|
|
أشفق أحياناً على المسؤول عندما يتجاوز المألوف ليمارس الكتابة الصحفية، لا لشيء إلا لأن الكتابة عندما تمارس وفق منهجيتها وأصولها الصحيحة تتعارض مع الصورة النمطية للموظف الحكومي. فالصورة السائدة عن المسؤول (الموظف) تبين أنه لايتحدث كثيرا، وإذا تحدث فحديثه غالبا ما يكون هلامياً يدور حول المشكلة دون ان يلامسها ويحتمل تفسيرات عديدة. يوظف المسؤول الكاتب مهاراته الدبلوماسية للالتفاف حول الموقف، وغالبا ما يحيط نفسه بسياج من الغموض. آراؤه قد لا تعبر غالبا عن موقفه الشخصي بل تدور في فلك رؤى المسؤول الذي يعلوه مباشرة في الهرم، كما أنه غالبا ما يرفض الدخول في مناقشة موضوعات مهمة باعتبارها خارج النص. نحن هنا لا نحاكم صحة تصرف المسؤول من عدمها بقدر ما نحاول إبراز القيد الذي تفرضه الوظيفة على المسؤول الكاتب، وهو قيد (قد) يجعل كتابته عن الهم الاجتماعي والوطني عديمة الطعم واللون والرائحة (إلا إذا كان موظفاً من نوع مختلف). |
[للاتصال بنا] [الإعلانات] [الاشتراكات] [الأرشيف] [الجزيرة] |