حوار - عبدالعزيز الكناني:
تعتبر الباحة من أجمل المناطق السياحية بالمملكة لأنها تتميز بالأجواء الرائعة والمناظر الخلابة مما جعلها تستقطب المصطافين والسياح من داخل المملكة وخارجها. للوقوف على استعدادات هذه المنطقة السياحية التقينا مدير إدارة التطوير السياحي بإمارة الباحة عبدالله محمد يعن الله الغامدي وأجرينا معه الحوار التالي لنسلط الضوء حول صناعة هذه السياحة..
في البداية..
* نود تسليط الضوء على الاستعدادات لهذا العام من حيث التجهيزات للبرامج والإعداد لها في هذا الصيف؟
- بدأت الاستعدادات العادية للبرامج منذ انتهاء صيف العام الماضي في التخطيط والتجهيز للبرامج والفعاليات فتم تسجيل الملاحظات في الأعوام السابقة للعمل على تلافيها عند إعداد البرامج للعام الجديد، وقد حظي هذا العام ولله الحمد بأكثر من «383» برنامجاً وبأكثر من «1355» فعالية.
وتمت تلك البرامج والفعاليات وفق خطط مدروسة تلبي احتياجات جميع شرائح المجتمع وكان التركيز في هذا الصيف على برامج الأسرة والطفل اضافة إلى استقطاب الشباب في برامج رياضية ومعسكرات ومراكز صيفية.
* هل هناك عوامل تساعد على جذب السياح أكثر من السنوات السابقة وما هي أبرزها؟
- في كل عام يتم تطوير برامج وفعاليات الصيف لكي نرتقي بجميع الأذواق والاحتياجات ففي هذا العام هناك فعاليات نسائية تصل «67» فعالية نسائية إضافة إلى برامج مميزة أخرى ومنها استعراض للصقور السعودية وسباق الخيل وبرنامج التسوق للمنتجات المحلية ومهرجان التسوق الدولي الذي يشارك به أكثر من «26» شركة من عدد من الدول العربية والإسلامية ومسابقات للأطفال من خلال برنامج فرح ومرح وساعة وساعة الذي ستقدم به جوائز عديدة تخص الأطفال.
* أين مواقع الفعاليات والأنشطة الصيفية خلال صيف هذا العام وهل هناك مشاركون في التنشيط السياحي؟
- سيتم اقامة الفعاليات والأنشطة في مواقع كثيرة بالمنطقة ومحافظاتها والغابات والمنتزهات والمواقع الأثرية كما تستضيف مجموعة الحكير وقرية رغدان السياحية وحديقة وملاهي الشفاء العديد من الفعاليات.
وهناك مشاركون من الإدارات الحكومية بالمنطقة في برامج الصيف ومنها شركة الاتصالات والخطوط السعودية كشركات راعية اضافة إلى النادي الأدبي والصحة والتعليم وجهات أخرى لا يتسع المجال لذكرها.
* هل تتوقعون اقبالاً كبيراً هذا الصيف من قبل السياح خاصة السعوديين؟
- منذ بدء برامج التنشيط السياحي يلاحظ أن هناك ازدياداً في عدد السياح بالمنطقة سواء من أبناء المملكة أو أبناء دول مجلس التعاون الخليجي وبالنسبة لاقبال السياح والمصطافين لهذا العام نتوقع ان الاعداد ستفوق الأعوام السابقة للعديد من الأسباب ومنها جمال وطبيعة المنطقة والخدمات المتوفرة والبرامج والفعاليات وارتياح الكثير ممن زاروا المنطقة في الأعوام السابقة وهذا سيكون له الأثر الكبير في ازدياد المصطافين والسياح في المنطقة بمشيئة الله.
