الحياة التي نعيش ساعاتها هي رحلة بين الجد والترويح، وسفر بين الراحة والتعب ومن العجب في ذلك أننا دائما ما نركن الى الهزل ونفوت ساعات الجد.. بل ونجعل كل أيامنا هزلاً وراحة ولا نقيم للجد في طريقنا مكانا واسعاً. إنني أعلم يقينا أن النفس تواقة الى الراحة والدعة ولكن من المستطيع منَّا أن يوقف نفسه مكانها وأن يكبح ذاته من الانزلاق والانجراف نحو بحر السكون والاخبات.. انظر الى حال الطلاب مثلا فالواحد منهم يسوف في دراسته وكل يوم له عذر غير مقبول ورأي غير مستساغ، وتأمل حال الناس برمتهم ترى بأن الكل بلا استثناء يحب أن يجعل من الراحة نصيب الأسد ومن الجد ومض البصر ولمحه!! فأصبحت النتيجة معروفة والحال متوقعة.
إن هذه الراحة أسلمتنا الى خيال براق.. والى بريق كاذب.. والى نتيجة عكسية فأحرزنا التقدم الى الخلف ولم نعرف التقدم الى الأمام إلا بخطوة عاجزة عليلة.. إنني أخاطب كل انسان على هذه البسيطة أن يقلب ظهر المجن ولو أسبوعاً واحداً.. ليرى أن الحال تتبدل والأمر يتحول، جرب ما أقول لك والتمس النتائج الحسنة الايجابية لتسير في دروب النور وتترك ديجور الليالي المظلم، إني أطالبك أن تجعل من نفسك أسبوعا واحداً فقط انسانا جادا لا يعرف للهزل طريقا ولا للراحة معلماً.. إني أحثك أن تعمل.. أن تقرأ.. أن تطالع.. أن تنجز شيئا حسنا.. وبعدها سترى نور النجاح وضاء بين عينيك.. ومشعل التوفيق مشعشعاً بين ناظريك.. حينها تحثك النفس أن تكرر نظرية الجد وتدعوك بأن ترمي الدعة في أقصى مكان لأنها ارتاحت للعمل وسعدت بالمثابرة بعد ان كانت أسيرة خلف قضبان العجز والتسويف.
وقفة
من أطاع نفسه في كل شيء قادته الى الهاوية والحضيض.
|