* المدينة المنورة مروان عمر قصاص:
يشكو كثير من المواطنين من تعرض مساكنهم بعد سنوات قليلة من تشييدها على أحدث المستويات وبذل الكثير من الجهد والمال في سبيل ذلك للعديد من أوجه التلف والتصدعات وخاصة في مجال السباكة والكهرباء واللياسة والبويات بسبب الأحوال المناخية وأحيانا الغش في المواد حيث يجد المواطن نفسه بعد خمس أو ست سنوات وأحيانا قبل ذلك مطالبا باصلاحات كبيرة تكلفه الكثير، وأمام هذه الظاهرة التي يشكو منها المواطنون ولا تتكرر في دول أخرى طرحنا هذه القضية على المختصين في شؤون البناء والتعمير والذين أرجعوا ذلك الى قلة خبرة العمالة وعدم الأمانة والمصداقية من بعض منفذي المباني في ظل انعدام الرقابة على التنفيذ بالشكل المطلوب اضافة الى استخدام مواد غير جيدة في عمليات التشطيب النهائية سعيا لتوفير مبالغ مالية بسيطة قد تدفعه مؤخرا الى خسارة أكبر وما ينتج من سلبيات خلال عمليات الترميم، وقال أحد المختصين ان أكثر المشكلات في المباني لدينا ان غالبية المواطنين لا يعترفون بما يسمى الصيانة والتي تحظى بكافة دول العالم باهتمام كبير من المواطنين والدول يصل في بعض الدول لدرجة الزام المواطنين وفق النظام بعقود صيانة سنوية لضمان سلامة المباني على المدى البعيد على أساس ان هذه المباني من المال العام وحمايتها حماية للاقتصاد الوطني، وطالب بضرورة تجاوب المواطن في المملكة مع توجهات الدولة التي تشجع الالتزام بالصيانة نظرا لمساهمتها في حماية حقوق المواطن في المستقبل والمحافظة على ممتلكاته بصورة جيدة وبالتالي المحافظة على المنظر العام لمدننا وقرانا.
وأكد مصدر مسؤول بوزارة الشؤون البلدية والقروية ان الأمانات والبلديات في كافة مناطق المملكة تشجع على التزام المواطن بالصيانة مؤكداً ان هناك نمواً كبيراً في وعي المواطن في هذا الاتجاه مؤكدا حرص الوزارة على العمل الدؤوب لتأهيل شركات متخصصة للصيانة تتولى عمليات الصيانة في المباني وأشار المصدر الى أهمية الصيانة ودورها في اطالة العمر الافتراضي للمبنى.
وأرجع خبير اقتصادي أسباب عدم اقبال المستثمرين السعوديين على الاستثمار في مجال شركات الصيانة المتخصصة الى احجام المواطنين عن التعامل مع الشركات بناء على اعتقاد أنها أي الشركات تبالغ في الحصول على مردود مادي كبير وطالب بضرورة بناء جسور الثقة بين الطرفين؛ المواطن الذي لا يثق بهذه الشركات وبين الشركات التي تتهم المواطن بعدم الوعي الكامل بأهمية الصيانة.
| 
