Thursday 17th july,2003 11249العدد الخميس 17 ,جمادى الاولى 1424

     أول صحيفة سعودية تصدرعلى شبكة الانترنت

بعد أن عاشوا فيه 12 عاماً: بعد أن عاشوا فيه 12 عاماً:
العراقيون في مخيم رفحاء يشكرون حكومة المملكة ويتطلعون إلى العودة إلى بلادهم

  * رفحاء - منيف خضير:
يضم مخيم إيواء اللاجئين العراقيين في محافظة رفحاء، اكثر من «5000» لاجئ، هم البقية الباقية من اصل «35» الف لاجىء عراقي، قذفت بهم ظروف الحرب الى هذا المخيم وكان ليد المملكة الحانية دور كبير في احتضان هؤلاء ومد يد المساعدة لهم.. هؤلاء اللاجئون دفعوا ثمن نظامهم الحاكم، فعاشوا قرابة اثنتي عشرة سنة داخل المخيم الذهبي - كما اطلقوا عليه -.
وكانت حكومة المملكة قد صرفت بسخاء على المخيم حتى غدا مضرب المثل، وتوفرت فيه كل الخدمات، ولكن يظل بعد الانسان عن وطنه هاجسا يوميا يتذكره دائما كلما سرقت منه حريته.
وبعد سقوط نظام بغداد، تعالت اصوات الفرح، ولاح بصيص امل في عودة هؤلاء الى اوطانهم، ثم سنحت الفرصة فأخذت الجهات المختصة تعمل على تسهيل عودة اللاجئين الى بلادهم.. «الجزيرة» زارت المخيم، ونقلت الفرحة المرتسمة على وجوه تلاميذ المدرسة الابتدائية ومعلميهم.. وتركت لهم حرية التعبير عن فرحة العودة الى الاوطان فكان هذا التحقيق من مخيم اللاجئين العراقيين في رفحاء.
ذكريات لا تنسى!!
* في المخيم ولدت، وفيه حصلت على شهادة المرحلة الابتدائية، وسأذكره وان طال الزمان. بهذه الكلمات الصادقة بدأ الطالب محمد عادل يونس الكعبي - عراقي 11 سنة حديث الذكريات عن مخيم ايواء اللاجئين العراقيين في رفحاء مضيفا:
في المخيم درست وتعلمت وتأدبت على ايدي اساتذة اجلاء، وفيه التقيت بأصدقاء كثر ومعلمين كثر احببتهم كثيرا وعشت معهم سنين عديدة لا اجد خلالها من كلمات الا تقديم الشكر الجزيل لهم بعد ان اصبحت الآن في الصف السادس الابتدائي. كما لا انسى محافظة رفحاء - شمال المملكة - والتي زرتها مع طلاب المدرسة وهي مدينة جميلة واهلها طيبون كرام.
* اما الطالب قيس سامي عباس الديراوي - عراقي 11 سنة - ويدرس في الصف السادس فقال: انا اهوى كرة القدم والمطالعة لذلك كل ذكرياتي في المخيم مرتبطة بهاتين الهوايتين، وأتذكر اننا زرنا محافظة رفحاء ضمن وفد طلابي من المدرسة برعاية المفوضية السامية لشؤون اللاجئين، وزرنا خلالها مدرسة ابتدائية اسمها «هارون الرشيد» وهي اول مدرسة تأسست في رفحاء، وتجولنا بمرافقها الكثيرة وزرنا المكتبة والفصول الدراسية والمختبرات، واقامت لنا المدرسة حفلا مبسطا احتفاء بنا، وقدمنا فيه بعض الاناشيد والفوازير وغيرها، وقدموا لنا - مشكورين بعض الهدايا والجوائز، ولقد سرتنا هذه الزيارة وما زلت اتذكرها بفرح ولا يمكن ان انسى كرم الرفحاويين.
