Wednesday 16th july,2003 11248العدد الاربعاء 16 ,جمادى الاولى 1424

     أول صحيفة سعودية تصدرعلى شبكة الانترنت

حملة حج عام 1365هـ حملة حج عام 1365هـ
سليمان بن إبراهيم بن سليمان أبانمي

لنقارن حجنا ذاك بحجنا في الوقت الحاضر وما فيه من تيسير وراحة وترف عظيم بين حملات الخمس نجوم والنجمة الواحدة المكسرة، والأجر على قدر المشقة. فإلى الرواية: لما أراد الله أن أحج ذهبت الى المجمعة، وكانت أجرة السيارة للنفر الواحد ارتفعت من 50 إلى 100 ريال وذلك لان الحكومة شددت على ان (الفورد) لا يُركب إلا ثلاثين (واللوري) لا يركب إلا خمسين نفراً، فقاولت صاحب فورد وذهبت الى الرويضة ونمت في الطريق في الفشخة ووصلت للرويضة في صباح اليوم الرابع من ذي الحجة وأخذت أمي وزهاب الحج من طحين وجريش ومزاود الماء ما يكفي لحين أن نرجع لأنه لا يوجد محلات يشتري منها الأكل وأركبت الوالدة على البعير وأتينا المجمعة ونركب في السيارة أغراضنا في الأسفل، ونحن في الأعلى وبيننا وبين الحريم كنبل وإذا عددنا 33 شخصاً فلما غادرنا المجمعة فإذا بالمفتشين بعد 3 كم فأنزل أنا واثنين معي من السيارة ونمشي على أقدامنا فإذا تجاوزت السيارة التفتيش بمسافة أتينا بالسيارة وركبنا فيها «تهريب» وهذه حالنا مع المركزين الآخرين اللذين مررنا بهما عند مرات والدوادمي.
وفي ذلك اليوم من طلوع الشمس إلى المساء ونحن في النفود «نفود قنيفذة» بسبب تغريز السيارة فكلما مشت كيلوين غرزت فننزل نحن اربعة شباب فنضع صيجان لتسير عليها الإطارات فإذا مشت السيارة حملنا هذه الصيجان على أكتافنا فإذا وصلنا السيارة، وقد ذهبت عنا قرابة الكيلو فإذا بالواحد قد تقطع حلقه من شدة الظمأ في شدة القيظ في كلفة لا تكاد توصف، وما نكاد نركب السيارة إلا وتغرز مرة أخرى وننزل نحن الأربعة ونفعل مثل ما فعلنا فلما وصلنا (القاعية) وقد بلغ منا الجهد مبلغه خاصة نحن الأربعة ولا نريد إلى الأرض حتى كان الواحد ينام قبل أن يصل إلى الارض من شدة التعب، ثم تعشينا وسرينا بالليل حتى وصلنا الدوادمي مع طلعة الشمس وقيلنا عند مروة «»ريق البنات» وكان فيها ماء عذب وتغدينا فيها في اليوم السادس ثم واصلنا المسير علي الجواد وبتنا في عشيرة ثم مضينا الى السيل، وكان طريقه وعراً مليئا بالحصى الذي يجعل السيارة تهتز والطريق محفوف بالاشجار التي قطعت قرب الماء المعلقة بالسيارة، وذلك لضيق الطريق حيث لا يمكن أن تتلاقى فيه سيارتان، فلما وصلنا إلى السيل وإذا به سيل يغطي الركب ولم يكن فيه في ذلك الوقت مغاسل ولا شيء ونصبنا الخيمة للنساء في السيل حتى يحرمن فيها فلما أحرمنا ركبنا السيارة فلما سرنا 4 كم اصطدم السائق في سيارة (ماك) أمامه وانكسر (الأديتر) فوقفنا، وكان الخير علينا حيث كانت ترعد وتبرق وتمطر فذهب السائق (عبدالعزيز