حوار: سعود الهذلي
خطا مكتب العمل بمنطقة الرياض خطوات جادة وحثيثة نحو الأمام بفضل الله ثم بفضل دعم حكومة خادم الحرمين الشريفين في تحقيق خطوات السعودة في القطاع الخاص وايجاد فرص وظيفية للشباب السعودي بعد إعداده وتأهيله وفقاً لاحتياج سوق العمل.
ولإلقاء المزيد من الضوء حول هذا القطاع ولمعرفة شؤونه رأينا عبر «الجزيرة» ان نكون أول من يجري حواراً مع مدير عام مكتب العمل بمنطقة الرياض.
الأستاذ حمد بن عبدالله الحديثي والذي شهد مكتب العمل في عهده نقلة كبيرة تنظيمياً وإدارياً وقد أعجبنا بصراحته وأريحيته ودار بيننا هذا الحوار:
توظيف
* ما هي استعدادات مكتب العمل بالرياض تجاه توظيف الشباب السعودي خلال الإجازة الصيفية لدى الشركات والمؤسسات؟
قام مكتب العمل بالرياض قبل بداية الإجازة بمخاطبة جميع الشركات والمؤسسات بشأن توظيف الشباب السعودي خلال الإجازة الصيفية مع التأكيد على توفير وظائف لأبنائنا الشباب وفتح المجال لهم في هذا القطاع.
خلط
* أصبح من المألوف لدى بعض العامة اطلاق مسمى مكتب العمل والعمال بدلاً من مكتب العمل.. ترى ما هي الأسباب؟
إن تصحيح الخطأ الشائع الدارج على ألسنة بعض العامة بالنسبة لمسمى إدارتنا حيث درج السواد الأعظم من المتعاملين مع هذه الإدارات على تسميتها بمكتب العمل والعمال، وهذا خطأ شائع يحمل بعض الخلط في المفاهيم إذ ان المسمى القانوني الصحيح هو «مكتب العمل».
سعودة
* هل حققت الشركات والمؤسسات في منطقة الرياض نسبة السعودة المطلوبة؟
ان توجيهات معالي وزير العمل والشؤون الاجتماعية تقضي برفع وتحقيق نسب السعودة المقررة نظاما وهذا مطلب وطني يجب ان تتضافر كافة الجهود لتحقيقه كل من موقعه ومكانته فالمملكة وطن الجميع وقد أعطانا هذا الوطن الكثير والكثير فليس بأقل من رد الجميل ولو بالقليل من الجهد والعطاء، لذا كان لزاما على الجميع المشاركة لتخفيق مطلب المرحلة ألا وهو السعودة.
فصاحب العمل مطالب بالالتزام والتفاني في خدمة وتثقيف المنشأة التي يعمل بها، والمسؤول مطالب بالمتابعة وتذليل كل ما يعترض تحقيق هذا الهدف السامي، وبرامج السعودة ماضية بخطى قوية وحثيثة تحقيقاً لهدف استراتيجي لا تراجع عنه.
هدف
* يلعب مكتب العمل دوراً كبيراً في توظيف الشباب من خلال التنسيق الفعال مع الشركات والمؤسسات غير ان هذا الدور ليس في مستوى الآمال والتطلعات فما هي الأسباب؟
إن تنفيذ مشروع وطني طموح بهذا الحجم أمر يحتاج حتماً لبعض الوقت كي نجني الثمار ويطيب الأكل وسنصل طالما نحن سائرون وما دام ان هناك رجالاً مخلصين نذروا أنفسهم لتحقيق الهدف المنشود بشكل يفوق التطلعات فالعمل مبذول ليلاً ونهاراً ضمن جهد واع مدروس والمام بكافة جوانب الموضوع.
إقبال
* كيف وجدتم تعاون أصحاب المؤسسات والشركات في مجال توظيف الشباب السعودي؟ وهل يمتلك المكتب سلطة التوظيف وإجبار الشركات على ذلك؟
الملموس فعلاً على أرض الواقع هو إقبال اصحاب المنشآت على استقطاب العنصر الوطني والسبب في ذلك وببساطة شديدة كون صاحب العمل مواطنا بالدرجة الأولى وطالب العمل بالنسبة له أخ أو ابن.. لذا فإن تفعيل مسيرة السعودة ليس بحاجة لإجبار أو إكراه فالرغبة والتوافق حاصلان، وان كان ثمة اعتذار من بعض أصحاب العمل بسبب بعض التأهيل لدى العامل السعودي وهذا أمر ميسور قابل للحل السريع وغير المكلف وذلك متى تفهَّم صاحب المقولة موجبات النظام التي أكدت على شرائح من أصحاب العمل تدريب نسب محدودة من العمالة السعودية لإحلالها محل غيرها فبهذا التنفيذ اليسير للمطلب النظامي وتنتفي حينها حالة عدم التدريب والتأهيل في العامل السعودي.
احتياج
* يلاحظ ان بعض المؤسسات والشركات في منطقة الرياض لازالت تعج بالوافدين من مختلف الجنسيات في حين ان بعض الشباب السعودي لم يجدوا عملاً.. ما هو دور مكتب العمل وما موقفكم من ذلك؟
إن تواجد الوافدين الملاحظ في بعض المنشآت أوجدته احتياجات سنوات الطفرة التي تميزت بتوسع كبير بمختلف الأنشطة الاقتصادية.
