أثبت البرلمان الإسرائيلي «الكنيست» أنه يعيش في غير أرض الواقع وأن الأوهام هي التي تتحكم به وتدفعه لاتخاذ قرارات لا علاقة لها بما يجري خصوصاً عندما يصدر قراراً يقول فيه إن الضفة الغربية وقطاع غزة غير محتلين..
إن كامل المشهد في الضفة وغزة لا يعكس غير سطوة الاحتلال ومظاهره البشعة، فهناك القهر العسكري الإسرائيلي، وهو الأبرز بين كل ما يمكن أن تقع عليه العين في المنطقتين، وهناك الحواجز بين المدن وداخلها وفي الطرق، وهناك هذه التوغلات والاقتحامات التي لا تكف قوات الاحتلال عن القيام بها كل صباح في أراضي الضفة وغزة مع تجريف للأراضي الزراعية وهدم منظم للمنازل واعتقالات تمثل جانباً كبيراً من العمل القمعي اليومي لقوات الاحتلال في الضفة والقطاع.
ومع ذلك فقد فضل الكنيست أن يتفوق في تشدده وتطرفه حتى على غلاة التطرف من امثال رئيس الوزراء الإسرائيلي ارييل شارون الذي اعترف باحتلال إسرائيل للضفة والقطاع..
إن عدم الاعتراف بالاحتلال في الضفة وغزة يعني أن البرلمان الإسرائيلي يدبر لأمر ما وقد يكون إطلاق حملة استيطان جديدة في أراضٍ ليست محتلة حسب قراره الأخير.
وفي وقت يتركز الاهتمام فيه على تنفيذ خريطة الطريق فإن قرار الكنيست سيؤدي فقط إلى دفع المزيد من العراقيل في طريق التسوية خصوصاً عند النظر إلى القرار الآخر الذي يؤكد على ضرورة منع اللاجئين الفلسطينيين من العودة إلى إسرائيل.
ويبرز بوضوح، إلى ذلك، أن هناك رغبة قوية وعملاً منظماً لتدمير ما يجري تنفيذه من خطوات في إطار خريطة الطريق، وذلك من خلال استباق مراحل الخطة وقطع الطريق على احتمالات الدخول إلى القضايا الكبرى..
|