حين قرر البنيويون أن النص الأدبي يشرح نفسه .. لم يتركوا أمامنا خياراً آخر أن هناك نصوصاً مفتوحة لم تنته بعد.. مهما كانت لها نهاية أخرى..
حروف نقدية.. ورؤية تحليلية.. لنصوص لكنها تترك لنا تساؤلات وترمي تحت أقدامنا ورد الحيرة وقرنقل الدهشة.. لحروف إنشائية.. فكم من نصوص كتبناها ولم تنته.. بعد كم من كلمات خلقت بدايات وأنهت نهايات..
النصوص المفتوحة.. تشرح نفسها وتشرح غيرها تحت هجير شمس الاعتراف..
من لا تهزه الكلمات ..
من لا تغير خارطته.. الحروف كم من حروف.. نشرت بدايات وأعلنت أفراح.. وعلقت عزاء نهايات.. النصوص التي تملك أبواباً وتشرع نوافذ وتنشر للعالم سحراً.. أسرا من العطاء..
قصائد ارتحلت .. ومضت وسافرت قالها شاعر مرة واحدة.. وطار صيتها آلاف المرات لكل المرتحلين ..
حين كان أبو البقاء الرندي رجل المرارة الذي أخذه مشوار الرزق.. ليرتحل ووقفت زوجه معاتبة .. تنهى قلبه عن الارتحال المقيت.. أشبع حزنها وردم دمعها قائلاً..
كلمات كثر وحروف كبيرة هزمت قلوباً وأبكت عيوناً ورسمت درب وصل..
النصوص.. بيد الكاتب يختار لها هندسة الوصول لكنه أحيانا حين يكتب لا يستطيع أن يختار لعذابه الوقوف.. يكتب ليردم حزناً غير حزنه.. ويعاتب جرحاً غير جرحه ويناجي طيفاً قد ولى قفا الوصول..
كم من مقالات ونثريات وخواطر كتبت ليسمعها قلب بعيد وما وصلت ولا أسمعت ولا حركت ساكنا فالنصوص المفتوحة.. التي يقرها البنيويون.. يشرعها من قبل .. كاتب «مسكين» أعوزته ملالة الأسى وآلمته .. خطيئته الكتابة.. ليبوح عن سر دفين وحزن مكين.. ليكتب ويكتب ويكتب بنصوص مفتوحة .. تشرح جرحه.. وأساه ويبقى بانتظار باب موارب .!!!!!
|