أحسب أننا مللنا من كثرة ما كتب في الصحف وما يتم طرحه بالمجالس عن موضوع «السعودة»!.
فالموضوع أصبح يتطلب التنفيذ وليس التنظير
ولا أزال أذكر أن أحد الأصدقاء - ليأسه من استجابة عدد من رجال الأعمال والشركات مع موضوع السعودة - اقترح ان يذهب شبابنا السعودي الى البلدان التي تستقدم منها الشركات ورجال الأعمال بحيث يتعاقد معهم رجال الأعمال والشركات ليأتوا الى العمل بالمملكة عبر «الفيز» شأنهم شأن العمالة المستقدمة والشكوى لله!.
***
** أعود الى ما أردت الحديث عنه وهو أحد المجالات التي يمكن أن تستوعب الكثير من شبابنا ذلكم هو «الأسواق التجارية» التي أصبحت أكثر من هموم أمتنا العربية!.
إن هذه الأسواق التي انتشرت كثيراً وأصبحنا نصحو كل صباح على «أسواق جديدة» لكن - مع الأسف - نجد ان من يشغل محلات هذه الأسواق ويبيع فيها هم من العمالة المستقدمة مع ان هذه الأعمال لا تحتاج الى كبير تأهيل أو عظيم تدريب، فالمسألة بيع وشراء في محلات صغيرة ومحددة.
فضلا عن ان مثل هذه المجالات يرغب المواطن العمل فيها.
***
من هنا يلزم ان يبادر مجلس القوى العاملة ووزارة العمل في وضع هذه الأسواق في قائمة الجهات التي يلزم «سعودتها» سعودة كاملة!.
ان هذه «الأسواق التجارية» التي تتكاثر بشكل كبير اذا لم يتم استيعابها للمواطن السعودي فلا خير فيها.
بل إن ضررها أكبر من نفعها فهي تشجع على أسلوب الاستهلاك والاسراف، وهذا يضر بالمواطن وبالاقتصاد الوطني!
إننا لو عقلنا لرأينا:
ان 50% من الأسواق التجارية كاف في كثير من مدن ومناطق بلادنا.
ولهذا فلعل الخطوة القادمة السريعة هي سعودة هذه الأسواق، وما لا يتم تشغيله بالمواطنين يمكن ان تقفل أبوابها.
إن الأمر لابد ان يكون في خيارين لا ثالث لهما: إما نقبل المواطنين في هذه الأسواق او غلقها وعدم السماح بفتح أسواق جديدة إلا باشتراط تشغيل الأيدي الوطنية في محلاتها، اذ إن جدواها الوحيدة - بعد ان زادت عن حاجة الناس - هو تشغيل المواطن ولو اغلق 50% فلن يضير ذلك المواطن ولن يعطل التنمية - كما أشرت سابقا - بل إن ذلك سوف يوفر على الجيوب، ويخفف من انهاك الاقتصاد الوطني، حيث ان هذه الأسواق تشجع «ثقافة الاستهلاك» باغراءاتها وقربها ومسابقاتها وتخفيضاتها البراقة التي حظ الصدق فيها قليل جداً.
فضلاً..
انظروا الى هذه الأسواق وبخاصة التي تقبع في تلك «البنايات الرخامية والزجاجية الفاخرة» وانظروا الى من يملأ محلاتها ومعارضها وبعدها احكموا على هذا المقترح!.
***
كم اذل الحرص أعناق الرجال!
** لا يضايقني شيء مثل أن أرى امرأً يذل نفسه وقد أعزه الله، أو يهين ذاته وقد أكرمه الله بتكريم من علو السماء، ولقد كرمنا بني آدم!
ولكم أنا أتألم عندما أرى انساناً اضطر لإذلال نفسه من اجل لقمة عيش، أو بطش ظالم.
لكن كم احتقر من يذل نفسه من اجل طمع دنيوي .. ومن أجل زيادة رصيده بالبنك!
إن الانسان الذي يعرف مقدار نفسه أسمى من ان يهين نفسه من أجل لمعان درهم، أو بريق دولار.
ولكن «كم أذلّ الحرص أعناق الرجال»..
***
آخر الجداول:
** للدكتور: ابراهيم العواجي:
«وطني هذا الذي أخاف عليه
من رياح الزمان والأطماع
وطني هذا الذي أفاخر فيه
كان، ما زال، مصدر الإشعاع
الحضارات في يديه وشوم
شامخات بوجه كل خداع
والرسالات في مداه بدأن
وانتهين، وظلَّ للحق راع»
|
فاكس/ 014766464
|