Sunday 20th july,2003 11252العدد الأحد 20 ,جمادى الاولى 1424

     أول صحيفة سعودية تصدرعلى شبكة الانترنت

شدو شدو
في قانون الاستعصاء
د. فارس محمد الغزي

«بقاء الشيء بلا تفسير لمدة طويلة يعني ضمن ما يعني الحاجة الملحة إلى نسف ما هو كائن من طرائق تفكير نمطية أخذاً ببدائل جذرية جديدة من شأنها تفسير ما هو عصي على التفسير.. هذه العبارة ترجمة بالمعنى لقول ينسب لعالم غربي لا يحضرني اسمه الآن، وبما ان في الترجمة أحيانا «ترويض» لانفعالات النص الأصلي فنص هذه العبارة بلغتها الأصلية - الإنجليزية - كان مفعماً - حسبما أتذكر - «بالثورية» على ما يستعصي على التفسير من الواقع الإنساني المعاش.
وبقليل من الاستقراء لهذه العبارة يتجلى لنا كيف وكم هي متخمة بما وراء البدهيات التي منها:
1- ان طول مكوث الشيء ليس بدليل قاطع على صلاحيته.
2- لا غرابة في استعصاء ما هو إنساني على الفهم.. بيد ان الغريب أن يسلب هذا الاستعصاء الإنسانية من حقوق «محاولة» فهم أسباب عدم الوضوح.
3- هناك ضرورة حياتية لتفحص ما هو كائن «مقسوماً» على ما كان بسلبه وايجابه على حد سواء.
4- هناك ضرورة حياتية لتفحص ما يجب أن يكون «مضروباً» بحاصل قسمة ما هو «كائن» على ما كان..
5- التفكير الجذري والتفكير السطحي خطان مستقيمان متوازيان غير أنهما عرضة للإلتقاء.. وهذا من الخطورة بمكان الأمر الذي يحتم بذل غاية الجهد للحيلولة دون ذلك.
6- الحياة بحر هائج، الركون فيها الى السكون لا يضمن السلامة من غوائلها.. فقد يكون السكون هنا استسلاماً من شأنه ان يكسر مجاديف الرؤى فلا تستطيع حينها الابحار نحو شواطئ التحقيق والتطبيق، كما انه قد يقلم أظافر الأحلام فلا يعد بحوزتها سلاح تمزق به قيود اليأس والقنوط.
7- تسخير المناهج النمطية لتفسير وقائع الحياة ليس بالضرورة ضماناً أكيداً لفهم مستجدات الحياة.. وغني عن القول ان مجرد الإقرار بحق «المستجدات» بالجدة يفترض كذلك الإقرار بتوجب جدة مناهج تفسيرها..
8- الجرأة «أم الابتكار».. والتردد أبو البوار.. كما ان عم النجاح بعد النظر.. بينما قصر النظر سيد النكسة وأخو الخيبة وخال الفشل.
9- الحياة سلسلة من التجارب.. أشجعها أنجحها.. أجبنها أفشلها.. أوسعها أشملها.. أما أضيقها فأقربها الى الموت في مهدها اختناقاً.

 

 

[للاتصال بنا] [الإعلانات] [الاشتراكات] [الأرشيف] [الجزيرة]
توجه جميع المراسلات التحريرية والصحفية الى chief@al-jazirah.com عناية رئيس التحرير
توجه جميع المراسلات الفنية الىadmin@al-jazirah.com عناية مدير وحدة الانترنت
Copyright, 1997 - 2002 Al-janirah Corporation. All rights reserved