Wednesday 16th july,2003 11248العدد الاربعاء 16 ,جمادى الاولى 1424

     أول صحيفة سعودية تصدرعلى شبكة الانترنت

الحَرَكِيُّون.. إلى أين..؟! الحَرَكِيُّون.. إلى أين..؟!
عبدالله بن صالح الفاضل/ محكمة الطائف الكبرى إمام وخطيب جمعة

* كان أبرز فكر تبعهُ من يصنفون أنفسهم بالإسلاميين، فكر «سيد قطب»، تلقاه دعاة الصحوة الإسلامية الفكرية الحركية في البلاد العربية، عامة والسعودية خاصة، يشغلون به مجالس الذكر والعلم في المساجد «خطب الجمعة، والاجتماعات والمكتبات،
وحلقات تحفيظ القرآن» وفي المدارس: «جمعيات التوعية الإسلامية، والرحلات، والمراكز الصيفية» وفي المكتبات «الكتب، والأشرطة الإسلامية والأناشيد»، واستغل الحزبيون الحركيون، اقبال «الشباب السعودي» على التدين العاطفي، فقادوهم إلى مناهجهم، وأهدافهم وتنظيماتهم، وبفضل الله كثرت المساجد وكثر المصلون فيها، ولكن أهمل جانب نشر الاعتقاد، والسنة، والتحذير من الشرك والابتداع، وانتشرت جمعيات تحفيظ القرآن الكريم، ولكن اهمل تدبره، وكثر طلب وعَرضُ وسائل نشر الدين الفكري «فكر سيد قطب، وأبو الأعلى المودودي، وحسن البنا»، من كتب وتسجيلات، ولقاءات وندوات، ومهرجانات ومحاضرات، وقلت دروس العلم، وكثر الخطباء والمحاضرون والمفتون والواعظون من القصاص، وقل الاقبال على العلماء «هيئة كبار العلماء» العالمين بشرع الله، وعلى فتاوى العلم الشرعي ودروسه، واتجه الأكثرون من الشباب إلى الفكر، والظن، والعاطفة، قال تعالى: {وّمّا يّتَّبٌعٍ أّكًثّرٍهٍمً إلاَّ ظّنَْا}، وقال تعالى: {وّلا تّجٌدٍ أّكًثّرّهٍمً شّاكٌرٌينّ}، وسعت الحركات والجماعات، والأحزاب الموصوفة بالإسلامية إلى الاستفادة من هذا الحدث، وكانت جماعة الاخوان المسلمين «حزب الصوفي القبوري حسن البنا» والقطبية، «حزب سيد قطب التكفيري»، يتوجهون إلى التدين بحسن نية، وسوء عمل، فلم يظهر في كتبهما أي اهتمام بمنهاج النبوة في الدين، ولا في الدعوة إلى الله، ولم يُعرِّفا الناس بأهم وأول ما بعث الله به كل رُسله افراد الله تعالى بالعبادة، ونفيها عما سواه بنشر توحيد الله بعبادته، ومحاربة أوثان المزارات، والمشاهد، والمقامات التي عاش كل منهما بينها منذ الولادة حتى الممات، ولم يكن همهما نشر السُنة في العمل بأحكام الشريعة ولا محاربة البدع المسيطرة على القلوب، والأعمال والمساجد في بلدهما كان أكبر همهما ما يسمى بالحاكمية، وهو جزء من توحيد الربوبية أسيء عرضه، قال علي بن أبي طالب رضي الله عنه عندما نادى الخوارج لا حكم إلا لله قال: «كلمة حق يراد بها باطل»، وكان لابد ان تنزلق الصحوة الإسلامية في مزالق الفكر السياسي العنيف ووسائله العلنية والسرية، وكان من أبرزها التكفير والهجرة، والاعتزال، والتعصب لمنهاج الحزب، وانتقاص غيره، والاغتيالات والتفجيرات، وقتل النفس التي حرم الله إلا بالحق من المسلمين، أو غيرهم، وزعزعة الأمن، وبث الرعب، ونشر الفتنة.
وكان أبرز مطية لهذا الفساد في الأرض قضية فلسطين ركبها الموصوفون بالإسلاميين كما ركبها القوميون، والشيوعيون، والنصارى، وقامت التفجيرات في أوروبا، واختطاف الطائرات الأوروبية والأمريكية، وتدميرها، وقامت جماعات التكفير والهجرة ربيبة فكر سيد قطب، وحسن البنا، بقتل الذهبي رحمه الله، العالم المسلم، واعترف أفراد حزب الجهاد «الإسلامي» بقتل السادات، ولي الأمر المسلم رحمه الله وعَدَّ مفتي الحزب قتله طاعة لله، وتقرباً إليه، وركبت الصحوة «الإسلامية والقومية» مطايا أكثر خيالاً، مثلاً:
1 العمال الكوريون الذين حضروا إلى المملكة أشاع قادة الصحوة بأنهم جنود مدربون أعدتهم «أمريكا» لاحتلال آبار البترول، ولا تسأل لماذا تحتاج أمريكا لذلك، وهم من اكتشف النفط واستخرجه، واستعمله لمصلحة الجميع، فالعقل عند الحركيين مثل الشرع في إجازة.
