الاثنين
قال ابراهيم بن ادهم: الكلام اربعة وجوه: فمن الكلام كلام ترجى منفعته وتخشى عاقبته، فالأفضل من هذا السلامة منه، ومن الكلام كلام لا ترجى منفعته ولا تخشى عافيته فأقل ما لك في تركه خفة المئونة على بدنك ولسانك، ومنه كلام لا ترجى منفعته وتخشى عاقبته وهذا هو الداء العضال، ومن الكلام كلام ترجى منفعته وتؤمن عاقبته فهذا الذي يجب عليك نشره.
الثلاثاء
شركة (انكاس) التي تعهدت بسفلتة شوارع العاصمة لا أدري هل سفلتة الشوارع الفرعية تتم حسب برنامج مدروس ومخطط متكامل أم أن ذلك يتم حب المزاج الله أعلم، فالملاحظ أنها عندما بدأت في سفلتة الشوارع الفرعية وخاصة بالملز بدأت السفلتة من شارع ثم تعدته الى الثالث وعدنا استفسر أصحاب الدارات التي تقع على الشارع الذي لم تشمله السلفتة عن سبب هذا التخطي قيل لهم إن الشركة الآن بسبيل سفلتة شارع بعد شارع حيث جزئ المشروع على مرحلتين وستستمر في ذلك دون استثناء.
وبالنسبة للشوارع الفرعية التي تجاوزها التعبيد فإنها ستسفلت في مرحلة لاحقة.. عند هذا الحد كلام جميل ومقبول لان المواطن عليه الا يتسرع وأن يأخذ في حسبانه أن الدولة حينما رصدت المبالغ الطائلة الضخمة انما جعلتها لأجله ومن أجل اسعاده ورفاهيته فعليه واجب المواطن الواثق بالله من أن المشاريع التي تشهدها بلاده وتزخر بها من أقصى البلاد الى أقصاها انما استهدف منها الخير كل الخير للمواطن وعلى المواطن الصالح أن يقابل ذلك بالشكر والعرفان والابتهال الى الله تعالى أن يحفظ لهذه البلاد قائدها الفيصل وحكومته الرشيدة، ولكن الذي حدث وما لم يكن متوقعا ولم يدر بالحسبان أن هذه الشركة بدلا من ان تنفذ ما بدأت به راحت تعبد شارعين متلاصقين ولم تأخذ بمبدأ شارع بعد شارع وهو ما سارت عليه الشركة ورضي به أصحاب تلك الدارات الذين لم تشمل شوارعهم السفلتة فأيقنوا بأن العدالة سوف تطبق على الجميع وأن ما يطالبون به الآن سيتحقق لهم فيما بعد ويأخذون نصيبهم.
الا أن ما حدث جعل المرء يشعر في قرارة نفسه أن ذلك أمر لا يقبله منطق فهل الامانة عندها علم من ذلك وما تفسير ذلك؟ مطلوب من الامانة أن تقول كلمتها في الموضوع على صفحات الجريدة حتى يعلم به الجميع.
الاربعاء
المعروف ان الحكومة حينما ارتأت زيادة نسبة بسيطة على البنزين وكان ذلك بناء على ظروف لها ما يبررها ومقنعة ولا نشك أن واضعيها قد استشعروا سلفا ظروف البلاد وبنوا ذلك على أسس سليمة مدروسة موائمة. فعلى الرحب والسعة في كل ما من شأنه ان يوجد تعاوناً أكثر وتضحيات جلى بين الحكومة والمواطنين فيما فيه خير وصالح المواطنين والوطن.
ولكن الشيء الذي لا يمكن ان يقبله المنطق أن الاخوة اصحاب محطات البنزين في العاصمة استغلوا تلك الزيادة البسيطة فضربوا مثلا رائعا في الانتهازية واستغلال الفرص وهذا ليس مقصورا على الزيادة فقط بل تعداها الى التفاوت في تسعيرة (التنكة) فمثلا صاحب محطة البنزين على شارع المطار يبيع تنكة البنزين الممتاز بستة ريالات الا ربعا بينما تجد نفس التنكة تباع في المحطة المقابلة لحديقة البلدية في الملز على شارع الظهران بستة ريالات وبدون مساومة.