ثلاث مدارس:
* المعلم حسين علي منصور البركات - 36 سنة يتحدث عن ذكرياته في المخيم والتي ارتبطت بنشأته ونشأة المدارس قائلا:
بعد حرب الخليج الثانية لجأ الى المملكة ما يقارب «35» الف لاجىء، واستطاعت المملكة وبفترة قصيرة جدا ان تبني عراقا مصغرا يضم كافة فئات الشعب العراقي، وفتحت مدارس لثلاث مراحل «ابتدائية، ومتوسطة وثانوية» ثلاث منها ابتدائية ومتوسطة واحدة، وثانويتان نهارية ومسائية، فاستقبلت هذه المدارس مئات التلاميذ من المخيم، ونظرا لسفر بعض الطلاب الى الدول الغربية والبعض عاد الى العراق تم تقليص المدارس الابتدائية الى مدرسة واحدة، والثانوية الى مدرسة نهارية فقط، واصبحت مدارس المخيم ثلاثاً فقط يبلغ عدد طلاب الابتدائية 428 طالبا، والمتوسطة 220 طالبا والثانوية 140 طالبا.. وحول رفحاء المدينة التي احتضنت المخيم قال البركات:
رفحاء تجمع بين ازقتها معاني الكرم والاخلاق الاسلامية، ولقد لمسنا فرقا كبيرا بين الزيارة الاولى والاخيرة فالمحافظة تزدهر عمرانيا بشكل سريع والتطور واضح على معالمها.
ومن ذكرياتنا فيها زيارتنا لمدرسة هارون الرشيد الابتدائية والتي اجرى تلاميذنا مباراة ودية مع التلاميذ السعوديين وقدمت لنا الهدايا التذكارية في لمسة كريمة.
ايام جميلة:
المعلم مالك سعدون لذيذ - عراقي - باشر في مدارس المخيم منذ تأسيسها عام 1412هـ الى الآن ويقول عن ذكرياته فيها..
تخرجت اجيال كثيرة من التلاميذ بمستويات عالية بفضل الله ثم بجهود المملكة كما لا ننسى ان نشيد بجهود الاداريين السعوديين الذين اشرفوا على ادارات مدارس المخيم واخص منهم الاستاذ الفاضل احمد الاحمر والاستاذ العزيز ناصر الفريح والزملاء المعلمين من سعوديين وعراقيين فلقد قضينا معهم اياما ستبقى في الذاكرة الى ما شاء الله.
ويرى جاسم محمد موسى الفرطوس - معلم لغة عربية - ان بداية تأسيس مدارس المخيم لها ذكريات لا يمكن نسيانها، وكنا نرى ان تأسيس مدرسة متكاملة الصفوف من الاول الى السادس امر صعب للغاية ويحتاج الى وقت طويل، ولكن بفضل الله ثم بفضل الاخوة الاداريين السعوديين وبعض المعلمين العراقيين أسسنا وخلال ايام قليلة جدا - مدرسة استطاعت ان تخرج عشرات التلاميذ سنويا.
تحقق الحلم:
كانت الايام والسنوات التي قضيناها في مخيم رفحاء اياما طويلة حيث البعد عن الاهل والوطن وفراق الاحبة والديار.. بهذه الحسرة تذكر المعلم موحان عبد الجليل النجار ايامه الخوالي في المخيم مضيفا:
وكانت تلك اللوعة تؤرق نومنا ومع ذلك كان الصبر لنا عادة تأسيا بالرسول صلى الله عليه وسلم والسلف الصالح، ونشكر الله حيث توفر لنا الامن والامان داخل المخيم وعشنا الأيام الطويلة حتى تحقق الحلم بسقوط طاغية العراق.
ونحمد الله ان شاركنا ونحن في المخيم في اعداد جيل من التلاميذ العراقيين المهيئين للعمل الجاد بعد عودتهم الى بلادهم.
مناهجكم مميزة:
من الأمور التي اتفق عليها عدد من المعلمين في مخيم ايواء اللاجئين العراقيين هي جودة المناهج التي تدرس في المملكة حيث قال الاستاذ مالك سعدون:
خبرتي في التدريس 19 عاما، ومن خلال عملي في المخيم بتدريس المناهج السعودية فانني اعتبرها ممتازة، وخاصة المواد الدينية.