2 جاء الخميني، وأعلنت وسائل إعلامه ان من أهم أهدافه تحرير فلسطين، وتسابق الحركيون لتأييده طمعاً فيما يظهر في الحصول على نصيب من نجاحه في الاستيلاء على الحكم باسم الدين، ولما خذلهم سعوا لتقليد حركته الاخوان المسلمون في سوريا، وجهيمان واتباعه في البلد الحرام، وجبهة الانقاذ في الجزائر بالوسيلة الديمقراطية ثم الاغتيالات.
3 جاءت قضية الخلاف على الأرض، والسلطة في افغانستان ثم البوسنة والهرسك ثم الشيشان، وتسابق الحركيون لاستغلالها ولم تتحرك قلوبهم فيما ظهر منهم، ولا جوارحهم من قبل لاصلاح المعتقد، والدعوة إلى السنة ومحاربة الأوثان، والبدع التي يتقرب بها المجاهدون إلى الله من قبل، ومن بعد، بل كان قائد المجاهدين العرب من الاخوان المسلمين «عبدالله عزام» يحثهم على تأجيل الدعوة إلى التوحيد والسنة حتى تتحرر افغانستان من روسيا، ومات قبل تحرير البلاد، وقبل الدعوة إلى الله على بصيرة.
4 احتل البعث العراقي الكويت بحجة تحرير فلسطين، وفرح الحركيون واعلنوا ولاءهم لصدام حسين حامي حزب البعث، ومعلمه الأول ميشيل عفلق النصراني مع انهم يحكمون على الحزب، ومعلمه بالالحاد، وخذلهم «صدام الدين» فلم يعطهم نصيباً من الحُكم، ولكنه كافأهم ببعض المظاهر «الإسلامية» مثل كتابة «الله اكبر» على العلم ليجدوا عذراً من تأييده، وبقي نائبه الأول نصرانياً «ميخائيل حنا عزيز»، ونائبه الثاني «عزة إبراهيم» صوفياً اكثر مناهضة لمنهاج النبوة في الدين، والدعوة، وبقي حزب البعث يحكم بعقيدته ومنهاجه، ونعق الحركيون بدعوى حزب البعث ان القوات الدولية «التي سخرها الله لرد عدوانه» إنما جاءت للتنصير والاحتلال كأنهم يجهلون انها علمانية في وصفهم لها، وان الاحتلال العسكري انقرض قبل عشرات السنين ولم ينكر الحركيون بقاء الأوثان تملأ السهل، والجبل في بلاد العرب والعجم، في العراق، وافغانستان، وفلسطين، والبوسنة، والشيشان، واليمن وهي أكبر الكبائر لا تحوجهم إلى اختراع هدف خيالي لحروبهم المبتدعة.
5 وجاءت القوات الدولية مرة أخرى، ونجحت في تحرير العراق من طغيان «صدام الدين» وحزبه، وبطانته، وعاد الحركيون يرددون اشاعة «هولاكو الجديد صدام حسين» بأن هذه القوات جاءت للتنصير، والاحتلال، وعدوا قتالها من الجهاد في سبيل الله.
6 أضيف أسماء جديدة للأشباح الذين يرفعهم الحركيون أعلاماً، وقدوة منذ المعتصم الحاكم الغاشم كلمة وامعتصماه لا احد يملك القدرة على اثبات الرواية الذي تولى كبره، في فرض بدعة خلق القرآن، وسجن الإمام أحمد بن حنبل رحمه الله وتعذيبه إلى عزالدين القسام الذي لا يُعرف له سابقة في الدعوة إلى التوحيد، والسنة بل لا أحد يهتم بمعرفة مدى التزامه بهما، إلى محمد الدرة طفل قتل في أحد الاشتباكات بين اليهود، والمنتفضين عليهم لا يُدرى أيهم قتله، ولم يكن من المشاركين في الانتفاضة، ولما وجد المصور ان آلته التقطت مشهد موته، عرف انه عثر على كنز من كنوز الإثارة والمنفعة ولا أدري ما ذنب اطفال اليهود الذين يقتلون عن طريق التفجيرات التي تقوم بها منظمتا الاخوان المسلمين، حماس والجهاد الإسلامي هناك فتاوى كثيرة من أفضل علماء المسلمين في هذا العصر ابن باز والألباني وابن عثيمين رحمهم الله، وسماحة العلامة المفتي عبدالعزيز آل الشيخ وصالح الفوزان، والشيخ صالح اللحيدان وغيرهم حفظهم الله، تحرم التفجيرات التي تقتل الأبرياء، ومع هذا لا يزال الإعلام لدينا يسميها استشهادية.
7 لا تعجب ان يتكلم بعض المعلمين الجامعيين في احد القنوات الفضائية عن احتمال ضرب الكعبة بالقنبلة الذرية، كأن القنابل الذرية سلاح يكثر استعماله بل، وكأنه استعمل مرة واحدة بعد تجربته في اليابان منذ خمسين سنة، وهذا نتيجة عدم الرد إلى الكتاب والسنة، بل إلى العقل، والفكر حتى اتحد اكثر المعلمين، والمتعلمين في الضلال والخيال.
