جدة - خالد الفاضلي - واس:
أكد صاحب السمو الملكي الأمير سعود الفيصل وزير الخارجية إن المملكة لن ترسل قوات إلى العراق.. الا اذا كان ذلك بطلب حكومة شرعية عراقية.
وأوضح سموه في مؤتمر صحفي عقده مساء أمس في قصر المؤتمرات بجدة.. رداً على ما ذكرته بعض التقارير من ان الولايات المتحدة طلبت من المملكة ارسال قوات إلى العراق ضمن قوات عربية لحفظ السلام.. اوضح سموه انه لم يحدث هذا الشيء.. مضيفاً لا أعتقد ان المملكة مستعدة ان ترسل أي قوات للعراق الا اذا كان ذلك بطلب حكومة شرعية عراقية.
وعن وجود مجلس حكم انتقالي في الحكومة العراقية.. وهل لدى المملكة توجه لايجاد قناة اتصال بين المجلس الانتقالي في العراق وبفتح مكتب اتصال لمصالح الرعايا العراقيين في المملكة.. بين سمو الأمير سعود الفيصل انه لم يتم أي شيء من هذا المجلس الانتقالي ودوره ان ينتقل بالعراق مما هو فيه الآن إلى الحكومة الشرعية في العراق مشيراً سموه إلى ان التمثيل الدبلوماسي والعمل وفتح المكاتب يأتى عندما تنشأ الحكومة الشرعية في العراق واما الآن فيبقى التعامل على المستوى الموجود للاعانات وما يفيد الشعب العراقي في الوضع الحالي والانتقالي خاصة في الجوانب الانسانية.
وحول سؤال عن المجلس الانتقالي الذي عينه الأمريكان في بغداد وهل يمثل جميع شرائح المجتمع العراقي ومن يمثل الشرعية العراقية في نظر المملكة اجاب سموه قائلاً «أنا لست خبيراً في الفئات الموجودة هناك، ولا أدري يمكن يكون أقليات وأعتقد كما اعلم كان المقصود منه انه يمثل شريحة عريضة من الشعب العراقي والحكم في ذلك يعود للعراقيين.. نحن لسنا بصدد وصف هذا المجلس أو اعطائه معايير لا يرتضيها الشعب العراقي ولا هو دورنا اننا نضع معايير له».
وعن الاجتماع الذي عقد في الرياض للدول المحيطة بالعراق حيث كانت هناك قراءة لما كان يتوقع ان يصل اليه الوضع قبل بداية حرب سقوط بغداد أو النظام العراقي السابق وانه ربما يعقد للدول المحيطة بالعراق اجتماع اخر.. وهل هناك تصور للحد الآن من بوادر المهاجرين سواء من العراق أو الدخول وفوضوية الحدود بين الدول بحكم عدم وجود حكومة مركزية أو دولة قائمة كما في السابق قال سموه: بطبيعة الحال لا شيء يمنع اذا كانت الدول اتفقت على ان تعقد اجتماعاً آخر ولكن يجب ان يكون منظوراً على مدى الحاجة لهذا الاجتماع ومدى الفائدة التي ستعود بشكل أولاً وأساسياً للعراق في هذا الاطار كما تعلم كانت اللقاءات التي تمت في السابق والتي آخرها كان في مدينة الرياض ركز على عنصر رئيسي وحدة العراق واستقلال العراق وسيادته على أراضيه».
واضاف سموه «ان الدول المحيطة سيكون هذا مصب نشاطها ومجهودها في هذا الاطار وبالتالي لن يكون هناك تدخل في الشؤون الداخلية من قبل هذه الدول لكن بدون شك سيكون لها موقف اذا ما لمست ان وحدة العراق واستقلال العراق وسيادته الاقليمية ستهدد.. فاذا شعرت بهذا الشعور أنا متأكد انها ستجتمع.. أنا اعتقد الدورالرئيسي الآن المهم بحثه هو في الساحة العربية لان لابد هناك تساؤلات عربيةعلى مصير العراق وهوية العراق ومستقبل العراق ومستقبل المجموعة العربية في اطار الاوضاع المستقبلية للعراق، هذا يحتم ان يكون هناك لقاء عربي ولكن لقاء الدول المحيطة متاح في اطار اهداف محددة للدول المحيطة حول المشكلة العراقية وكشف سمو الأمير سعود الفيصل عن أن موعد زيارة صاحب السمو الملكي الأمير عبدالله بن عبدالعزيز ولي العهد نائب رئيس مجلس الوزراء رئيس الحرس الوطني إلى موسكو قد تحدد بالفعل.
