التزمت الفصائل الفلسطينية بضبط النفس في تأكيد على التزامها بالهدنة على الرغم من الاستفزازات الاسرائيلية المتواصلة بما فيها اقتحامات للمدن وحصارها بل والقيام بتصرفات عسكرية استعراضية في محيط مقر الرئاسة الفلسطينية حيث يجري محاصرة الرئيس الفلسطيني ياسر عرفات.
وتواكب تلك الأعمال تصريحات لا تقل استفزازاً تهدف بصفة خاصة الى استدراج الطرف الفلسطيني للرد ومن ثم الانزلاق الى موجة جديدة من العنف تنطمس معها كل معالم خريطة الطريق.
وقد أفلح الالتزام الفلسطيني بالهدنة في حمل الجهات الدولية الراعية لمحاولات السلام الجديدة على تذكير اسرائيل بضرورة الوفاء بما التزمت به من أجل الحفاظ على قوة دفع العملية، ولم تصل التدخلات الدولية مع اسرائيل الى درجة الضغوط القوية وهو أمر ضروري إذا كان لابد من الوصول الى النتائج المرجوة.
وينظر الى اللقاء الذي يتم غداً بين رئيسي الوزراء الفلسطيني والاسرائيلي على انه مرحلة مهمة في محاولة السلام الجديدة، خصوصاً ان موضوعه الأساسي سيكون الإفراج عن الأسرى الفلسطينيين، وهو أمر تماطل فيه اسرائيل كثيراً، إذ بينما ينتظر الفلسطينيون ان يتم الافراج عن الآلاف من الأسرى فإن اسرائيل تتحدث عن بضع مئات فقط، ويبدو أنها رضخت أخيراً لمناشدات دولية حيث وافقت على ان يشمل المفرج عنهم سجناء من منظمتي حماس والجهاد.
ويتعين الحفاظ على التدخلات الدولية إذا كان لابد من توقع نتيجة حاسمة لهذه المحاولة السلمية.
ويتعلق الأمر بصفة خاصة بما يمكن ان تفعله الولايات المتحدة التي يزورها نهاية الأسبوع الجاري رئيس الوزراء الفلسطيني، وستكون الزيارة فرصة لرؤية المدى الذي ستذهب اليه الولايات المتحدة في الضغط على اسرائيل لانجاح التسوية الراهنة، خصوصاً ان واشنطن تظهر تأييداً قوياً لرئيس الوزراء الفلسطيني ينبغي ترجمته الى وعود قابلة للتطبيق يحملها المسؤول الفلسطيني عندما يعود إذا كانت واشنطن تنوي فعلاً دعم سلطته.
|