Thursday 17th july,2003 11249العدد الخميس 17 ,جمادى الاولى 1424

     أول صحيفة سعودية تصدرعلى شبكة الانترنت

وعلامات وعلامات
الجامعة وحركة الحياة.! «4/4»
عبدالفتاح أبو مدين

تأكيدا لما قدمت في الحلقة الثالثة من خلال هذه الزاوية، في خطابي الموجه لمعالي مدير جامعة الملك عبدالعزيز، عن آلام وهموم المنتسبين من الجنسين، وما يتراكم في نفوسهم من حزن عميق، وأنا قد قلت إنني لا أكتب من فراغ، وإنما من خلال واقع مرير، لو وقف الدكتور أسامة طيب مدير الجامعة على ذلك، لبادر من واقع مسؤولياته إلى معالجة قضية تراكمات مقرر الانتساب، من ضخامة المنهج، الذي أكثره حشو معطل، لا يسعف صاحبه إلى نجح، ولا الى تقديم يفيد.!
* أبدأ بعرض مقرر - سنة أولى جامعة -، انتساب - الترم الأخير-:
1- ثقافة إسلامية «200» صفحة.
2- دراسات أدبية - كتابان - يكونان «500» صفحة.
3- علم اجتماع - 500 - صفحة.
4- قواعد - عدة كتب، الميسر في اللغة العربية، محاضرات في اللغة العربية، تكون نحو «700» صفحة.
5- لغة إنجليزية «10» وحدات.
6- التاريخ: كتابان، صفحاتهما - 1000 - صفحة.
7- مناهج بحث علمي - 600 - صفحة.
* لن يستفيد المنتسب، غير 10 عشر علامات عن الحضور، الذي يمثل عشرين يوماً فقط، بينما يحظى المنتظم بالنصيب الأوفر من الرعاية والدرجات.! والعلامة الكبرى لكل مادة - 100- مائة، والحد الأدنى للنجح «60» ستون، أعني المنتسب.!
* لقد وقفت على أسئلة الامتحانات، التي تبلغ «100» عن كل مادة، والوقت المخصص، ساعتان فقط.. ورأيت العجب العجاب في أسئلة اللغة العربية، كأن الأستاذ الذي وضعها، يعرض عضلات معرفته.. واستطيع ان أؤكد، أن الاسئلة التي قدمت للغلابى المنتسبين في سنة أولى، لا يستطيع طالب في سنة رابعة - تخصص لغة عربية، أن يجيب عليها.. وكم أود من الأخ أسامة طيب مدير الجامعة، ان يطلع على هذه الأسئلة، أو ان يكل الى من يتفق فيهم تقويمها، للوقوف على فداحتها، وأعيد القول: إن نتاج هذه الأسئلة التعجيزية، دافع الى الانصراف عن الانتساب، لأنه كله عسر، لا يسر فيه، وكأن الجامعة بهذا العمل، تسعى الى إلغاء ما يسمى بالانتساب في الدراسة الجامعية، وإذا كان الهدف كذلك، فليعلن بصراحة، لترتاح الجامعة، وتفتش شرائح المنتسبين عن سبيل آخر تعليمي او صناعي او حرفي، سعيا وراء الرزق في الحياة التعبة بكدح المحتاج والمجد الصابر.
* وأريد تقديم نماذج يسيرة لما أشرت اليه في مادة اللغة العربية، وعددها - مائة - سؤال:
8- السؤال الأول عن ثلاثة أبيات مكتوبة ببنط مزرٍ غير واضح، والبيت الأول هو:


يا من رأى البركة الحسناء رؤيتها
والآنسات إذا لاحت مغانيها
تنصب فيها وفود الماء معجلة
كالخيل خارجة من حبل مجريها
فرونق الشمس احيانا يضاحكها
وريّق الغيث أحيانا يباكيها

وعلى هذه الأبيات «9» تسعة اسئلة، 1- من القائل: أبو تمام، المتنبي، البحتري؟ 2 - الغرض من هذه الأبيات: الفخر، الوصف، الرثاء؟ 3- الذي انشأ هذه البركة هو الخليفة: هارون الرشيد، المنصور، المتوكل؟ 4- في البيت الثاني صور بلاغية هي: استعارة، جناس، تشبيه؟. 5- في قوله: يضاحكها ويباكيها: جناس تام، طباق، مجاز؟ 6- في قوله: وفود الماء معجلة، تفيد: قلة الماء، بطء الماء، سرعة الماء؟.. 7- ابو فراس الحمداني شاعر: جاهلي، أموي، عباسي؟ 8- الذي ترجم كليلة ودمنة: الجاحظ، ابن الاعرابي، ابن المقفع؟ 9- المتنبي يمتاز بشعر: الحكمة، الزهد، الوصف.
* هذه الأسئلة كلها، لسؤال واحد، له تسعة فروع، ولو مضيت في تتبع الأسئلة العجيبة والغريبة، التي شغلت سبع صفحات لأغثيت القارئ بها، على أني مستعد أن أفعل ذلك، لو كابر مكابر فيما حيرني.! واعتقد ان الوقوف على سبع صفحات من هذا الركام، سيشغل عشر وقفات في زاويتي هذه، بله التعقيدات اللغوية، التي لا يستطيعها، إلا متبحر في اللغة، وليس طالب او طالبة، في أولى خطواته وخطواتها على باب الجامعة.. وهذا تعليم منفر، وكما قلت آنفاً، ربما كان الغرض منه، تطفيش المقدم على الانتساب في هذه الجامعة.!
* وإن هذا الكم من المنهج واسئلته، سواء للمنتظم او المنتسب، لا يقوى عليه حتى أولي العزم من الطلبة والطالبات، وإنه لايوصف إلا بالتعجيز.! ولا أدري: هل هناك لجنة أقرت هذا الكم الجزافي من المنهج والأسئلة، أم هو من معطيات أمزجة المدرسات والمدرسين الخوارق!؟ واني لأعلن بألم، أنني تركت الكثير من هذا الركام من الأسئلة العجيبة والغريبة التي ينكرها كل ذي لب، ولقد تجاوزت ما هو أدهى وأمر.. ولا حول ولا قوة إلا بالله.!
* أرجو أن اسمع من معالي مدير جامعتنا، ما يبل الصدى، ويبعث الأمل في نفوس ابنائنا الكادحين والطامحين، بما يحقق من عون ودعم، يجنيه المسؤولون في ميزان حسناتهم، والله لا يضيع أجر من أحسن عملا.

 

 

[للاتصال بنا] [الإعلانات] [الاشتراكات] [الأرشيف] [الجزيرة]
توجه جميع المراسلات التحريرية والصحفية الى chief@al-jazirah.com عناية رئيس التحرير
توجه جميع المراسلات الفنية الىadmin@al-jazirah.com عناية مدير وحدة الانترنت
Copyright, 1997 - 2002 Al-janirah Corporation. All rights reserved