ونرجو من وزارة البترول ووزارة التجارة والصناعة وأمانة مدينة الرياض ان يتدخلوا باعتبارهم اصحاب العلاقة بالموضوع وان تكلف اصحاب محطات البنزين بالعاصمة بالسعر الذي يجب ان تسير عليه وان تلتزم به كل محطة بنزين وفق ما تحدده لهم الجهة المختصة لانه من غير المعقول ان يرتفع سعر التنكة الى هذا الثمن بينما المعروف من الزيادة الجديدة أنها لم تتعد نسبة معينة ولكن لم يقس عليها اصحاب محطات البنزين في تسعيرتهم المتضاربة والمنافية لحدود منطق التعامل، ولنا في الجهات المعنية كبير الامل والرجاء بأن تنهي هذه المشكلة التي وقع فيها المواطن دون ما ارادة منه بل هو مجبر عليها تحت وطأة الظروف الملحة ولا نعرف سبباً في اختلاف التسعيرة بين محطة وأخرى في نفس المدينة.
الخميس
من الطرق الناجحة للتخلص من الافكار المثيرة غير المرغوب فيها أن نسجلها على الورق لان محاولة التعبير عنها قد تكفي وحدها لإزالة التوتر العصبي الناجم عنها ثم أن تسجيلها يبرز مدى تفاهتها وسخافة الاعتداد بها.
ويقال ان (توماس اديسون) اعتاد أن يقاوم غضبه وسخطه على المتهجمين عليه بكتابة خطابات اليهم يمزقها عقب انتهائه من كتابتها بدلا من ارسالها اليهم ومن الرسائل المفيدة لمقاومة الافكار السوداء أن يقوم صاحبها بإعداد قائمة يضمنها أنواع النعم والمتع التي أتيحت له الى جانب المشكلات والمتاعب التي يشكو منها، فالواقع انه غالبا ما يجد أن كفة الانواع الاولى ترجح كفة المنغصات وبذلك تخف حدة تشاومه وشكواه.
الجمعة
قال ابن عبيد: لا يزال الناس بخير ما داموا اذا اختلج في صدر الرجل شيء وجد من يفرج عنه. نعم ان الناس بخير اذا كبيرهم عطف على صغيرهم وغنيهم واسى فقيرهم وقويهم ترحم على ضعيفهم. هذه الامور كلها تعين على الخير وتهدف سواء السبيل فالحياة جهاد، ولابد أن يمر الانسان بطرق وعرة مزروعة بالاشواك لكي يبلغ هدفه وأن عليه في هذه الحالة أن يتخطى هذه الطرق بأسلوبه في هذه الحياة ويتعين عليه أن يجتازه بحذر ولكن هذا لا يعني أن يترك الانسان أخاه يعاني من قسوة الحياة وضراوة العيش وضيق خلجات الصدر دون ان يمد له يد العون والمساعدة.
والحياة ككل فيها المرارة وفيها الحلاوة وهذا شأن الله في عباده حين خلقهم وصنفهم الى درجات ولكن على الانسان ان يتحسس مواطن الخلل في أخيه ويعمل على نصرته بالأخذ بيده الى ما فيه الخير والصلاح ويرشده الى افضل الطرق وأقومها في تصحيح وضعه ويستشعر أن عليه واجبا انسانيا تجاه اخيه المسلم يفرضه عليه دينه ومجتمعه وجنسه.
فلا أقل من توجيه النصح القيم الهادف الذي به يجد الانسان ضالته في الحياة قد تكون سببا له في خوض معركة حياة جديدة أفضل تعيد له الثقة بنفسه وتبصره الى ما قد خفي عليه من أمور الحياة الدنيا ما هو في حاجة اليه.
السبت
قيل لبعض الحكماء كيف ترى الدهر؟
قال: يُخلق الابدان ويجدد الآمال ويقرب الآجال.
قيل له: فما حال أهله؟
قال: من ظفر به تعب ومن فاته حزن.
قيل: فأي الأصحاب أبر؟
قال العمل الصالح.
قيل: فأيهم أضر؟
قال: النفس والهوى.
قيل: ففيم المخرج؟
قال: في قطع الراحة وبذل المجهود.
أعاذنا الله من شر النفس والهوى فإن النفس لأمارة بالسوء والهوى يهلك صاحبه اذا استسلم له وانقاد له.
|