* يعاب على لجان التنشيط السياحي أنها لم تستثمر مكونات المنطقة تراثياً وبيئياً للترويج، وكذلك عدم وجود مرشدين سياحيين.. كيف يمكن معالجة ذلك؟
- كان لتوجيهات صاحب السمو الملكي الأمير محمد بن سعود بن عبدالعزيز أمير منطقة الباحة رئيس اللجنة العليا للتطوير السياحي حيال حصر جميع موروثات وتراث المنطقة من فنون مختلفة الدور البارز في وضع جداول لهذا التراث وحصره كما تم في نفس الوقت حصر جميع الآثار التي تشتهر بها المنطقة وسلمت للأمانة العامة للهيئة العليا للسياحة لوضع استراتيجية لهذه المواقع والآثار، حسب الخطط الموضوعة لديهم وقد عمل لها العديد من البرامج والتحقيقات والاستطلاعات الصحفية وحظيت ولله الحمد بالقبول لدى أبناء المنطقة خاصة وأبناء المملكة عامة وتم استقطاب الكثير من الجمعيات السياحية من دول أوروبية للاطلاع على تلك الآثار والموروثات والتراث الشعبي بالمنطقة وكان لها صدى واسع في الخارج.
أما عدم وجود مرشدين سياحيين فهذا شيء نقره ونعترف به.
ولذا من خلال جريدتكم أدعو كل من لديه الرغبة والمقدرة في هذا المجال ليتقدم لنا وسوف نكون عوناً له بعد الله وبإذن الله سوف يتم في المستقبل استقطاب العديد من المرشدين وخاصة من لديهم الخبرة في نفس المجال.
* هناك من يقول ان لجان التنشيط السياحي لا تعمل وليس هناك تطوير في برامج السياحة.. كيف ترد على هذا الاتهام؟ وما هي أعمالكم التي قمتم بها للتنشيط السياحي في المنطقة؟
- إنني أتساءل هل من قال ذلك زار إدارات التطوير السياحي وشاهد وتعرف على العمل والدور الذي تقوم به؟
أما تطوير البرامج فنحن ساعون في الارتقاء ببرامج الصيف من عام إلى آخر ونجد أن هناك قبولاً من عامة الناس لتلك البرامج والفعاليات.
كما وأدعو من خلالكم من لديه فكرة أو مشروع يمكن طرحه ضمن البرامج والفعاليات فسيجد منا القبول والترحيب.. أما الأعمال التي تقوم بها إدارة التنشيط السياحي فأكبر شاهد على نجاحها وعملها، الشكر والقدير من صاحب السمو الملكي الأمير الدكتور فيصل بن محمد بن سعود بن عبدالعزيز عند اعلان سموه الكريم البرامج والفعاليات لهذا العام على الجهود التي تبذلها إدارة التطوير السياحي في المنطقة اضافة إلى رضا المشاركين معنا في الأنشطة والفعاليات وقبول واحساس المواطن والمصطاف أو الزائر للمنطقة بها والتي تدفعنا إلى بذل المزيد من الجهود والتفاني في خدمتهم وهذا أقل واجب علينا يمكن عمله.
* يشكو الكثير من سياح الداخل من التكلفة العالية التي لا تقارن بتكلفة السياحة الخارجية.. ما تعليق سعادتكم؟
- إذا نظرنا إلى مستوى الدخل لدى الدول الأخرى سنجد أن هناك فارقاً في السعر أما إذا قارنت ذلك مع دول نسبة الدخل فيها تعادل أو تساوي الدخل في المملكة ستجد أننا أقل بكثير من ذلك كما أن السياحة الداخلية لها مميزات وايجابيات تفوق السياحة الخارجية ومنها الأمن والأمان والراحة والمتعة ومراعاة العادات والتقاليد والراحة النفسية والاجتماعية للعائلة والبعد عن التبرج والانحلال والاختلاط ومعرفة البلد ومقوماته وموروثاته وآثاره فكيف يكون وجه المقارنة بين السياحة الداخلية والخارجية إلا لدى عدد قليل جداً يبحثون عن أشياء لا تتوفر لدينا!
