Thursday 17th july,2003 11249العدد الخميس 17 ,جمادى الاولى 1424

     أول صحيفة سعودية تصدرعلى شبكة الانترنت

16/6/1390هـ الموافق 18/8/1970م العدد 307 16/6/1390هـ الموافق 18/8/1970م العدد 307
مع التحية لوزارة الزراعة

ماء الشرب هو الأزمة التي يواجهها سكان الرياض.. فقد كان انقطاعه عن أحياء كثيرة من العاصمة وخلال صيف هذا العام مصدر ازعاج للسكان وموضع اهتمام المسؤولين، السكان ابدوا انزعاجهم للمسؤولين وعدم ارتياحهم من الوضع الذي يعيشونه بعد ان توقف وصول الماء فجأة إلى منازلهم.. والمسؤولون اهتموا كثيراً بالوضع وشكلت لجان لدراسته إلى جانب حلول مؤقتة وعاجلة للتخفيف من الأزمة.
يقال ان وزارة الزراعة قد بدأت بحفر آبار بالمزاحمية وغيرها لمواجهة هذه الأزمة وحلها بشكل نهائي وقاطع، ونقول ان ذلك سوف يكلفها الكثير من المال والجهد ولن يخدم المطلوب بالشكل الذي تأمله الوزارة ويتطلع إليه المواطنون، وعلى هذا الأساس قمنا بالرجوع إلى مصادر كثيرة من الكتب والتقارير التي تبحث في مواقع المياه الجوفية في منطقة الرياض بقلم كبار المختصين في محاولة مخلصة للاسهام في حل المشكلة حلا سليما وفي نطاق الهدف الذي ترمي إليه وزارة الزراعة، قمنا بالرجوع إلى مصادر كثيرة وقد رأينا في تقرير صادر عن مؤتمر البترول العربي الخامس الذي تنظمه الأمانة العامة لجامعة الدول العربية بعنوان «المياه الجوفية في الشمال الشرقي من المملكة العربية السعودية» نموذجاً للدراسة التي تبحث عنها وزارة الزراعة وهي تقوم بحفر آبار لحل مشكلة الماء في الرياض، إذ هو يؤكد ان القسم الشمالي الشرقي من المملكة يحتوي على مورد كاف يعتمد عليه من المياه الجوفية حيث إن أكثر هذه الأماكن يمكن استخراج المياه الجوفية الصالحة للشرب منها من طبقة واحدة على الأقل من الطبقات السبع الرئيسية الحاملة للماء.. وان الطرق غير الصحيحة التي يتبعها حفارون لا خبرة لديهم في حفر آبار الماء وإنجازها وعدم وجود ضوابط ملائمة لاستعمال الماء هما السببان الرئيسيان لضياع المياه الجوفية في الوقت الحاضر.
وهذا التقرير هو خلاصة لمعلومات بجودة الماء وتوزيعه وفي سبع طبقات رئيسية حاملة للماء في الشمال الشرقي من المملكة.. ونحن يهمنا ان ننقل مع التعليق والصورة المعلومات الخاصة بجودة الماء في طبقة وسيع الحاملة للماء لأن الاستفادة من مائها لسكان مدينة الرياض ممكن نظرا لقربها من العاصمة حيث تبعد عنها مسافة تقدر بمائة كيلومتر فقط باتجاه خريص ولا تتعرض هذه المسافة لجبال أو مرتفعات تعوق التمديدات والحفريات فضلاً عن ان الماء فيه يزيد كلما أخذ منه إلى جانب ان استمرارنا في حفر الآبار الخاصة بمياه الشرب في المزاحمية انما نعرض في تصرفنا هذا المياه التي يعتمد عليها المزارعون في مثل هذه المناطق إلى الشح.
يقول التقرير إن طبقة وسيع الحاملة للماء هي أهم الطبقات الطباشيرية، وهي من حيث طبيعة الصخور مقبولة التجانس قرب التكوينات المكشوفة أو فيها، وتصبح أكثر تبايناً في الأماكن البعيدة عن التكوينات المكشوفة. وتتكون هذه الطبقة من كتل كبيرة من حجر الكوارتز الرملي ذي المسامية والنفاذية.
وبالرغم من ان رقائق السجيل والطفل التي تتداخل فيها تفصل المناطق الحاملة للماء عن بعضها في بعض الأماكن وتشكل حواجز بارزة للماء باتجاه الساحل، إلا ان طبقة وسيع تعتبر هنا وحدة منفصلة للمياه الجوفية.
يبين الشكل المنشور مع هذه السطور المنسوب العام المحدد للمياه الجوفية ونسبة الملوحة في هذه الطبقة.
ويبين توفر المياه الجوفية في مكان مرتفع عند خط العرض 24 درجة شمالا اثر التشبع الذي يحتمل ان يحدث بتأثير وادي السهباء، واعتراض تكوينات الغوار المحدبة لممر جريان المياه الجوفية العادي يفسر وجود سلسلة من الأماكن المرتفعة يظهر فيها الماء وتمتد من الشمال إلى الجنوب على خط الطول 49 درجة و10 دقائق شرقا.
وتتراوح نقاوة الماء بين كون نسبة المواد الصلبة الذائبة فيه أقل من 1000 جزء في المليون قرب التكوينات المكشوفة وبين كون الماء مشبعاً بالملح ومحتوياً على 000 ،200 جزء في المليون قرب المنطقة المحايدة بين المملكة العربية السعودية والكويت.
تستخرج من طبقة وسيع مياه نقية بكميات محدودة في البجادية وفي خريص، وتستخرج منها مياه غير نقية «تحتوي على أكثر من 6000 جزء في المليون من المواد الصلبة» في منطقة بقيق حيث تستعمل في مشروع لحقن الماء.
وقد تبين من بعض الاختبارات البسيطة ان نسبة الكميات القابلة للضخ تتراوح بين 67500 و80000 جالون في اليوم لكل قدم في منطقة البجادية و1443000 جالون في اليوم لكل قدم في منطقة بقيق الشمالية.
وتتشبع طبقة وسيع من تسرب مياه الأمطار في التكوينات المكشوفة وفي الرمال التي تحملها الريح والتي تغطي التكوينات المكشوفة ومن مياه سيول الوديان كوادي السهباء.
ولطبقة وسيع في الغرب والجنوب من حقل الغوار إمكانية ممتازة كمصدر للماء الجيد، إلا ان تطويرها باهظ التكاليف، وتكاليف الحفر في الشرق باهظة لأن عمق الطبقة يبلغ حوالي 2500 قدم وفي التكوينات المكشوفة في الغرب تصبح الطبقة أقل عمقاً، غير ان الرمال أقل تماسكا وتحتاج الآبار إلى حواجز باهظة التكاليف لتمنع انسدادها بالرمل.
هذا هو ما جاء في التقرير المشار إليه نعرضه على المسؤولين ثقة منا في حبهم وارتياحهم لكل رأي ينشد المصلحة العامة ونحن على قناعة بأنه سيأخذ حقه من اهتمامهم.

 

 

[للاتصال بنا] [الإعلانات] [الاشتراكات] [الأرشيف] [الجزيرة]
توجه جميع المراسلات التحريرية والصحفية الى chief@al-jazirah.com عناية رئيس التحرير
توجه جميع المراسلات الفنية الىadmin@al-jazirah.com عناية مدير وحدة الانترنت
Copyright, 1997 - 2002 Al-janirah Corporation. All rights reserved