اما الاستاذ موحان النجار فيرى ان المنهج الدراسي في المملكة منهج متكامل وشامل لجميع المواد العلمية والدينية والانسانية، ومما يزيد في تميزه عن مناهج الدول الاخرى اهتمامه بالعلوم الدينية، خاصة المتعلقة بالقرآن الكريم والتوحيد والفقه والحديث نسأل الله ان يوفق الجميع لما فيه مصلحة ابناء هذه الأمة.
مواد منوعة:
الطالب محمد حسين ناظم العرطوس - 9 سنوات - يقول: ادرس في الصف الرابع وتقديري ممتاز وانا احب المناهج الدراسية في المملكة لانها منوعة واحب مادة القواعد لأن اللغة العربية لغة القرآن الكريم ومن خلالها نفهم القرآن الكريم ونطلع على تراثنا الادبي العريق. ويضيف:
كما احب الاناشيد، وقد قدمت انا وزملائي الكثير من الاناشد، وخاصة عندما يزورنا بعض الزوار او الوفود الاجنبية.
اما الطالب سجاد سلام نعمة البناوي - 8 سنوات - فيقول: ادرس بالصف الثالث، وانا احب المدرسة واقضي بها اجمل ساعات يومي، وانا احد اعضاء جماعة الاذاعة المدرسية حيث ننفذ العديد من البرامج والاناشيد والفعاليات، ويرى سجاد ان المناهج الدراسية سهلة وجميلة ونحبها جميعها لان بعضها يكمل بعضاً، أما هواياته فهي الرسم ولعبة كرة القدم.
من جانبه يقول الاستاذ حسين البركات:
المنهج الدراسي السعودي من المناهج العظيمة جدا، وانا درست المنهج السعودي والعراقي والفرق بينهما كبير، فالمنهج السعودي يحتوي على عدة مناهج، منها الاسلامي والاخلاقي الفاضل، ومنها ما يهتم بالجوانب الثقافية والعلمية ومنها ما يضم الجوانب التاريخية وكذلك الجوانب الترفيهية لهذا نرى التلميذ يتخرج من المدرسة بحصيلة جيدة تجمع بين التربية الاسلامية والفكر والعلم.
نحلم بالعودة الى بلادنا:
الطالب محمد حسين يؤكد ان امنيته الوحيدة هي العودة الى بلاده العراق ويقول: العودة الى بلدي ابرز امنياتي وقد حققها الله سبحانه وتعالى، وامل ان اعيش في عراق امن يصدر الحضارات الى الامم الاخرى كما كان، كما احب ان اكون معلما في بلدي بعد ان اكبر لأن هذه المهنة رسالة شريفة لخدمة وطني لتربية النشء الصالح والواعي.
أما الاستاذ موحان النجار فيتطلع الى العودة السريعة الى بلده بشوق قائلا: بما ان النظام العراقي البائد كانت تركته ثقيلة على الشعب، حيث انه قد هلك الحرث والنسل وأباد الارض والزرع والاقتصاد، وبعد الحرب تضاعف الدمار والخراب في هذا البلد المعطاء والذي كانت ولا تزال تفخر به الامم والشعوب بمجده وحضارته الاسلامية الراسخة، لذا فنحن ابناء هذا البلد نتطلع بشوق الى العودة السريعة اليه للمساهمة مع اهلنا وابنائنا في بنائه واعماره من جديد، وعليه نناشد الخيرين من ابناء هذه الامة للتعجيل في عودة ابنائه المشتتين في دول العالم ليلتئم الشمل في عراقنا الجديد ان شاء الله.
شكرنا لحكومة المملكة:
وعبر العراقيون عن شكرهم وتقديرهم للخدمات الجليلة التي وفرتها لهم حكومة خادم الحرمين الشريفين طوال وجودهم، في المخيم حيث قال الاستاذ مالك سعدون:
لابد من تقديم الشكر لله تعالى ثم للمملكة العربية السعودية حكومة وشعبا على هذا الكرم والضيافة طوال فترة وجودنا في بلدنا الثاني، ونتمنى ان يوفقهم الله ويحمي بلادكم من كل مكروه.
اما المعلم جاسم محمد القرطوسي فقال: كل الشكر والتقدير لشعب وحكومة المملكة على الجهود التي بذلت من اجل انتشال اطفالنا من واقع الجهل الى انوار العلم والتربية.
