الصوت مغروس في ذاتنا العربية منذ القدم، أليس أجدادنا مَنْ أسمعوا التاريخ أن «الأذن» المسكينة تعشق قبل «العين» المظلومة أحياناً، فقديماً كان العشق صوتاً بداية ونهاية، والمتأمل في خارطة الإعلام العربي، يجد أن «الصوت» يشكل «الأكبر» و«الأجمل» في تضاريس تلك الخارطة، وهذا مشروع وقفة تأملية أمام لوحة «صوتنا العربي» التي تزين واجهة «إعلامنا العربي» والتي تزينها «أصواتنا» المختلفة نشأة وهدفاً، فصوت يطربنا.. وآخر يخيفنا وثالث يزلزلنا ورابع ينقلنا إلى مناطق الحلم الجميل.. وخامس يبكينا.. وسادس يغرسنا فسائل نجاح في أرض «اليأس»، وآخر....نحن العرب والصوت ارتباط وثيق، ولكن أين مكانة «الصوت» المؤثر في خارطة الإعلام العربي المعاصر؟ وهل أخذ مكانه الصحيح عندما تتشابه الأصوات وتتقاطع في الفضاء ولا شيء غير الفضاء، أم أن ما نراه في إعلامنا المعاصر هو انحراف ل«الصوت» عن هدفه الأسمى؟ إنها فقط وقفة مراجعة ودعوة لمن يملك «رأس» المال أو يصنع القرار في الإعلام العربي ويوهم الآخرين بأنه يسعى إلى رد «الصوت» المفقود إلى الأمة المسلوبة ليعيدها إلى مكانتها بين أمم الأرض، أو يمنحها «صوتاً» يحمل رسالتها الحضارية إلى بقية شعوب الأرض في زمن تشابهت فيه الأصوات وتقاطعت موجاتها ليصبح صوتنا العربي بلا هوية.
|