|
|
نشرت الصحف السعودية خلال الأسبوع الماضي تقريراً أصدرته ستاندر آند بورز تقيم فيه الاقتصاد السعودي وبطلب من وزارة المالية، ويعتبر هذا التقرير أو التصنيف السيادي الذي تم انجازاً مهما للاقتصاد السعودي من منظور دولي وماسيأتي من تأثير كبير وواضح على الاقتصاد الوطني أو الشركات والمؤسسات في القطاع الخاص في الخارج، حيث يعتبر التقرير الذي منح المملكة درجةA+) (لمديونيتها من العملة المحلية ودرجة(A) لمديونيتها من العملة الأجنبية طويلة الأجل، وهذا يعبر عن قدرة الاقتصاد الوطني على الوفاء بهذه المديونية وان لم يعلق التقرير عن الكيفية التي ستتم بها هذه القدرة على السداد للمديونية التي تصل محلياً ما يوازي الناتج المحلي وهي ما يقارب 700 بليون ريال، وفي ظل عجز في الميزانية متواصل وثبات للدخل ونمو سكاني وإنفاقي متزايد غير محدد يقضي على أي وفورات تتم، ومن ايجابيات التقرير التي تسجل هي النظرة المستقبلية الثابتة Stabile))لاقتصادنا الوطني وأنه يعيش حالة من الاستقرار السياسي والاقتصادي وهي مهمة للمستثمر أو المتعامل مع الاقتصاد الوطني الذي يبحث دائما عن الأنظمة والقوانين الثابتة غير المتغيرة كل فترة مما يفقد الثقة لدى المستثمر في ضخ أمواله وتشغيلها، كذلك التقرير يزيد من حالة الجاذبية لدى الاقتصاد المحلي الذي كان غير مصنف من قبل!! مما يفقد الثقة لدى المصارف وبيوت المال الخارجية في منح القروض والتسهيلات المالية للشركات والمؤسسات الحكومية كذلك سيضيف المزيد من قدرة ومرونة البنك في طلب هذه القروض من خلال نسب مخاطرة أقل عن السابق حتى وإن كانت المخاطرة عالية في تلك الدول، وغالباً المصارف والبنوك وبيوت المال والمستثمرون يفضلون الدول المصنفة على الدول غير المصنفة وإن كانت أفضل اقتصادياً وتحقيقاً لنمو، أفضل من المصنفة لكنها لا تضيف الثقة في اقتصادها وهي محك رئيسي لدى الدول في تعاملاتها، ويشيد التقرير بقوة الريال السعودي وثباته من تقلبات سعر الصرف مما يعكس قوة الاقتصاد المحلي في مجابهة أي مضاربات تتم أو ضغوط على الريال والتي تواجهها المملكة غالباً خلال أوقات محددة كفترة الحج ولكن تستطيع وزارة المالية من خلال مؤسسة النقد الوقوف في وجه أي مضاربة تتم على الريال من خلال قوة مالية صلبة واحتياطيات كبيرة تدعم الريال من أي هزة يتم استهدافه بها، وصنفت البنوك السعودية بأنها القطاع الأقوى وهي حقيقة وذلك من خلال معطيات كثيرة ومنها الملاءة المالية التي تجاوزتها البنوك السعودية وفق النسب المحددة من لجنة بازل وبمراحل كبيرة وبمتوسط 17% والمعدل وفق اللجنة لا يتجاوز 8%، ومعدل نمو الأرباح الذي يصل بالمتوسط 15-17% ونمو الحسابات الجارية وحقوق الملكية والعائد على السهم، وهذا مؤشر على متانة القطاع المصرفي المدعوم بنسب سيولة عالية توفر الضخ للسوق من خلال الإقراض بأسعار أقل، مما يدفع حجم الانفاق للارتفاع ونمو الاقتصاد الوطني وعند معدلات فائدة منخفضة محلياً وعالمياً. |
[للاتصال بنا] [الإعلانات] [الاشتراكات] [الأرشيف] [الجزيرة] |