وأوضح سموه إن محور مباحثات سمو ولي العهد مع المسؤولين الروسيين ستتضمن التعاون في اطار العمل ضد الارهاب.. مؤكداً بأن هذا الملف سيكون من أهم الملفات التي ستتعاطى معها هذه الزيارة.. بالإضافة إلى تطوير العلاقات الثنائية بين البلدين في الجوانب السياسية والاقتصادية والاجتماعية».
وفي سؤال حول هل ستتضمن المباحثات ملف عودة الكثير من المقاتلين السعوديين بالشيشان؟.. قال سموه.. أنا لا أعلم بوجود مقاتلين سعوديين في الشيشان حتى يكون هذا أول ملف للبحث.
وفي سؤال عن الدور العربي باتجاه العراق منذ سقوط العاصمة بغداد وغيابه تماما وهل هو غياب متعمد من الدول العربية.. أم هو مفروض على الدول العربية كمافرضت الحرب عليها.. وكيف يقرأ سموه بعيداً عن وجهة نظر رسمية خارطة الطريق والوضع العراقي وما تم بشأن المطالبة بالمعتقلين في ايران.. وهل هناك أسماء كبيرة وقيادية على سبيل «أبو غيث».
قال سمو وزير الخارجية.. هناك كما تعلم اتفاقية أمنية بين البلدين ايران والمملكة العربية السعودية واتفق الطرفان أثناء لقائي بالمسؤولين في ايران ناقلا رسالة من خادم الحرمين الشريفين وسمو سيدي ولي العهد للرئيس خاتمي والتقيت في تلك الرسالة أيضاً بمجموعة من المسؤولين تطرقنا فيها إلى الالتزامات المتبادلة في الاتفاقية الأمنية بين البلدين».
واضاف سموه «وكان هناك اقتناع بيننا ان الأمن شاغل يشغل البلدين وبالتالي اذا كان هناك ممن بحوزة بلد ممن عملوا ضد البلد الآخر فالثقة التي نمت بين البلدين عبر السنين تجعل من المحتم عليهم أن يسلموا مواطني الدولة.. عندما يطلبوا وعندما يتعرف على شخصياتهم فنحن الآن ساعين مع الحكومة الايرانية.. حول التعرف على الأشخاص الموجودين بحوزتهم ونأمل انه عندما نتعرف ونحن نعرف من هم السعوديين وعندما نقنع الإخوة الايرانيين بانهم سعوديون بأنهم سيسلمونهم لنا».
واردف سمو وزير الخارجية يقول «اما الموضوع الآخر فنحن في المملكة العربية السعودية ما فتئنا نتصل بالدول العربية بغية ايجاد موقف موحد تجاه الوضع في العراق.. طبعا الأمور التي مرت ليس من الواقعية ان نعود لما كان يجب أن يحدث في السابق وما لم يحدث ونتطلع إلى ما يجب أن يحدث في الحاضر والمستقبل وما يجب ان يحدث وما زلنا نطالب وسنستمر في المطالبة إلى لقاء عربي يبحث هذه الأمور ويتخذ موقفاً واضحاً بالنسبة لها».
وأكد سمو الأمير سعود الفيصل ان هذه الاشياء ستساعد ليس فقط القوات الأمريكية والبريطانية الموجودة.. ولكن ستسهل المأمورية لهم في تلبية احتياجات المواطن العراقي وتقف في وجه كل من يريد ان يثير الشغب ويستغل الظروف لدوافع غير شرعية ولدوافع في غير صالح الشعب العراقي.
