تحت هذا العنوان ينتظر من وزارة الاعلام إعداد برامج قبل حلول اليوم الوطني لعرضها في الاذاعة والتلفزيون عندما يحل اليوم الأول من فصل الميزان الذي يصادف الأربعاء 22 من شهر رجب الحالي الموافق 23 سبتمبر، ولعله من غير الصعب على الوزارة أن تجد من الأفلام السينمائية ما سبق أن التقطه لمدينة الرياض حينذاك أول وفد وطأت قدمه هذه الأرض مع طلائع المكتشفين للمعادن والبترول في صحراء المملكة ليستعيد من عاصر تلك الأيام مناظر المدينة التي أصبحت منشأتها تعانق السحاب علوا، وليشهد أبناء وأحفاد هؤلاء حصون المدينة ومداخلها الأثرية الضيقة، ويجتلون حدودها التي لا تتجاوز في سعتها ما يعادل نسبة 5% مما هي عليه الآن، وليتعرفوا على مصادر المياه للمدينة والوسائل التي كانت تستعمل لاستنباطها من الآبار لسقيا المزروعات وادخالها المنازل وليعلموا عن وسائل الاضاءة والوقود حينئذ.
نريد من وزارة الاعلام أن تفتح لنا نافذة على الماضي في مناطق الحج والعمرة، ولنشهد وسائل المواصلات ومناظر الطرقات والحواري عندما لم يكن هناك خدمات متوفرة لنظافة المدينة وصحة المواطنين، نريد أن نلمح كيف قام أباؤنا وأجدادنا بزعامة الملك البطل عبدالعزيز رحمه الله قومة رجل واحد في صبر وتضحية ويقين رغم الظروف الصعبة في تحد جاد لعوامل مختلفة، سياسية وطبيعية ومعيشية فانتزعوا النصر في جميع المعارك التي ظللهم نقعها إلى أن بنوا وشادوا لنا أسسا راسخة من الحضارة الحقة والتغير الشامل لمعالم التخلف والفرقة والاضطراب حتي استطاع الأبناء والأحفاد أن يجنوا ثمار الجهد الصادق، حضارة وارفة الظلال، آمنين مطمئنين من أضرار تخلف الإنسان ومصدر شقائه كالجهل والمرض والخوف.
لقد أوحى لي بهذه الخاطرة مواطن قدم مع أول وفد أوروبي للبلاد فور استتباب الأمن أو كاد.. فكان يصف لي أوضاعا لا أكاد أصدق ما سمعته منه عنها.. ان في سردها للمواطنين عموما وعرضها على شاشة التلفزيون عبرة وذكرى في مثل أيام المناسبة القادمة، ولسوف تبعث في نفوس أبناء الجيل الحاضر اعتزازا بماضي أجدادهم وتخليدا لذكراهم وتحمسا لتتبع سيرهم واقتداء بأمجادهم.
ان دور الاعلام يحتم الحشد لمثل هذا اليوم الوطني ما أوتيت الوزارة من امكانيات تاريخية واستعراضات لبطولات وطنية.. واني لواثق بأنها عاملة لذلك أن شاء الله.
|