Thursday 17th july,2003 11249العدد الخميس 17 ,جمادى الاولى 1424

     أول صحيفة سعودية تصدرعلى شبكة الانترنت

أنت أنت
مجالات التغيير: الرياض من عاصمة للمملكة إلى عاصمة للتقنية
م. عبدالمحسن بن عبدالله الماضي

دعا صاحب السمو الملكي الأمير سلمان بن عبدالعزيز أمير منطقة الرياض، إلى بناء قاعدة صناعية متقدمة في مجال تكنولوجيا المعلومات في الرياض.. وهي بلا شك رغبة تتناسب مع موقع الرياض ومكانتها كإحدى أحدث العواصم في العالم، وأسرعها نمواً.. كما هي تكنولوجيا المعلومات.. التي تعد من أحدث العلوم وأسرعها نمواً وتطوراً في هذا العصر.
لكن هناك أكثر من سؤال: أي مجالات صناعة التقنية المعلوماتية ستستثمر وتعمل فيه الرياض؟.. وهل ستتكامل الرياض مع شقيقاتها: دبي عاصمة التجارة الإلكترونية في المنطقة.. والقاهرة عاصمة البرامج وعمّان عاصمة تصميم النظم؟.. أم ستدخل معها في منافسة تحد من المساندة والدعم والمشاركة.. وتمنع الاستفادة من قدرات بعضها بعضاً؟.
من الثابت ان أحد أهم التهديدات والمشكلات التي تواجه التقنية المعلوماتية بتطبيقاتها المختلفة هي المنظومة الأمنية للفضاء الرقمي.. فحتى الان لم يتم التوصل إلى إيجاد منظومة أمنية متكاملة للتعاملات المرتبطة بالفضاء الرقمي.. وحتى الان ما تزال كل القطاعات في أي دولة أو مدينة في العالم مهددة تهديداً أمنياً إلكترونياً وهي غير جاهزة لتفادي ذلك.. مما يجعل الاتجاه إلى التقنية مخاطرة كبيرة.
إن القطاع الأمني كجزء من صناعة التقنية المعلوماتية يبدو واعدا وله مستقبل زاهر.. وهو قطاع من صناعة أكيدة النمو والازدهار، ولابد أن يكون لنا السبق فيه بكل ما نملك من قوة وعزيمة وامكانات.
فكما ان كل واحدة من العواصم العربية التي دخلت هذا المجال تخصصت في مسار مختلف ومتكامل مع الآخر.. نريد أن تدخل الرياض في مجال تقنية المعلومات.. وتتخصص في مسار الأبحاث والتطوير للأنظمة الأمنية.. مما سيتيح لها وضع وصياغة سياسات واستراتيجيات أمن الفضاء الرقمي في المنطقة.. ومن يمسك بزمام الأمور في المجال الأمني يحتل مركزاً ريادياً وقيادياً ويتحكم بمفصل مهم من مفاصل صناعة التقنية المعلوماتية في المنطقة، وربما في العالم مستقبلاً. وحتى يتم ذلك، لابد من بناء شراكة استراتيجية واضحة المعالم.. بين القطاع الحكومي والقطاع الأكاديمي والقطاع الخاص، وتقوم هذه الشراكة من خلال بناء أسس وقواعد واضحة لتنظيم عملية التعاون والتعامل فيما بين هذه القطاعات، وأن يكون الهدف الأساسي لهذه الشراكة هو تحفيز القطاع الخاص من خلال تسهيل الإجراءات ودعم الاستثمار في الأبحاث العلمية.. التي تؤدي إلى الوصول إلى منتجات أو خدمات متطورة في مجال أمن الفضاء الرقمي. لاشك في أن الاستثمار في مجالات الأبحاث والتطوير.. يحتاج إلى رؤية واضحة، وخطوة وطنية شجاعة من المستثمرين.. كما يحتاج إلى صبر وإلى مثابرة لا يمكن للمستثمر العادي أن يتحملها بمفرده.
لابد من مبادرة مشتركة بين الدولة وبعض المستثمرين أصحاب الرؤية والقدرة على استشراف المستقبل.. لتمويل صندوق وطني يدعم البحث والتطوير في مراحله الأولى.. علماً بأن مجال امن الفضاء الرقمي مازال في بداياته في جميع أنحاء العالم.. ونحن لدينا- بفضل الله- من الإمكانات البشرية والمالية ما يسمح لنا بالقيام بذلك بقوة واقتدار.. وسر النجاح في ذلك هو أن نعرف كيف نقوم بصياغة الشراكة ما بين القطاعات الثلاثة بأسلوب يعطي النتائج المرجوة.

 

 

[للاتصال بنا] [الإعلانات] [الاشتراكات] [الأرشيف] [الجزيرة]
توجه جميع المراسلات التحريرية والصحفية الى chief@al-jazirah.com عناية رئيس التحرير
توجه جميع المراسلات الفنية الىadmin@al-jazirah.com عناية مدير وحدة الانترنت
Copyright, 1997 - 2002 Al-janirah Corporation. All rights reserved