وأعرب الاستاذ حسين البركات عن مشاعره تجاه ما قدمته المملكة قائلا:
نشكر المملكة على تقديم خدمات جليلة للعراقيين في المخيم، حيث تقدم للطلاب - على سبيل المثال - سنويا حقيبة مجانية ودفاتر بأنواع الفئات «40، 60، 80، 100» واقلام ومستلزمات وادوات للتربية الفنية والتربية البدنية.. وغيرها الكثير ونحن بدورنا نشكر حكومة المملكة على هذه الخدمات، ويزداد شكرنا عندما نقارن ونحن نرى طلاب العراق «عبر القنوات الفضائية» وهم لا يملكون مثل هذه المستلزمات، فنشعر بالفارق الكبير والرعاية الطيبة من قبل حكومة خادم الحرمين الشريفين - ادامها الله -.
اما الطالب محمد الكعبي فيقول: ابعث بسلامي الى «وزارة التربية والتعليم» التي وفرت لي ولكل من في المدرسة المستلزمات الكافية للدراسة من كتب ودفاتر واقلام وكراسات مجانية، وابعث سلامي الى معلمي الأفاضل والزملاء في صفي ومدرستي.
الطالب سجاد البناوي يوجه رسالة الى خادم الحرمين الشريفين قائلا: والدنا العظيم ادام الله عزك فقد كنت خير نصير لأبناء هذا الشعب الكريم الذين شردتهم الحروب فاستضفتهم بكرم لا مثيل له يعكس بصدق حسن مشاعركم تجاه ابناء امتكم الاسلامية.. فمزيدا من الشكر والتقدير وستبقى في ذاكرة ابناء المخيم الى الابد.
اما الطالب قيس الديراوي فيرى ان يوجه عدة رسائل عبر جريدة الجزيرة:
الأولى: لحكومة خادم الحرمين الشريفين يشكره فيها على كرم الضيافة، وعلى توفير خدمات جليلة لابناء المخيم ربما لا تتوفر لعدد من اقرانه في العديد من الدول.
الثانية: لوزارة التربية والتعليم على جهودها معنا طوال سنوات الدراسة، ولا ننسى زيادة معالي الوزير لنا في العام 1418هـ والتقائه بنا.
الثالثة: إلى زملائي الطلاب والمعلمين والاداريين ونقول كنتم خير عون لنا على التمسك بالأخلاق الاسلامية واكسبتمونا العلوم النافعة فلكم كل الشكر والتقدير.
وقال الطالب محمد حسين رسالتي سأوجهها الى محافظة رفحاء وابدؤها بمطلع الانشودة التي ألفناها احتفاء بالوفد الاعلامي الزائر للمخيم قبل أيام ونقول فيها:
رفحاء ستبقى في ذاكرتي مدى الايام
نعم ستبقى رفحاء في ذاكرة «000 ،35» الف لاجىء سكنوا هذا المخيم، وزاروا هذه المحافظة الحالمة والتي تقع شمال المملكة العربية السعودية، ولا يفصل بينها وبين الحدود العراقية الا كيلو مترات قليلة، نتمنى بعد ان نعود الى عراقنا المجيد ان نزور ثانية محافظة رفحاء ولكن غير لاجئين هذه المرة بل اخوة يزورون اخوانهم، كما فعلنا حينما زرنا مدرسة هارون الرشيد رفحاء ولعبنا مبارة ودية مع طلاب المدرسة.
ستبقى رفحاء في الذاكرة لان أهلها طيبون كرام بعفويتهم وبأخلاقهم البدوية الاصيلة المستمدة من تعاليم الاسلام، هذه المحافظة التي تعكس بصدق تطور وازدهار المملكة في ظل حكومة خادم الحرمين الشريفين وسمو ولي عهده الامين وسمو النائب الثاني.

 

 

[للاتصال بنا] [الإعلانات] [الاشتراكات] [الأرشيف] [الجزيرة]
توجه جميع المراسلات التحريرية والصحفية الى chief@al-jazirah.com عناية رئيس التحرير
توجه جميع المراسلات الفنية الىadmin@al-jazirah.com عناية مدير وحدة الانترنت
Copyright, 1997 - 2002 Al-janirah Corporation. All rights reserved