اشتعلت مدن المملكة ومصايفها بالذات.. مناشط ودورات علمية ومخيمات ومهرجانات بشتى ألوانها وأصنافها واستقطبت كل الناس بمختلف شرائحهم واهتماماتهم.. وجعلت الجميع يندمج في هذه المناشط ويتفاعل معها.. وصار صيفنا.. صيفاً سياحيّاً رائعاً..
** بالأمس.. كان الصيف.. وكانت الإجازة.. تبدأ وتنتهي ولا نظفر حتى بمحاضرة واحدة أو بمنشط واحد.. كان الجميع يتطلع لأي شيء ولا يجد إلا المراكز الصيفية.. التي لا تتجاوز ميزانية الواحد منها.. عشرة آلاف ريال..
** اليوم.. التهبت المدن مناشط.. وكانت جدة.. هي الأولى في السياحة.. وهي المدرسة.. وهي المعلم.. وهي القدوة وهي رائدة السياحة..
** جدة .. أعلنت صيفاً ساخناً أسخن جوها..
** أعلنت تفوقاً مبكراً.. وأعلنت.. أن السياحة الناجحة.. لا يمنعها لهيب الجو.. ولا الرطوبة.. ولا أي شيء آخر ما دام هناك إرادة وتصميم وعزم رجال في مستوى المسؤولية.
** وتقترب من جدة.. أبها والطائف.. ثم الباحة والمنطقة الشرقية.. ولا ننسى أيضاً.. مدينة «الثلوج.. والزهور.. والْخَلْفات» مدينة عرعر وما حولها.. هكذا قال لنا تلفزيوننا العزيز في أحد برامجه «الرائعة؟!» عن السياحة في بلادنا.. وبلا أدنى شك.. أن الحلقة التي «غشَّنا» فيها التلفزيون.. من الأرشيف.
** والقصيم اليوم هو الآخر.. أعلنها سياحة محلية وأطلق مناشط مختلفة جذبت الناس كل الناس..
** الرياض.. بقيت متفرجةً .. إلا من مناشط بسيطة كدورات علمية سنوية معروفة.. وإن كانت هذا العام أكثر.. علاوة على مراكز صيفية بسيطة وغاب كل شيء..
** في الرياض.. خمسة ملايين شخص.. ومساحة الرياض. تعدل مساحة خمس مدن سعودية كبرى..
** يقال.. إن ربع.. أو ثلث سكان المملكة في الرياض.. وهذا لا يعنينا.. لكن ما يعنينا.. أن الرياض.. تلك المدينة العملاقة.. التي صارت بحجم أكبر وأفضل العواصم العالمية.. غابت مناشط صيفها.. وصارت في مرتبة متأخرة من حيث المناشط الصيفية..
** تأتي إلى الشقق المفروشة في الرياض أو حتى الفنادق.. فتجدها مليئة بالناس بالصيف.. والحجوازات «فُل» ولكن.. ليس من أجل مناشط صيف الرياض.. بل بحثاً عن الأسواق الكبرى التي لا توجد إلا فيها.. وبحثاً عن أمهر الأطباء الذين لا يوجدون إلا فيها.. وبحثاً عن مراجعة في دوائر حكومية أو أهلية لا توجد إلا فيها.. ومن أجل زيارة أهل وأقارب أو ما شابه ذلك.. لكن.. أن تجذبهم سياحة الرياض.. أو مقاهي الشيشة.. أو «خلفات» الثمامة.. أو «بلوت» الاستراحات.. فلا..
** الرياض.. من أكبر مدن العالم.. وأفضلها أسواقاً ومحلات وخدمات وميادين وحدائق وملاعب وكل شيء فيها.. كبير..
** الإمكانات كلها متوفرة ولكن.. غابت الرياض.. وغابت مناشطها..
** في المساء.. لاتدري الأسرة.. أين تذهب؟
** الملاهي.. هي الحل الوحيد.. كل يوم.. «ملاهي.. مطاعم.. استراحات.. ملِّينا طفشنا».. حتى ألعاب ورقْصات «الزِّيران» وركوب «البعارين» والصحن الدوار.. طفشنا منها.
** ماذا لو كان في الرياض مناشط مثل جدة أو مثل المنطقة الشرقية أو مثل أبها أو مثل الطائف؟
** هذا الكلام.. ليس من عندي أبداً.. وليس اجتهاداً شخصياً.. وليس مجرد «حكي» بل هو ملاحظات عابرة من القراء ومن بعض المجالس.. الذين عابوا غياب الرياض..
** الرياض كما قلت.. تملك كل إمكانات استقطاب الناس.. وفرض بقاء أهلها بحسابات بسيطة.. ولكن..
** إنني أجزم.. أن جميع مدن الشرق الأوسط كلها.. ليست في مستوى الرياض في كل المجالات ولا يمكن أن تقارن بالرياض كإمكانات ولكن الآخرين تحركوا وعملوا شيئاً..
** ولهذا فإنني ألوم تجار الرياض قبل غيرهم..
** ألوم القائمين على بعض الجهات وبخاصة الغرفة التجارية التي بوسعها أن تعمل شيئاً.. وأن تقدم أي شيء وستجد من سمو أمير منطقة الرياض سلمان بن عبدالعزيز كل دعم وعون..
** لاحظوا صيف جدة.. ومناشط جدة.. من كان وراءها؟
** أغلبها تمَّت بحسابات بسيطة.. وبجهود فردية تبنتها الغرفة التجارية بجدة.. ولكنها صارت شيئاً غير عادي.
** ماذا لو كان في الرياض مناشط كبرى تستقطب الشباب وتُشغل أوقاتهم؟
** ماذا لو كان هناك مهرجانات في الرياض مثل مهرجانات جدة.. توجه الشباب وتصرفهم لمناشط نافعة مفيدة.. بدلاً من نصب الخيام وإقامة الاستراحات والصنادق..
** إن على الغرفة التجارية بالرياض وعلى القادرين ورجال الأعمال أن يفكروا ملياً بذلك.. فليس صحيحاً أن على الدولة أن تقوم بكل ذلك .. وليس من المنطق أن تلزم جهات الاختصاص وتحديداً إمارة الرياض المواطن للإسهام بمثل هذا العمل النافع.. لكن هذا المواطن إن بادر بذلك فسوف يجد كل دعم وتشجيع من أميرنا المحبوب سلمان بن عبدالعزيز.. وبانتظار رأي الغرفة التجارية ورئيس مجلس إدارتها الأستاذ عبدالرحمن الجريسي.
|