وقد صاحب تلك الفترة قلة أو ندرة في الأيدي العاملة الوطنية إذ لم تكن الأعداد المتوفرة منها تغطي ذلك التوسع الكبير والسريع وكان لزاما لمواجهة ذلك الاتجاه استقدام الأيدي العاملة الخارجية، وكما ذكرت في سؤال سابق فلكل مرحلة طبيعتها وأولوياتها ورغم ذلك التوسع في الأنشطة لم ينحصر أو يتراجع، فاقتصادنا الوطني قوي ولله الحمد وخططه وبرامجه سليمة إلا ان ما تغير في الأمر هو الوفرة بعد الندرة في الأيدي العاملة الوطنية.. وقد حان الوقت لإحلال هذه القوى الوطنية محل الوافدة، فالعمل حق للمواطن في بلده ومكفول له ذلك بقوة النظام.
* كم بلغ عدد الشباب الذين وظفهم مكتب العمل بمنطقة الرياض خلال العام المنصرم 1423هـ؟
بلغ عددهم حوالي عشرين ألف شاب.
تعاون
* ما مدى التعاون القائم بين مكتب العمل وبقية الإدارات الحكومية الأخرى وخاصة إدارة الجوازات؟
إن تعاون مكتب العمل مع جميع الإدارات الحكومية بصفة عامة وإدارة الجوازات بصفة خاصة مثمر ولله الحمد وذلك بتضافر الجهود المبذولة بين هذه الإدارات والتي تقوم بخدمة المواطن فهدف الجميع واحد وان اختلفت المهام والمواقع والأدوار فالكل متفان في إنجاز ما أوكل إليه من مهام ضمن سعي دائم للتطوير لا يعرف الكسل.
تذمر
* نلاحظ كثرة المراجعين في صالة الاستقبال وتذمر بعض المراجعين من الروتين الممل، وتكرار مقولة «معاملتك لدى الموظف فلان» أو «معاملتك ناقصة» أو «راجعنا غداً مثلا».. ماذا تقولون في ذلك؟
يا أخي الكريم.. إن توجيهات القيادة الرشيدة حفظها الله تدعو وباستمرار لاتخاذ كل ما من شأنه تسهيل أمور المواطن.. وهذا ما يؤكده ويحرص عليه صاحب السمو الملكي الأمير سلمان بن عبدالعزيز أمير منطقة الرياض..
ولا شك ان كثرة المراجعين ليس مأخذاً نلام عليه ما دام يشهد المراجع ان جميع موظفي الاستقبال بمكاتبهم يؤدون عملهم دون توقف وبالسرعة والاتقان المطلوبين، فقد استنفدنا كافة إمكانيات المكتب لخدمة هذا التزايد المستمر في أعداد المراجعين، أما بخصوص بعض الممارسات غير المقبولة من هذا الموظف أو ذاك، فقد انتهجنا أخيراً أسلوب المكتب المفتوح لسماع شكوى المراجع وتذليل كل ما يعترض إنجاز معاملته في حدود الأنظمة والتعليمات.
وعبر صحيفتكم «الجزيرة» أهيب بجميع المراجعين بتقديم طلباتهم ومعاملاتهم بشكل مكتمل للمستندات النظامية، فهي معلنة بجميع جنبات صالة الاستقبال وممرات المكتب ولوحة الإعلانات لضمان علم الجميع بذلك.
التزام
* ماذا تقول لرجال الأعمال وأصحاب الشركات والمؤسسات؟
إن الأمل في الله ثم في رجال الأعمال وأصحاب الشركات والمؤسسات والمصانع وكافة منشآت القطاع الخاص في بذل المزيد من التعاون والتجاوب مع مكاتب العمل لما فيه خدمة الصالح العام وذلك بالالتزام بموجبات النظام وابلاغ مكاتب العمل عن مستجدات أو وظائف قد تستحدث أو تشغر لديهم باعتبار منشآتهم ركائز السعودة.
خبرة
* يلاحظ على أصحاب الشركات والمؤسسات البعض منهم يشترط على طالب الوظيفة السعودي ان يكون ملماً باللغة الإنجليزية ماذا تقولون في ذلك؟
صحيح ان هذه الملاحظة على بعض الاشتراطات المطلوبة من بعض المنشآت وهي الخبرة الطويلة والاجادة التامة للغة الأجنبية في حين ان واقع تأدية مهام الوظيفة لا يتطلب كل هذه المبالغ في الشروط، فقد يكفي في معظم الحالات الإلمام باللغة الأجنبية دون الاجادة التامة لها تحدثاً وكتابة، وإذا لم يعمل الشاب المؤهل حديث التخرج لدى هذه المنشأة أو تلك فمن أين له اكتساب سنوات خبرة.
وهنا أسأل مثل هذا المشترط: ألم تعلم كيف اكتسب موظفك الوافد الخبرة، ألم يكن في يوم ما خريجا حديثا واتاحت له المنشأة في بلده فرصة لاكتساب الخبرة التي أتانا بها، إذاً فلا يعيبنا مجاراة الغير في ذلك ما دام فيه النفع والرقي للوطن والمواطن، فالناس بالناس ارتقوا والحكمة ضالة المؤمن أينما وجدها فهو أحق بها والوطن أمانة في أعناقنا جميعاً.
|