الحديثي) مع إحدى السيارات إلى مكة وجلب لنا سيارة ماك، وكان معه مجموعة من الجماعة ونقلنا أغراضنا من سيارتنا الى الماك وكان كبيراً، فركبنا فيه ودففنا سيارتنا الفورد بالماك الذي نحن فيه ثم وصلنا الأبطح في اليوم السابع، ولم يكن فيه ذلك اليوم مبان ولا غيره فذهبنا للعمرة وتركنا شخصا عند أغراضنا وكان المطاف حصباء وليس بعد مقام ابراهيم مطاف وكان المطاف ليس فيه إلا قليل تحب الحجر في كل شوط وكان زمزم بجانب مقام ابراهيم يؤخذ منه بالدلو وكان فيه دلوان واحد يصعد وآخر ينزل وبين المطاف والمسعى سوق يسمونه سوق الليل وكان المسعى مليئا بالكلاب أكرمكم الله لذلك يقولون في المثل (مثل كلب المسعى) ثم رجعنا إلى الأبطح، ونمنا به وأحرمنا قبل الظهر من اليوم الثامن وكان السائق قد أتى بإسعاف للسيارة من جدة وأصلحها فذهبنا إلي منى ونصبنا خيامنا فيها، ولما أصبحنا يوم عرفة، ذهبنا بالسيارة الى عرفة ولم يكن فيها آنذاك مسجد نمرة ثم لما غربت الشمس نفرنا الى مزدلفة بسرعة حيث كان الحجاج قليلين ثم صلينا وأصلحنا عشانا ثم نمنا فلما انتصف الليل ذهبنا إلى الحرم لأجل النساء وطفنا وسعينا ووصلنا منى الفجر ورمينا الجمرة وكانت ترمى من جهة واحدة لوجود جبل العقبة ولم يكن هناك إلا الحوض ولا يوجد شاخص، ثم اشترينا هدينا واشتركت أنا وسبعة معي في قعود فلما نحرناه اجتمع علينا التكارنة فأخذوا كل اللحم ولم يبق لنا إلا القلب والكبدة، ثم قضينا باقي الأيام في منى، وكان الرمي خفيفاً حيث لم يكن يرمي بعد العصر أحد، وكنا نأكل من الجريش والقرصان الذي جلبناه معنا، أما الماء فلم يكن في منى كلها إلا حنفية واحدة فقط يعبأ منها جميع الحجاج قربهم لذلك تجدها مزدحمة 24 ساعة ثم خرجنا من منى في اليوم الثاني عشر وطفنا الوداع ورجعنا وسهل الله لنا أمرنا في الرجعة حيث أخذ منا السفر يومين ولم نغرز ولله الحمد بينما في الذهاب أخذنا ثلاثة أيام ونصف وفي الطريق كان السائق يتسابق مع سيارة ثانية فاصطدم بحزم من قار فطار كفرنا الخلفي مثل السهم وستر الله علينا أننا لم ننقلب. وكان البنزين في براميل في مؤخرة السيارة ووصلنا الى المجمعة وإذا بأحد الجماعة قد جهز مطيته حيث لم تكن الرويضة تمرها السيارات ولله الحمد وصلنا سالمين نسأل الله أن يتقبل حجنا وأن يجعله مبروراً فهذا هو الحج الصحيح لأن فيه تعبا ومشقة، أما الآن فيذهب بالطيارة في عصر عرفة ويحج نسأل الله للجميع القبول وألا يغير علينا نعمته.

 

 

[للاتصال بنا] [الإعلانات] [الاشتراكات] [الأرشيف] [الجزيرة]
توجه جميع المراسلات التحريرية والصحفية الى chief@al-jazirah.com عناية رئيس التحرير
توجه جميع المراسلات الفنية الىadmin@al-jazirah.com عناية مدير وحدة الانترنت
Copyright, 1997 - 2002 Al-janirah Corporation. All rights reserved