* القاهرة - مكتب الجزيرة - عمر شوقي:
مازالت الأزمة الاقتصادية الكبرى التي تعيشها إسرائيل تعصف بها بقوة لا تقل ان لم تزد عن الأزمة السياسية التي تعيشها منذ اندلاع الانتفاضة الفلسطينية في سبتمبر من عام 2000 حتى الآن.
جدعون عيشت الخبير الاقتصادي في صحيفة «يديعوت أحرونوت» كشف أخيراً في تقرير له عن معطيات جديدة حول اتساع ظاهرة الفقر في اسرائيل، توصل إليها بحث أعده توم كاب ويافيت الفاندري، من دائرة الاحصاء المركزية.
ويستدل من المعطيات التي لم تعلنها دائرة الاحصاء بشكل رسمي -خوفا من إثارة الاسرائيليين ضد رئيس الوزراء الإسرائيلي ارئيل شارون- ان عدد الفقراء في اسرائيل يزيد بقرابة 300 ألف نسمة (25%) عن العدد الذي أعلنته مؤسسة التأمين الوطني في تقريرها الأخير.
ويشير الاحصاء ان نسبة كبيرة من الفقراء الجدد ينتمون إلى فئة العائلات أحادية الوالدين، علما ان الاحصاء يتناول معطيات تم جمعها خلال عام 2001، أي قبل المصادقة على الخطة الاقتصادية الطارئة للحكومة التي تشير كل التحليلات الاقتصادية إلى انها ستعمق من ظواهر الفقر والجوع في إسرائيل، وتهدد باندلاع هبة اجتماعية، بدأت تظهر بوادرها في مخيم الأمهات المعيلات الوحيدات، اللواتي تعتصمن أمام وزارة المالية في القدس، هذه الأيام.
وحسب معطيات احصاء توم كاب ويافيت الفاندري، تصل نسبة العائلات الاسرائيلية التي تعيش تحت خط الفقر إلى 23% من مجمل العائلات، وليس إلى 18% كما جاء في تقرير مؤسسة التأمين الوطني.
كما يتضح من المعطيات ان عدد الاسرائيليين الذين يعيشون تحت خط الفقر، يصل إلى 919 ،456 ،1 مواطناً، وليس 518 ،164 ،1، حسب معطيات التأمين الوطني، أي بزيادة نسبة 25% الأمر الذي يعني ان كل مواطن رابع في اسرائيل يعتبر فقيراً.
ويستدل من المعطيات ان عدد الأولاد الفقراء في اسرائيل يصل إلى 083 ،604 (نسبة 30% من مجموع الأولاد في اسرائيل)، وليس 595 ،526 (26% من مجموع الأولاد) حسب معطيات التأمين الوطني.
أما نسبة العائلات الاحادية الوالدين التي تعيش تحت خط الفقر، فتصل حسب معطيات دائرة الاحصاء إلى 4 ،47% أي قرابة نصف العائلات أحادية الوالدين، فيما تحدث تقرير مؤسسة التأمين الوطني، عن نسبة 3 ،25% فقط. وتصل نسبة المسنين الفقراء إلى 3 ،26% في تقرير دائرة الاحصاء مقابل 5 ،22% في تقرير مؤسسة التأمين الوطني. وحسب احصاء توم كاب ويافيت الفاندري، فإن الفقير هو من يصرف 65% وأكثر، من مدخوله على الغذاء والمسكن.
ويتضح من معطيات توم كاب ويافيت الفاندري، ان ادعاءات المسؤولين في وزارة المالية بأن الفقر ينجم عن الإحجام عن العمل والاعتماد على المخصصات، هي ادعاءات كاذبة، ذلك انه يتضح بأن نسبة 43% من الفقراء حسب احصاء توم كاب ويافيت الفاندري يعملون لكنهم فقراء بسبب الرواتب المتدنية التي تدفع لهم.
وتبرز نسبة الفقر في أبشع صورها في الوسط العربي، حيث يتضح من المعطيات المقارنة التي يتضمنها الاستطلاع حول مواقع الفقر في اسرائيل ان البلدات العربية تعاني أعلى نسبة من الفقر (60%) بينما تصل النسبة في القدس إلى 22% وفي البلدات الجنوبية إلى 31% وفي البلدات الشمالية إلى 41% أما في تل أبيب فتصل النسبة إلى 10%.
وتؤثر هذه المشكلة الاقتصادية على العديد من المجالات والجوانب المختلفة الأخرى مثل الوضع الصحي حيث أعلن وزير المالية بنيامين نتنياهو أخيراً عن تأجيل اجتماعه بوزير الصحة داني نفيه إلى أجل غير مسمى لمواصلة التفاوض حول أوضاع الجهاز الصحي الذي يتهدده الانهيار. كما أعلن نتنياهو عن إلغاء رحلته إلى واشنطن بسبب الأوضاع في البلاد على حد تعبير ناطق بلسان الوزارة.
|