بِنَجْدٍ تَشَاجَى اللَّيْلُ والبدْرُ دُوْنَهُ
سَحائِبُ يَدْمَى كَلْمُها.. عَزَّ مِنْ كَلْمِ..
إذا النُّونُ نَادٍ جَفْنُها قَالَ جِيْمُها
نَجَوْتِ مِنَ الأرْزَاءِ يا نَجْدُ فالْتَمِّي..
وفي الدَّالِ دُرِّيُّ اللَّمَى يا مُعَتَّقاً
يَضُوعُ على بُرْدَيْنِ مِنْ كَوْثرٍ جَمِّ..
على أنَّ جِيْماً جَفَّ فِيْه مِدَادُهُ
يُرَوِّيهِ مِنْ بَرْقٍ تِهامٍ بُكا عَشْمِ..
نَهَارٌ نَدِيُّ.. فِيَه يَنْدَى تَوَقُّدُ الشَّ
فِيْفِ مِنَ الخَدَّيْنِ أجْهَشتُ باللَّثمِ..
أَأَرْضِيَ شَجْويْ.. مَا تأَرَّجَ في الضُّحَى
نَدِيُّ من الأشْعَارِ مُعْشَوشِبُ الرَّسْمِ..
أُكَنِّي بأشعارِيْ عَن الوجْدِ فاسْجَعِي
إذا بَاحَ لَيْلُ الوجْدِ أحْرُفَهُ تَهمِيْ
مُؤَرَّجَةُ الأَطْرَافِ مَحْميَّةُ الحِمَى
مُنَعَّمةُ الأرْدَانِ.. فاتِنَةُ النَّجْمِ..
فَذَا مَوْطِئٌ.. جَلَّ المَقَامُ أرِيجُهُ
«تَمَاوَجَ مِسْكٌ.. حَارَت الأَرْضُ في اللَّمِّ..»
مُحمَّدٌ الزَّاكِي يُنادِي عَلَى الصفا نَذِيراً
فَدَيْتُ المَوْطِئَ الفَرْدَ.. مِنْ قِرْمِ..
أيَا سيِّديْ هَا هُمْ تَبَجَّسَ جُرْحُهُمْ
بمكَّّةَ.. راشُوا سَهْمَهُم.. زَلَّ مِنْ سَهْمِ..
أتُجْهِشُ أشْعَارِي بُكاً ما أفَضْتُهُ
سَواجِمَ إلاَّ بَعْدَ مَائِجَةِ الإثْمِ..
أَجُرْحٌ بِلَيْلٍ.. لِلحَطِيْمِ صَبَابَتِي
وزَمْزَمَ والأَرْكَانِ.. لِلْخَيْفِ بي يُتِمْي..
فَمُزْدَلَفَ الوَفْدِ اليَماَنِيْنَ جَاوَبَتُ
أَهَازِيْجُُهُمْ صَوْتاً شَفِيْفاً.. لهَا يُنِمْي..
وخَطْوٌ بغَوْرِ الشَّامِ هَفْهَفَ ليْلُهُ
بِتَلْبِيةٍ حَرَّى عَرَائِشَ مِنْ كَرْمِ..
ومِنْ مَشْرِقِ الأرْضِ اسْتَبَانَ لنا بُكاً
لِمكَّة شَوْقاً.. لِلْمَقَاَمِ وللرَّقْمِ..
وحَيْثُ غُرُوبُ الشَّمْسِ صَوْتا تَوَلُّهٍ
مُرَجَّعَةٌ أنَّاتُهُ.. مِنْ ظَماً مُظِْمي..
ظَماً للمَطَافِ.. المِسْكُ أرَّجَ ثَوْبَهُ
وأرَّجَ تُرْبَ الأرْضِ والمُنتْهى واسِمْي..
وهَلْ أَرَجٌ في صُبْحِ مَكَّةَ سَافِرٌ
عَنِ اِلمسْكِ والأقْماَرِ والدَّمْعِ والكَلْمِ..
ذِيَ الجنَبَاَتُ الغُرُّ مُؤتَّلَقُ البُكَا
إذا أدْلَجَ الدَّمْعُ الشَّفِيْفُ فَوَا كَلْمِي..