* لاحظنا بمطار منطقة الباحة أخذ مبلغ مالي لمن يحمل الأمتعة على العربات وهذه احدى السلبيات في المنطقة التي لا تساعد على الجذب السياحي.. لماذا لا يتم الغاؤها أسوة بالمطارات الأخرى داخل المملكة؟
- يجب علينا أن نفرق بين الشركات المشغلة لمثل هذه الأمور فنحن على دراية كاملة بأن عربات نقل الأمتعة متوفرة بنوعين إذا أراد الشخص عربة لنقل أمتعته فسوف يجدها بالمجان أما إذا أراد الشخص عربة بعامل فهذا ضمن أعمال شركات التشغيل ومن حقها الحصول على مبالغ رمزية والتي لا تتجاوز الخمسة أو العشرة ريالات فقط.
ومثل هذا حسب علمي موجود في جميع مطارات المملكة فكيف تحسب كإحدى السلبيات على السياحة في المنطقة بينما نجد في السياحة الخارجية أكثر من عربة نقل أمتعة فلماذا لا تؤخذ كسلبيات عليهم.. وأعود وأكرر بأنه بناء على توجيهات سمو أمير المنطقة وسمو نائبه باحترام السائح والمصطاف وتذليل كل الصعوبات التي يواجهونها ومعاملتهم معاملة حسنة حتى نضمن بذلك عودتهم للمنطقة في السنوات القادمة وأحب أذكر هنا أنني قابلت مجموعة كبيرة من السياح يفيدوننا بأنهم سنوياً يقضون الصيف في ربوع الباحة الغناء وهذا دليل على ارتياحهم للمنطقة وما يتمتعون به من راحة واستجمام بها.
* مشكلة المياه بمنطقة الباحة تشكل عائقاً للسياحة كيف ستعملون على حل هذه المشكلة ومتى؟
- أؤكد لك أن ذلك كان قبل سنتين حيث لم يكن هناك سوى مشروع جلب المياه من العقيق أما في العام الماضي وهذا العام فقد حظيت المنطقة بمشروع محطة تنقية المياه والتي تم تركيبها على سد وادي العقيق فكانت عاملاً مساعداً لمشروع العقيق وأصبحت ولله الحمد المياه متوفرة وبأسعار محددة من قبل فرع وزارة الزراعة والمياه بالمنطقة.
وقد أعلن سمو نائب أمير المنطقة في مستهل حديثه في بداية الصيف أن مشروع جلب المياه من وادي عردة سوف يتم تشغيله خلال الخمسة أشهر المقبلة وهذا سيكون عاملاً مساعداً للمشروعين السابقين لتوفير المياه بكميات كبيرة اضافة إلى أنه ولله الحمد يجري في الوقت الحاضر عمل شبكة المياه للمنازل بالمنطقة ومحافظاتها وقد تم تشغيل شبكة المياه بمحافظة بلجرشي.
وجهود البلدية في هذا الشأن ممتازة وتستحق الاشادة وستوفر بإذن الله المياه لكل مواطن وسائح ومصطاف بالمنطقة.
وإذا نظرنا إلى العديد من المناطق المجاورة للبحر والتي بها محطات لتحلية المياه المالحة سنجد أنها تعاني من نقص المياه لأسباب عديدة.
* نريد أن نعرف ما تقييم سعادتكم «للتجربة السياحية» في المنطقة بعد تقنينها في الآونة الأخيرة، وهل النتائج العامة تبشر بمستقبل جيد لهذه الصناعة؟
- السياحة لم تكن تجربة بل صناعة مستثمرة فلو نظرنا إلى دول كبيرة أخرى فإنها تعتمد اعتماداً كلياً على السياحة.
وتجربتنا في السابق دليل واضح على اقامة العديد من المشاريع الاستثمارية بالمنطقة والتي تدر أرباحاً ممتازة.
وحكومتنا الرشيدة وعلى رأسها خادم الحرمين الشريفين وسمو ولي عهده الأمين وسمو النائب الثاني - حفظهم الله - حققوا البذرة الأولى لصناعة السياحة بالمملكة حينما تم اعتماد إنشاء هيئة عليا للسياحة وهذا دليل واضح على أن السياحة أصبحت صناعة مستثمرة لها مردود ايجابي على المناطق والمواطنين والمستثمرين ويتحقق من خلالها الربح المميز أكثر من بعض التجارات الأخرى.
|