجة ويعلو وجوههم البشر بلقاء أحبتهم جعل الله ذلك في ميزان حسناته وصلة لأعماله الصالحة «إذا مات ابن آدم انقطع عمله إلا من ثلاث: صدقة جارية أو علم ينتفع به أو ولد صالح يدعو له».
كان رحمه الله سباقاً في ميدان التنافس بالخيرات وفي رمضان حيث تتضاعف الأجور ويزيد التنافس بالبر كان للشيخ فهد مجال واسع وفضاء رحب ومساهمة واضحة في ذلك، فقام بتفطير الصائمين ليس في داخل المدن فحسب بل على الطرق التي تنفذها شركة العويضة فأقام في كل تجمع للشركة مسجداً مع خدماته ومكاناً لإفطار الصائمين واستراحة للعابرين.
وفي طريق آخر من طرق البر كان له فيها نصيب كبير في المساهمة في بناء المساجد وانشائها حيث كان آخرها مسجده المجاور لمنزله في حي الواحة بالرياض.
وهذه الأعمال هي التي سوف يجدها أمامه وتبقى معه جعل الله ذلك في ميزان حسناته وعفا عنه وغفر الله له وأسكنه فسيح جناته ووفق أولاده لما فيه صلاح دينهم ودنياهم وجمع كلمتهم ليواصلوا المسيرة على نهج أبيهم رحمه الله رحمة واسعة {انا لله وانا اليه راجعون}.
|