وما الدَّمْعُ فيها من شَفِيْفِ صَباَبَةٍ
لفَاتِنِ رِئْمٍ.. إنَّما أسَفٌ يُدْمِي..
وقَفْنا بِبَابِ اللَّهِ سَطْراَنِ لَيْلُنا
مِنَ الدَّمْعِ والنَّجوْى فما دَمْعُنا يُظِمْي..
وَقَفْنا بِبَابِ اللَّهِ واللَّيْلُ واقِفٌ
على عَتَباَتِ النُّورِ والعَبَقِ الْجَمِّ..
أيا لَيْلَ جَمْعٍ أخْصَبَ اللَّهُ نَبْتَها
فَذِي عَرَفَاتُ اللَّهِ.. هَلَّ بِها نَجمِيْ..
وَحِيْدَيْنِ شَاجَيْنا الغَمامَ غَوادِياً
إذا غَمَرَاتُ البَرْقِ حَارَ بِها فَهِْمي..
وإنَّا لشَجْوٌ في الضِّفافِ نوؤُدُهَا
بَدمْعٍ حِجَازٍ أبْلَجِ المُزْدَهَى مَدِْمي..
تُؤَرِّجُ نَجْداً مُرْخِياتٌ زِمَامَهَا
مِنَ الصَّيِّبِ النَّجْدِيِّ والعَارِضِ الوَسْمِي..
فَمِلْ يا خُزَامَى واسْتَجِلْ يا عَرَارَها
وهَاتِ النَّدَى والطَّلَّ رَوِّ بِهَا قَسْمِي..
ثَلاَثاً تَشَاجَيْنَا.. أَنَشْجَى صَبَابَةً
لِنَقْشِ ضُحَاها والضُّحى فَاتِنُ الوَشْمِ..
إذَا الشَّفَقُ المْحكِيُّ أرْخَى غِلالَةً
عَلَى شَمْسِ خَدّ.. مَنْ أحَلَّ لَها صَرْمِي..
دَمٌ دَنِفٌ دَانٍ دَرَيْتُ دَفِيْئَهُ
دَنَا دَنِفاً.. والكَوْكَبُ.. الخَدَّ لَمْ يُدْمِ..
رِياضُ.. يقُولُون الثَّرى خَاصَمَ الثَّرى
فَفِيْمَ خِصَامُ الجَفْنِ للعَيْنِ مِنْ جَهْمِ..
سُهَيْلُ مَتى تَبْدُو على مَرْجِ خُلَّةٍ
سُهَيْلُ جَدِيْبٌ مَرْجُهُ الكُحْلِ إنْ يَهْمِ..
يَمانُونَ.. أجْهَشْنا لصَوْتِ رَبَابَةٍ
يَجوُسُ بِعَاليِ النَّخْلِ يَعْزِفُه مَعْمِي..
أَلاَ ما الْعَمَى في العَيْنِ لكِنْ بِقَلْبِهِ
يُسِيْلُ دَماً في كَوكَبِيِّ الدُّجَى مَحْمِي..
أَفَاتِنَ بَرْقٍ ما أَسِيْنَا لضَوْءِه
تَزَاوَرَ عَنَّا اللَّيْلُ مِنْ سَالِفِ الهَمِّ..
بِقَلْبِي الخُزَامَى.. نَشْرُهَا واخْتِيَالُها
وبَرْدُ ثَرَىً صَابَيْتُ بالشَّجْوِ والضَّمِّ..
وإنَّا لَفِي صُبْحٍ إذا رَأَدُ الضُّحَى
تَوَرَّدَ فِي عَالِيْه أبكَيْتُهُ هَمِّيْ..
تَصَابَتْ قَوَافِيَّ الخَوالِي فَرِضْتُهَا
على مُخْصِبٍ مِنْ يَمِّ وَرْدٍ ومِنْ كُمِّ..
أَأَكْمامُهَا نَجْدٍ تُضَاحِكُ خِلْسَةً
عَمُودَ الضُّحَى.. يا وَرْدُ في أرَجٍ عَمِّ..
فيا شَدْوَ طَيْرِ الأَيْكِ عَرِّجْ صَبَابَتِيْ
ذُؤَابَةُ طَيْرِ الشِّعْرِ واخْتَصِما في اسْمِ..