برز هذا السؤال عند عدد من الصحف هذه الأيام، وهو سؤال بسيط، لكنه منتقى بشكل يوحي بشيء ما، وكأن من انتقوه بهذه الصيغة لم يجدوا إجابة شافية ولا وافية، ولعل أدنى عامي في التفكير يستطيع أن يجيب بالحقيقة الواضحة جدا، وإجابته ستكون «نحن سعوديون عرب مسلمون نسكن الجزيرة العربية مهد العرب ونور الأرض، ونحن أحفاد الذين سعوا في الأرض إصلاحا وتنويرا، ونحن عرب لنا ما للعرب وعلينا ما عليهم، يجمعنا الإسلام، وقد وحد شتاتنا الملك المؤسس عبدالعزيز آل سعود، وله في أرقابنا بيعة وحب وولاء متوارث، ويحق لنا أن نفخر بحمل اسمه» هكذا وبكل بساطة سيكون الجواب البدهي.
ثم نحن قوم نعرف تاريخنا المحلي بدقة رغم أنه لم ينشر كل ما نعرف، ونعرف الرجال والأسر الذين وقفوا موقف صدق مع الموحد من أجل بناء وطن مستقر، ولذا لا نحتاج إلى من يزايد على ولائنا ولا على قناعاتنا ممن ظهر اليوم دجالا يهرف على القنوات الفضائية ليعلمنا وقاحة المنطق وسخف التفكير، خاصة وأننا نعرفه جيدا دون رتوشه التي جاءت في زمن النعيق العربي المسعور.
دعونا بكل صدق ووضوح نتحدث معه ومع من يظهر لنا أنه مختلف معه وهو يشد على يديه أو كما يقول العامة في أمثالهم «تهمّز رأسي وأنت وجعه»، لأني عرفت جيدا أن كل المتحاورين يجرون في فلك واحد، فلك جاء جديدا لم نعرف له جذورا ولا بروزا أيام أن كان الوطن بحاجة إلى مخلصين يلمون شتاته مع المؤسس، وأمثال هؤلاء كان الأجدى والأجمل أن لا يعطيهم المشاهد اهتماما لسبب بسيط، وهو أن هناك أكتافا قوية ساعدت في الوحدة والكفاح مع الملك أيام أن كان الخوف والجوع شبحي الحياة، فلم نجد لهم ذكرا أو أثرا يومها، ولم يسجل التاريخ لهم أية مأثرة أو وقوفا مشرفا في توحيد الأمة السعودية الكبيرة، ويأتون اليوم بعد أن أثمرت الحياة واستقر الناس ليزعزعوا صرحا قويا كناطح الصخرة بقرنيه!! فهل هذا هو الزمن الذي تحدث عنه الرسول صلى الله عليه وسلم، حينما ذكر أن الرويبضة تتحرك في آخر الزمان..؟؟ قد يكون لأن رويبضاتنا قد تحركت وشمخت بأنوف كبيرة وتريد أن تضاهي أنوف الكبار الذين لهم بصمات واضحة في أمة كاملة لا في شعب فقط.
نحن سعوديون وكفى، ومثلما كان هناك على مر العصور الإسلامية والعربية أمويون وعباسيون وفاطميون وعثمانيون «انظر مقالة الأستاذ يوسف العتيق في الجزيرة يوم الجمعة الفائت فقد شرح ذلك كثيرا» فها هو التاريخ يعود، لكن عودته باسم السعوديين عودة كفاح وجهد مضن من أسرة عريقة تنتمي مثلنا لهذه الأرض، وقد جعلت هدفها هو توحيد الأرض وأهلها، أيام أن كنا في صحاري نتقاتل دون هدف، أو كنا في قرى يتخطفنا الناس من حولنا، أفلا يستحق أولئك الذين ابتلوا بلاء حسنا ووقفوا وقوف المحبين لقومهم وأرضهم وقتل منهم من قتل في أدوار السعوديين الثلاثة أيام الحملات على الدرعية، أقول ألا يستحقون عرفانا وشكرا وتقديراً لذلك الإبتلاء الذي حصل لهم أن يحملوا الاسم الذي هم أولى به؟
أعتقد أن المتناظرين لو كانا يتضوران جوعا أو يفكران في أمن بيوتهم والخوف على حياتهم لما ظهرا لنا بتلك الصورة التي ترى المشاهد أهميتهم في زمن الغفلة العربية، لكن لأن السعودية كفتهما مؤونة الأمن واغدقت عليهما العيش الرغيد وأعطتهما قيمتهما كبشر فهما ينكران ذلك، ويحاولان ان يعكرا على فهم وعقلية المشاهد العادي الذي ينجرف مع ذلاقة الألسن وما عرف جيدا ما تخفيه تلك النفوس وما عرف أيضا أنهم في زمن الحاجة للرجال لم يظهر لهم أثر.
نعم.. نحن سعوديون.. ومدينون بكل ما نملك من فكر وقوة للملك المؤسس الذي تعب حوالي أربعين عاما يجمع شتاتنا لنكون أمة واحدة تحكم بشرع الله وتعطي كل ذي حق حقه كاملا أفلا نكون من الشاكرين؟؟.
قال شاعر شعبي اسمه حميدان الشويعر:
النعمه خمر جياشه
ما يضبطها كود وثقه
فهل نضبط النعمة التي أنعم الله بها علينا؟ أم نرتهش مع المرتهشين؟؟هكذا يقول العقلاء فقط.. والله المستعان على ما يصفون.
(*) الرياض
|