تلقى شارون ضربة مزدوجة حيث هو في بريطانيا ومن الأراضي الفلسطينية، ففي لندن التي حاول استمالتها لآرائه المتطرفة بشأن عرفات استمع رئيس الوزراء الاسرائيلي إلى رد حاسم فحواه أن لا سبيل إلى مقاطعة عرفات.
وفي رام الله سارت الأوضاع في الطريق الايجابي بين الرئيس الفلسطيني ورئيس الوزراء عباس محمود أبو مازن، بعد أن نجحا في طي صفحة الخلافات بينهما كما وضعا أسسا طيبة تتفادى أي صراع مستقبلا، من خلال تحديد المسؤوليات والأدوار الخاصة بكل منهما.
ولم يكن شارون يتوقع هذه النهاية لصراع ظن أنه سيطول بين الرجلين.
ويتعين على شارون الآن ان يبحث عن شيء ثمين يعود به من جولته الغربية التي بدا عازما خلالها على عزل عرفات باستعداء دول القارة الأوروبية عليه، وبهذا الصدد صدرت دعوات عديدة منه الى هذه الدول التي لم يتلق منها ولو رداً ايجابياً واحداً.
ويستطيع شارون بدلا من تسميم الأجواء ان يسعى الى الوفاء بمتطلبات خارطة الطريق، وهو ان فعل ذلك سيشجع الفلسطينيين الى المضي قدما في تنفيذ الجانب الخاص بهم خصوصا وان الطرف الفلسطيني أثبت أنه أكثر حرصا على انجاح خطة السلام هذه.
ولعل الهدنة التي تلتزم بها حاليا الفصائل الفلسطينية تعكس المدى البعيد الذي يمكن ان يذهب اليه الجانب الفلسطيني، طالما ان الأمر يتعلق بالسلام وطالما ان هناك دعما دوليا لهذا التحرك، يتمثل بصفة خاصة في الاسهام العربي وفي الالتزام الامريكي والاوروبي بمساندة انجاح هذه الخطة.
وعلى شارون ان يقتنع بعد تجربته الفاشلة في بريطانيا واوروبا عموما لعزل عرفات ألا جدوى لمخاطبة أناس يحترمون اختيارات الشعوب، بالعمل ضد هذه الخيارات، فأوروبا تقدر تماما حقيقة ان عرفات اختاره شعبه عبر انتخابات حرة، وهي تحترم هذا الخيار وتزدري من يحاول التطاول عليه.
|