حين تضطرك الظروف لدخول مستشفى حكومي درجة ثانية..
فالشيء الذي يذهلك هو تعامل «الهنود» معك.
حين تتحدث..
حين تسأل
حين تستفسر
حين تكون قوياً ومقنعاً ومحرجاً..
فأنت هنا..
«نفر قرقر كثير»
قالتها لي ممرضة..
فوجدتني أشعر بدمائي ساخنة تسبر عروقي..
«قرقر كثير»
كانت الساعة الثانية عشرة ليلاً..
وكنت مضطرة لإدخال طفلتي الإسعاف في منطقة القصيم..
ولأنني أسأل..
وأناقش..
وأطلب..
قالت لي الممرضة هذه العبارة..
وطردت أُم أخرى ووصفتها بأنها «نفر ما فيه يفهم» لأن الأم بسيطة ولا تعرف تقرأ بيانات الأجهزة المعلقة على طفلتها أكسجين.. ونبض.. وضغط وخلافه..
* حين نكون نفهم
فنحن قرقر كثير
وحين لا نفهم فنحن ما فيه معلوم!!
متى نستطيع سعودة كل المهن..
لأننا في لحظة نكون أشد فيها من الضعف ذاته..
نجد أننا نُستغل..
وأن حاجتنا للعلاج وللعناية بأطفالنا الذين يقبعون تحت رحمة الله أولاً ثم أجهزتهم ومراقبتهم..
نجد أننا نُهان وترتفع الأصوات علينا..
ويُنظر إلينا كمجموعة قطعان صحراوية لا تفهم ولا تعي إلا ذبح الخرفان وسد الشرايين بالدهن والسمن الحيواني..
* إن السعودة قضية وطن الآن..
ولنبدأ بقبولها حتى لو خسرنا في البداية بعض الجودة.. لكننا في النهاية سنشعر بأننا في كل مكان.. وفي كل شبر لا نجد إلاّ أبناء جلدتنا.. سواء ذهبنا لمستشفى خمس نجوم أو نجمتين أو حتى نصف نجمة!!!
*وأعان الله وزير الصحة علينا نحن الكتَّاب..
ونتمنى أن يتسع صدره لانتقاداتنا.. فنحن أخواته وإخوانه لا نريد إلاّ خدمة هذا الوطن..
وأتمنى ألاّ يكون حوله من يصف كتاباتنا بأنها مجرد «قرقر كثير»!!!
| 
