* الطائف - هلال الثبيتي/ واس:
بدأت مساء أمس جلسات ندوة الصلح والتحكيم التي يرعاها صاحب السمو الملكي الأمير عبدالمجيد بن عبدالعزيز أمير منطقة مكة المكرمة وتنظمها وزارة العدل ممثلة برئاسة محاكم محافظة الطائف وذلك بفندق مسرة انتركونتيننتال.
وناقشت الجلسة الاولى برئاسة معالي وزير العدل الشيخ الدكتور عبدالله بن محمد بن ابراهيم آل الشيخ ورقة عمل عن الصلح وضوابطه الفقهية لفضيلة الدكتورأحمد بن سير مباركي وورقة عمل عن الاثار المترتبة على الصلح لفضيلة الشيخ عبدالله بن سليمان بن منيع بالاضافة الى ورقة عمل اخرى عن دور الجهات غيرالقضائية في الصلح للدكتور ناصر بن مسفر الزهراني.
اما الجلسة الثانية التي رأسها صاحب السمو الأمير الدكتور بندر بن سلمان بن محمد آل سعود المستشارفي ديوان سمو ولي العهد فقد ناقشت ورقة عمل عن مشروعية التحكيم للدكتور زيد بن عبدالكريم الزيد وورقة عمل عن انواع التحكيم لأحمد بن يوسف الخلاوي بالاضافة الى ورقة عمل اخرى عن الفرق بين التحكيم وبين الوسائل الاخرى لحسم المنازعات وتجربة الكويت في التحكيم للشيخ سلطان بن راشد العاطفي.
ثم القى فضيلة رئيس محاكم محافظة الطائف الشيخ عبدالاله بن عبدالعزيز الفريان كلمة استعرض فيها موضوعي الندوة، الصلح والتحكيم وما يتعلق بهما من امور قضائية.
وبين ان من المصالح التي ستتحقق بإذن الله من التفعيل الصحيح لدور الصلح والتحكيم في المنازعات بانواعها هي الابقاء على العلاقات الايجابية بين المتخاصمين والتخفيف على المحاكم بتقليل عدد القضايا التي تعرض عليها وسرعة انهاء الخلافات وتقليل الاضرار الناتجة عن نشوء المنازعات.
ورأى ان الإعمال الصحيح للصلح والتحكيم في شتى القضايا الحقوقية الخاصة يوفرالوقت والجهد والنفقات لا على الخصوم وحدهم بل على المحاكم واجهزة الدولة.
وابرز دور اجتماع المختصين والمعنيين بمرافق العدالة بصفة مستمرة للتباحث في قضايا الصلح ووسائل التحكيم والاستفادة من مزايا كل منهما والنظر في اساليب تطبيقهما وحل الكثير من النزاعات عن طريقهما نظرا لما تشهده المملكة من نمو سريع على الصعيد الاجتماعي والتجاري والاقتصادي.
ورفع الشيخ آل فريان باسمه وباسم قضاة المحاكم الشكر والتقدير الى خادم الحرمين الشريفين وسمو ولي عهده الامين وسمو النائب الثاني حفظهم الله على عنايتهم بالقضاة وشؤون القضاء معتبرا رعاية سمو أمير منطقة مكة المكرمة لهذه الندوة بينة من بينات حرص هذه الدولة وولاة امرها حفظهم الله.
بعدها القى معالي وزير العدل الشيخ الدكتور عبدالله بن محمد بن ابراهيم آل الشيخ كلمة قدم فيها باسمه وباسم منسوبي وزارة العدل الشكر والتقدير لصاحب السمو الملكي الأمير عبدالمجيد بن عبدالعزيز على دعمه وتشجيعه ورعايته فعاليات هذه الندوة التي تعقدها الوزارة ممثلة برئاسة محاكم الطائف مما سيضفي على الندوة القوة والوضوح والصراحة في سبيل الوصول الى الهدف من اقامتها.
كما شكر معاليه صاحب السمو الأمير الدكتور بندر بن سلمان بن محمد آل سعود على جهوده المخلصة ومتابعته الدقيقة لكل ما يخدم هذا الموضوع المهم ويحقق الهدف. وبين معاليه ان المتأمل في احكام الاسلام يتجلى له بوضوح الخصال الحميدة التي نادى بها الاسلام وامر بها فلا تجد خصلة من خصال الخير ولا شعبة من شعب المعروف الا وجاء مرغبا فيها وحاثا عليها.
وقال معاليه « مما وضعه الشرع المطهر لحماية الانسان من الزلل والظلم هي ولاية القضاء وولاية رفع المظالم وولاية الحسبة وغيرها من الولايات التي يجب على امام المسلمين ان يقيمها وينصب فيها الاكفاء ليقيموا العدل بين الناس ويبينوا المعروف ويأمروا به وينهوا عن المنكر».
