ما إن يفرح الناس بتعطيل الدراسة وانتهاء الامتحانات وقدوم العطلة الصيفية كمحطة استراحة وراحة والتقاط للأنفاس قبل استئناف الدراسة مجدداً.. حتى تبرز لهم مشكلة الفراغ والصيف الطويل الممل.. ويضربون اخماساً في أسداس في كيفية شغل هذا الفراغ الطويل في أوقات ابنائهم بما يفيدهم ولا يضرهم وبحصنهم من الضياع والأفكار السيئة والتسرب إلى خارج المنزل حيث الانحراف وأصدقاء السوء.. أو جعلهم أسرى لوسائل التسلية الالكترونية والتي لإشعاعاتها أضرار خطيرة على صحة «أدمغة» من يستعملها وقد تصيبهم بالأمراض العصبية والصرع وتعودهم على البلادة والخمول والسلبية خصوصاً إذا استغرق الفتى ساعات طويلة في مزاولتها.. وقد قيل:
«ان الشباب والفراغ والجدهْ
مفسدة للمرء أي مفسدهْ»..
** وتأتي المراكز الصيفية لتكون خير منقذ لهذه الأسر وابنائها.. في تزجية أوقات الشباب فيما يفيدهم ويزيد من خبراتهم ومعارفهم وتجاربهم مع دمجها بالترفيه البريء الهادف.. وقد اطلعت على برنامج احد هذه المراكز الذي ألحقت أبنائي الصغار به فكان برنامجاً عامراً بالأنشطة المختلفة التي تثير الارتياح والاطمئنان إلى ايجابيتها وفائدتها من قرآن كريم وأنشطة رياضية ومسابقات ثقافية وسيرة نبوية وفقرات مسرحية ومهارات كشفية والتعامل مع الصحراء وخط عربي ولغة انجليزية وحاسب آلي وتهذيب السلوك الشخصي الخ..
** ويؤلمنا أن نطالع أحياناً بعض كتابات الارجاف تجاه هذه المراكز التربوية والتشكيك بنشاطها والطعن بنزاهة القائمين عليها وهم مجموعة من الأخيار الذين يتطوعون ويبذلون الوقت والجهد ويضحون براحتهم واجازاتهم في سبيل المساهمة بصيانة فتيان المجتمع هذا الجيل الناشئ المسلم بما يجعلهم أعضاء فاعلين ونافعين لدينهم ووطنهم وأمتهم.
** ومن يتبنى هذه الآراء المتطرفة فهو إما أن ليس لديه أولاد ولا يشعر بقيمة تلك المراكز وأهميتها أو أنه لم يطلع على برامجها وأنشطتها ونقلت له أشياء خاطئة غير حقيقية عنها أو أن له دوافع وأهدافاً أخرى الله أعلم بها!
** ترى كيف نشكك بهذه المراكز التي تقام تحت اشراف جهة رسمية هي وزارة التربية والتعليم وفي ابنيتها ومن خلال أجهزتها التربوية؟! أليست هي الوزارة التي نسلمها أطفالنا وأبناءنا وتحتضنهم لمدة 7 ساعات يومياً ولمدة 8 أشهر لتربيهم وتعلمهم؟ كيف نثق بهم هنا وننزع الثقة منهم هناك؟ وهل الثقة تتجزأ؟ إن لم تحتضن أبناءنا وشبابنا هذه المراكز التربوية فستحتضنهم الشوارع والمقاهي ويقعون فريسة للمخدرات والانحراف والتفحيط والصحبة السيئة ومعاكسة خلق الله في الأسواق والمنتزهات.
** وقبل أيام قدم صاحب السمو الملكي الأمير سلطان بن محمد تبرعاً سخياً للمراكز الصيفية بمنطقة الرياض كعادة سموه في دعم الأعمال الخيرية والمشاريع النافعة للوطن والمواطن.. وتبرع سموه هو تثمين للدور الكبير الذي تقوم به تلك المراكز وهو شهادة ووسام من سموه تفخر بها كافة المراكز الصيفية.. كما نشيد بنادي الهلال الذي أقام هذا الصيف مهرجاناً صيفياً لطلاب المدارس تشهد فعالياته نجاحاً كبيراً.
توثقون ماذا؟
أفصح مؤخراً سعادة الأمين العام للاتحاد السعودي لكرة القدم الأستاذ سعيد جمعان للصحفيين أنه يجري الآن توثيق البطولات التي حققتها الفرق في كرة القدم وأنه تم الطلب من كل ناد أن يزود الأمانة بقائمة بالبطولات التي حققها.
** وكنت قبلها قرأت خبراً صحفياً ربما لم يترك صدى كافياً لوروده في صحيفة مغمورة وهو ان الأمين العام للأمانة العامة لاتحاد كرة القدم صرح أنه سيصدر قريباً بيان من الأمانة بحصر بطولات الأندية لحسم الخلاف في هذا.. والبيان سيصدر باضافة 13 بطولة إلى سجل أحد الأندية!
** وكنت أشك بجدية ذلك التصريح المذكور في الجريدة في ذلك الوقت وتخيلت أنه بالون اختبار لجس نبض رد الوسط الرياضي والأندية المعنية.. وحيث لم يحدث رد فعل مضاد يبدو أن الموضوع دخل مرحلة الجد..
