الإرهاب مفهوم ديناميكي ومتطور من ناحية صوره وأشكاله وأساليبه ودوافعه، خاصة أنه لا توجد نظرية علمية متكاملة تفسره، كما أن غالبية بحوث ودراسات الإرهاب تتسم بالطابع النظري العام الذي يصف الظاهرة فقط، رغم أن دراسة هذه الظاهرة تتطلب استخدام المنهج العلمي الملائم لطبيعة هذه الظاهرة، علاوة على أن إيجاد تكوين معرفي حول ظا هرة الإرهاب يتطلب قيام تخصص علمي يستند على التداخل المعرفي والمنهجي ويضم كافة العلوم الاجتماعية ذات الصلة لرصد وتحليل هذه الظاهرة، وكل ذلك أفرز صعوبة وضع تعريف متفق عليه للإرهاب.وللإرهاب أهداف عديدة تاريخية، واقتصادية، وشخصية، وإعلامية، كما أن له صوراً متعددة مثل خطف الطائرات واحتجاز الرهائن والاغتيالات والتفجيرات وخلافه.وللإرهاب أسباب متعددة، أهمها الاعتقادات والأفكار الخاطئة والمتطرفة، لذلك فإن المواجهة الفاعلة للإرهاب تحتاج أولاً وقبل كل شيء إلى تحسس أسبابه والوقوف على العوامل الكامنة خلف الظاهرة الإرهابية، وأهمها محاولة تصحيح الأفكار الخاطئة التي تدفع صاحبها إلى الوقوع في مهاوي العمل الإرهابي، وتحتاج عملية التصحيح هذه إلى تعاون كافة مؤسسات المجتمع ابتداءً بالأسرة ومروراً بالمدرسة والجامعة، والمسجد وسائر مؤسسات الضبط الاجتماعي، وهو ما يقتضي تبني إستراتيجية لمواجهة العمليات الإرهابية تركِّز أساساً على تبني التدابير الإسلامية الواقية من الجريمة عموماً، والإرهاب خصوصاً، ومن هذه التدابير ترسيخ العقيدة الإيمانية، والتزام العبادات، والأمر بالمعروف والنهي عن المنكر، إلى غير ذلك من التدابير الهادفة إلى استئصال الشر من النفس البشرية، وذلك يمثل خط المواجهة الأول للجريمة عموما، والإرهاب على وجه الخصوص.
|