8 صاحب محل في مدينة الرياض، وضع علم دولة إسرائيل أمام المحل ليطأه الناس عند الدخول، ولا أدري ما هي ردة الفعل إذا قام أحد الإسرائيليين اليهود، من وضع علم دولة التوحيد «لا إله إلا الله محمد رسول الله» أمام المحلات التجارية في إسرائيل ليطأه اليهود، قال تعالى: {وّلا تّسٍبٍَوا الذٌينّ يّدًعٍونّ مٌن دٍونٌ اللهٌ فّيّسٍبٍَوا اللهّ عّدًوْا بٌغّيًرٌ عٌلًمُ كّذّلٌكّ زّيَّنَّا لٌكٍلٌَ أٍمَّةُ عّمّلّهٍمً ثٍمَّ إلّى" رّبٌَهٌم مَّرًجٌعٍهٍمً فّيٍنّبٌَئٍهٍم بٌمّا كّانٍوا يّعًمّلٍونّ} (الأنعام: 108) ذكرنا ان العقل، والشرع عند الحزبيين في إجازة.
9 ـ في مقابلة لصاحب السمو الملكي الأمير نايف بن عبدالعزيز، وزير الداخلية ـ حفظه الله ـ ورعاه لجريدة السياسة الكويتية، «بثته القناة الأولى» ان عبدالمجيد الزنداني، وغيره من القيادات الحركية، والحزبية في الوطن العربي، أيدوا «صدام الدين» وحزبه في احتلال الكويت، وتهديد المملكة وبعد ذلك ببضعة أيام، قام بعض الحزبيين باستقدامهم إلى المملكة، وعمل المقابلات التلفزيونية على الهواء مباشرة «عبدالمجيد الزنداني في الرياض» و«محمد قطب في جدة» هذا الخبر ذكرى «{وّذّكٌَرً فّإنَّ الذٌَكًرّى" تّنفّعٍ المٍؤًمٌنٌينّ (55)} [الذاريات: 55]
10 قدم عمر عبدالرحمن المصري «المسجون في سجون الولايات المتحدة» إلى المملكة، وسكن في مدينة الرياض حوالي خمسة عشر عاماً بحي البطحاء، وكان كفيف البصر يقوده أحد رجال الأمن السعودي، كم من الذين تعلموا على يديّ هذا الرجل التكفيري، في خمس عشرة سنة.
* في رأيي لا أعداء للمسلمين إلا أنفسهم، وشياطينهم، ولا خطر على الإسلام أكثر من خطر المنتسبين إليه المشتغلين عن يقينه بفكرهم وظنهم، وأشد الأخطار على دولة التوحيد التي أسست على التقوى من أول يوم خطر هذه الجماعات: «الاخوان المفلسون، والقطبية، والسرورية.. الخ» ممن عمت بهم البلوى في بلدنا الكريم، ولو حاولوا في هذه الأيام تلميع انفسهم، واظهروا لنا انهم «يخرجون من الإسلام ثم لا يعودون إليه» وعلى علماء التوحيد، والسنة لا المثقفين، ولا المفكرين «الحزبيون والحركيون» تحمل مسؤولياتهم، وأداء الأمانة التي حملوها، والسعي حثيثاً لتصحيح الاتجاه الديني، وبيان الحق للناس، ولو غضب أكثرهم، ومحاولة صرفهم عن الفكر والظن، والخيال إلى الوحي، واليقين، وتطهير وسائل الإعلام العامة، والخاصة من الفكر المنحرف، ولو وصف زوراً بالإسلامي ومن دعاته المخدوعين والمخادعين، ومن تدخل غير علماء الأمة المعتد بهم «هيئة كبار العلماء» في أمور الدين من فتاوى، وتأويل، وانتقاد استجابة لأمر الله وشرعه.
* يوجد لدي سؤال أبحث له عن اجابة منذ اكثر من عشرين سنة «لماذا كل من عنده مشكلة في بلده مع حكومته، وبخاصة من ينتسب إلى الاخوان المسلمين، أو التكفير «حزب سيد قطب»، أو غيرهم يتم استقدامه، للعمل في المكتبات، والتسجيلات الإسلامية والجمعيات الخيرية، ويؤم الناس في الصلاة بالمساجد، ويخطب الجمعة ينشر فكر سيد قطب التكفيري، وحسن البنا حزب الاخوان المفلسين، وجماعة الجهاد بين أبناء هذا الوطن الكريم. أرجو ممن لديه جواب عن هذا السؤال المشاركة.. وآخر دعوانا ان الحمد لله رب العالمين.

 

 

[للاتصال بنا] [الإعلانات] [الاشتراكات] [الأرشيف] [الجزيرة]
توجه جميع المراسلات التحريرية والصحفية الى chief@al-jazirah.com عناية رئيس التحرير
توجه جميع المراسلات الفنية الىadmin@al-jazirah.com عناية مدير وحدة الانترنت
Copyright, 1997 - 2002 Al-janirah Corporation. All rights reserved