** وإذا وافقنا على أهمية التوثيق.. إلا أني لا أفهم كيف يأتي التوثيق من خلال الأندية؟ ويطلب منها تزويد الأمانة ببطولاتها؟ أليس اتحاد الكرة هو الجهة المشرفة على جميع البطولات الرسمية المحلية ولديه سجلاته الرسمية التي توثق تلك البطولات؟ فإذا كانت تلك البطولات مدونة في سجلات اتحاد الكرة فلماذا يطلبها من الأندية؟ وإذا كانت غير موجودة في سجلات اتحاد الكرة فكيف ستصنف كبطولات رسمية.
** ترى هل زودت الأمانة الأندية بمواصفات البطولات الرئيسية المطلوب توثيقها؟ هل حددت لهم الشروط اللازمة لتسمية انجاز ما أو انتصار معين أنه بطولة؟ هل حددت مثلاً أن البطولة يجب أن تكون رسمية وبتنظيم مباشر من اتحاد الكرة وعلى مستوى المملكة وعلى مستوى الدرجة الأولى «الكبار»..
وفي نهايتها يتم تتويج الفريق الفائز بكأس أو درع.. الخ.. أم أن الأمر متروك للأندية لتحدد بطولاتها بنفسها؟ لنرى بطولات الكيرم والكنكان والبطولات التنشيطية والسداسيات وبطولات الجاليات..الخ.. ترى هل ستوثق لنادي كالهلال مثلاً ما يقارب ال«90» بطولة من بطولات ودية ورمضانية وتصفيات مناطق ومجموعات وتنشيطية وبطولات ناشئين وشباب وبطولات مارس الخ..
** إذا كانت الأمانة تعتقد أنها ستنهي الجدل حول عدد بطولات كل ناد.. ففي رأيي أن ما سيحدث هو العكس.. بل إنها ستفتح شرخاً كبيراً وجدلاً لن ينتهي.. فبطولات الأندية حالياً متفق عليها بنسبة 90% تقريباً.. ويبقى الخلاف على بطولات قليلة.. وجدول البطولات الذي تصدره أغلب الصحف هو غالباً سجل صحيح إلى حد كبير.. وإذا وجدت فيه نسبة خطأ فهي لا تتجاوز بطولة إلى بطولتين فقط.
** أما ما يظهر أن الأمانة تريد فعله.. فأخشى أن يرمي مصداقيتها كجهة رسمية في الحضيض.. ولن يقنع أحداً أن تصنف بطولة تنشيطية أو تأهل عن منطقة أو فوز بمجموعة كبطولات رسمية.. نعم يمكن تصنيفها كإنجازات ثانوية.. أما البطولة الكبيرة فتفرض نفسها تلقائياً ومواصفاتها لا تحتاج إلى اجتهاد.. وقد تجد الأمانة نفسها في مأزق حقيقي لأنها ستجد مئات «البطولات» يلزمها توثيقها وتصديقها كبطولات! ووثقتوا للنادي الفلاني.. وثقوا لي أنا.. ليش هو وأنا لا.. وسنجد أندية ريفية تتقدم سجل بطولات الأندية بعشرات «البطولات».
** أعتقد أن الأمانة مطلوب منها الان أن تصدر فقط رأياً رسمياً حول بطولة الصداقة الدولية هل يمكن تصنيفها كبطولة رسمية تضاف للسجلات أم لا؟ وهل الدورة التصنيفية تصنف كبطولة أم لا؟ وهل بطولة كأس الاتحاد المقامة عام 96هـ تصنف كبطولة رسمية؟.. لأنها كانت ذلك الوقت بطولة تنشيطية.. وكانت المشاركة فيها اختيارية لذا لم يشارك بها عدد من الأندية المعروفة.. هنا فقط الخلاف.. أما بقية البطولات فأمرها محسوم ومتفق عليها..
ضربات حرة
** الاستفتاء الثاني على التوالي الذي يتم فيه اختيار سمو الأمير عبدالله بن مساعد أفضل رئيس ناد ذهب اللقب لمن يستحقه.
** أوسمة التميز تنهال على «الجزيرة».. فبعد خطاب سمو الأمير سلطان بن فهد الذي يشيد فيه برياضة «الجزيرة».. تصنف «الجزيرة» الآن كصاحبة أفضل تغطية صحفية رياضية.. رغم أنها جريدة عامة ولا تختص بالشأن الرياضي فقط.. أي تفوقت على الصحف المتخصصة.
* اختار الرياضيون الأستاذ محمد البكر «زعيم المعلقين».. أفضل معلق هذا الموسم..
* الضجة والقضية المفتعلة حول الإداري واستخدامه وسيلة للإساءة للجريدة الكبيرة.. قد تجعل الإداري يدفع الثمن ويصبح ضحية هذه الاثارة المصطنعة كما حدث في الموسم الماضي..
* نفى المطرب طارق عبدالحكيم أنه وصف الأهلي ب«الطلي» و«جاب الطلي من ذيله» و«أبكي على ما جرى لي يا هلي.. والأهلي قدام الاتي كالطلي».. ورأيي أنه لا دخان بلا نار.. والنفي متوقع.
|