وفي سؤال يتعلق باهتمام القيادة في المملكة ومتابعتها مسألة موضوع خارطة الطريق واذا ما كانت الدول العربية ومنها المملكة العربية السعودية ستجد في القادم من الأيام حلولاً معينة لكي ينجح هذا المشروع ويحقق للفسطينيين سلاماً وأمناً كاملاً قال سموه «الدول العربية لم تنتظر ظهور خارطة الطريق حتى انها تتخذ موقفا يشجع عملية السلام كان هناك المبادرة التي قام بها سمو ولي العهد التي اقرتها قمة بيروت حتى أطراف اللجنة الرباعية يؤكدون على ان هذه المبادرة هي التي فتحت الطريق لخريطة الطريق لانها حددت الهدف الذي من اجله يجب أن يكون هناك خطة طريق وهو السلام الشامل امام الانسحاب الكامل فكانت مركز رئيسي ادى إلى قيام اللجنة الرباعية بتطوير خطة الطريق.. هذه بالاضافة إلى اعلان فخامة الرئيس بوش عن إنشاء الدولتين المستقلتين الجارتين اسرائيل وفلسطين عندما دمجت هذه الاهداف سوية توصلت إلى خريطة الطريق وبالتالي الدول العربية لم تنتظر ظهور خريطة الطريق ولكن نشطت قبل ذلك وبعد ذلك حتى عندما كانت تدرس خريطة الطريق كان هناك تعليقات ودرست عدة مرات في لجنة المتابعة خريطة الطريق وابلغت اللجنة الرباعية والادارة الأمريكية عن آراء الدول العربية وشملت خطة الطريق الكثير من الأفكار العربية التي طرحت في ذلك الحين فهو نشاط مستمر لان الغاية نبيلة ولان المصلحة تتأثر بالنتائج التي تتحصل عليها خارطة الطريق».
وردا على سؤال عن اجتماع الفريق السعودي مع الاتحاد الأوروبي في بروكسيل بخصوص انضمام المملكة إلى اتفاقية التجارة العالمية.. وعن المدى الزمني الذي يمكن ان تتنهي بدخول المملكة إلى هذه المنظمة اجاب سموه قائلاً «منذ أسبوعين كان صدر من مجلس الوزراء ان موقف المملكة العربية السعودية الذي سيطرح على منظمة التجارة العالمية قد حدد في مجلس الوزراء لانه مرتبط بمواعيد زمنية متواترة ومتقاربة وبالتالي ما ان انتهينا من الموضوع من مجلس الوزراء الا كان الاجتماع الاول مع الاتحاد الأوروبي وسيليه مع الولايات المتحدة ويتواكب السير في خطى سريعة وإن شاء الله مؤدية للغرض ومتواترة والشيء الايجابي ان ردة الفعل الأوروبية كانت جدا ايجابية وامتدحوا العروض الأخيرة التي قدمت من قبل المملكة فبالتالي الامل.. أنا لا أستطيع ان أعطيك انه بالتاريخ الفلاني ولكن في المؤتمرات القادمة لمنظمة الوحدة التجارية أنا لا استبعد أن يكون هناك فرصة لدخول المملكة لمنظمة التجارة العالمية اما في آخر هذه السنة أو في مطلع السنة القادمة.
وفي سؤال يتعلق بعمل المملكة على أكثر من محور لانهاء معاناة السعوديين المعتقلين في جوانتنامو.. واصدار هيئة الاغاثة الاسلامية بيانا في 17 الشهر الماضي تتنصل فيه من ان جميع المعتقلين الموجودين أو ينسبون اليها كانوا في اعمال اغاثية ترتبط بهم أو ليست لهم علاقة كيف تنظرون لهذا التصريح وهل تأثرت مساعي المملكة في انهاء معاناة السعوديين قال سموه «نحن مستمرون في المطالبة بإطلاق السعوديين الذين ليس عليهم احكام وهذه الاتصالات حثيثة ولصالح اسر الممسوكين وللممسوكين أنفسهم والافصاح عن اين وصلت هذه المباحثات وماذا سيحدث أنا أعتقد انه من مصلحة الجميع ان أؤكد لكم اننا سائرون سيراً حثيثاً لإطلاق سراحهم ولكن التفاصيل ارجو ان تسمحوا لى ألا اتطرق لها».
|