واضاف معالي وزير العدل «ان المملكة اهتمت بموضوع التحكيم منذ عهد المؤسس الملك عبدالعزيز - رحمه الله - فصدر اول نظام للتحكيم ضمن نظام المحاكم التجارية في عام 1350هـ بعدها صدر في عهد خادم الحرمين الشريفين - حفظه الله - نظام حديث للتحكيم بموجب المرسوم الملكي رقم م/46 بتاريخ 12/7/1403هـ وهو نظام محكم وشامل يبرز اهتمام قيادة هذه البلاد وعلى رأسها خادم الحرمين الشريفين الملك فهد بن عبدالعزيز وسمو ولي عهده الامين وسمو النائب الثاني - حفظهم الله - بأمر الصلح واشاعة العدل ونبذ الخصومات».
وابان معاليه ان باب الصلح والتحكيم واسع في الشريعة الاسلامية ويهدف لاقامة العدل وتيسير امر التحاكم عند وجود منازعة او خصومة وبالتالي يقلل من عدد القضاة الواجب وضعهم في كل بلد مما يقلل العبء المالي على بيت مال المسلمين بالاضافة الى ما يتميز به المحكمون واهل الاصلاح من سرعة النظر في الخصومات واصدار الاحكام بشأنها والتي قد تكون مطلبا للخصوم نظرا لكثرة ارتباطاتهم ورغبتهم في التفرغ لاعمالهم والتصرف في اموالهم ولا يتم ذلك الا بانتهاء الخصومة.
واوضح معاليه ان من المزايا المهمة لموضوع الصلح والتحكيم قدرته على ازالة اثار الخصومة من نفوس المتخاصمين واصلاح ذات البين الذي يعتبر من اهم مقاصد الشريعة الاسلامية.
وشكر معاليه في ختام كلمته المشاركين في تنظيم هذه الندوة الذين سيساهمون في اثراء جلساتها ببحوثهم وافكارهم داعيا الله عز وجل ان يوفق الجميع وان يجزل لهم المثوبة والاجر.
عقب ذلك القى صاحب السمو الأمير الدكتور بندر بن سلمان بن محمد آل سعود كلمة راعي الحفل نيابة عن صاحب السمو الملكي الأمير عبدالمجيد بن عبدالعزيز أمير منطقة مكة المكرمة قال فيها «الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على نبينا محمد نبي الهدى والرحمة والعدل.
صاحب المعالي الشيخ الدكتور عبدالله بن محمد بن ابراهيم آل الشيخ وزير العدل.. اصحاب الفضيلة الكرام.. ايها الاخوة الحضور.. السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.. لا يخفي على الجميع انه من اثار التعامل بين افراد المجتمع وحصول التعاقدات وعقود المعاوضات حدوث الخلاف ومن واجب الحاكم في اي مجتمع فصل النزاع وحسم الخلاف وانه منذ اسس الملك عبدالعزيز - رحمه الله - هذه الدولة جعل من اولوياته فض النزاعات وتحقيق العدل واستتباب الامن فكان له ما اراد بحمد الله.
والصلح والتحكيم مسلكان شرعيان لحل الخلاف وسبيلان من سبل انهاء النزاعات التجارية والاجتماعية والسياسية وهما رافدان من روافد القضاء والمملكة العربية السعودية في اجهزتها ذات العلاقة حريصة على توسيع دائرتي الصلح والتحكيم.. فقد شكلت للصلح لجان ومجالس وانشئت مكاتب في اروقة المحاكم ودوائر التنفيذ كما ان للمملكة جهوداً متواصلة في اعطاء التحكيم حقه من الرعاية والتأهيل على المستوى الداخلي والخارجي بالتواصل مع المراكز والهيئات الدولية.
وان عقد هذه الندوة المباركة في موضوعي الصلح والتحكيم يعتبر فرصة طيبة لتأصيل مسائلهما العلمية ودراسة وقعهما العلمي وربط ذلك كله بأصول وقواعد الشريعة الاسلامية التي استوعبت كل جديد فجاءت ملبية للمتطلبات في كل زمان ومكان.
كما ان في هذه الندوة تبادل الخبرات والافكار لوجود هذه النخبة من العلماء والمختصين المشاركين فيها.
وانني اقدر لوزارة العدل ممثلة في وزيرها معالي الشيخ الدكتور عبدالله بن محمد بن ابراهيم آل الشيخ دعمه مثل هذه التوجهات واقامة هذه الندوات العلمية التي هي في صالح العمل القضائي.
وختاماً اسأل الله تعالى ان يديم علينا وعلى بلادنا نعمه التي لا تعد ولا تحصى وان يوفقنا جميعا لما فيه الخير والصلاح.
والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته».
عقب ذلك قدم معالي وزير العدل هدية تذكارية لراعي الحفل صاحب السمو الملكي الأمير عبدالمجيد بن عبدالعزيز تسلمها نيابة عنه صاحب السمو الأمير الدكتور بندر بن سلمان بن محمدآل سعود.
وفي الختام قدم معاليه هدية تذكارية لصاحب السمو الأمير الدكتور بندر بن سلمان بن محمد آل سعود فيما قدم رئيس محاكم الطائف هدية تذكارية لمعالي وزير العدل.
|