* بريدة خالد الحربي:
أكد فضيلة الشيخ سلمان بن فهد العودة أن كلمة الحب تصلح لجمع الكلمة وقال إن مع الحب تذوب المشكلات بين الزوجين وبين الشركاء وبين الزملاء في العمل وبين الجيران.
وتحدث العودة في الشريط الجديد الصادر عن مؤسسة أحد بعنوان (الكلمة في جمع الكلمة) عن الفرق بين الاختلاف والتفرق قائلاً: لقد نهى الله عن التفرق مطلقاً فكل تفرق مذموم 00 وكان النبي صلى الله عليه وسلم ينهى الصحابة عن التفرق بالأجساد. أما الاختلاف فمنه ما هو محمود ومنه ما هو مذموم إذا كان مبنياً على الأهواء.
وأشار إلى أن التنوع سنة ربانية قامت الحياة على أساسها فخلق من كل شيء زوجين وهو جزء من ثراء الحياة الإنسانية وجزء من التجدد والطرافة فيها.
وحذر من الاختلاف المبني على غير سبب لأن الله يقول بأن المؤمنين إخوة وهي ليست مبنية على العروبة أو الأرض أو المصلحة والتاريخ المشترك 00 ولكن الأخوّة مبنية على الدين.
وأردف قائلاً: إن وقوع العدوان من أخيك المسلم لا يعني أن أخوته زالت وذلك بناء على قول الله تعالى {إنما المؤمنون إخوة فأصلحوا بين أخويكم)}.. حتى في قضايا القتل بين المسلمين فإن الأخوة لا تنقطع بل مستمرة.
فلا يجوز لعوامل الفرقة أن تقضي على أساس هذه الأخوة أو تزيلها. فقد تجد من الناس من يكون لديه تقصير في دينه أو انحراف أو معصية ولكن ما دام يصح له وصف الإسلام فله أصل الحقوق، وإذا تم له كمال الإيمان فقد كملت له الحقوق.
ولا يحبذ العودة وصف أخوة خاصة وأخوة عامة قائلاً: أنا لا أفضل استعمال هذا المصطلح ولكن هناك تفاوت في درجات الأخوة فليس حق والديك أو معلمك أو شيخك صافي العقيدة كحق أي شخص آخر.
وتابع أن في الكثير من المجتمعات الإسلامية عدة تقسيمات للمجتمع ومن ذلك ملتزمون، وغير ملتزمين، وليس هناك معيار لذلك بل قد يكون الشخص الحليق للحيته مبادراً إلى أداء الصلاة باراً بوالديه أميناً صادقاً .. بعكس شخص آخر في ظاهره ملتزم ولكنه مقصر في حق أسرته أو لا يؤدي صلاة الفجر مع الجماعة.
لهذا ينبغي أن نضبط المعيار، كما أن الخطأ أن نعتبر هذه القسمة أو التسمية تقضي نوعاً من الانفصال بين الناس بعضهم مع بعض. وعلينا ألا نسرف في استخدام هذه الكلمة.
ثم قدم بعد ذلك ألواناً من التفرق مثل الانتساب للمذاهب الفقهية مثل الحنبلي والمالكي والحنفي والشافعي فهذا الانتساب نوع من التفرق إذا بني عليه شيء من التعصب. لأنه في الأصل من الاختلاف المحمود ولكن في حالة التعصب وتقديم قول الشيخ على قول الله والرسول فهو نوع من التفرق ومن ذلك قول الشاعر:
أنا حنبلي ما حييت وإن أمت
فوصيتي للناس أن يتحنبلوا وهذا ليس بصواب فالمطلوب من الناس أن يتبعوا سنة الرسول صلى الله عليه وسلم.
ومن التعصب الانتساب لجماعة أو حركة أو حزب فقد نسمع من يقرر هذا من الأخوان أو السلفيين أو التبليغ .. ويكون هناك ولع في التصنيف.
واستطرد قائلاً: إن التعاون بين الأخوة، وأن يكونوا تحت مظلة واحدة هذا أمر حسن ولكن ألا يترتب على هذا أن غيرهم من الجماعات الأخرى ضالة أو فاسدة أو منحرفة.
وأردف أن من التعصب المذموم للقبيلة أو المنطقة أو إقليم أو بلد ويكون الولاء بناء على هذا الأمر بل أصبح هناك انتقاص لبعض القبائل أو المناطق ويطلق عليهم النكات والسخرية أو الأحكام التعميمية عليهم.
وأكد أن هذه الخلافات تستنزف المجهودات الإسلامية والوطنية بينما استطاع غيرنا أن يستوعب الخلاف داخله ويستثمر ذلك. ومن ذلك الاتحاد الأوروبي بل إن عدونا إسرائيل استوعب الخلاف بين أنواع اليهود والطوائف والأحزاب ويستثمر ذلك ضدنا. بل إنه استطاع أن يشكل أحلافاً ضدنا .. ولهذا يجب أن نلتزم بالمنهج النبوي في التعامل مع الخلاف.
وأشار إلى المنهج النبوي في الخلاف يقوم على نقاط منها أولاً: المجادلة بالتي هي أحسن ويكون بلغة راقية بعيدة عن الشتم والتشنج والصخب ورفع الصوت، والتفريق بين النواحي الشخصية وموضوع الحوار، وأن يكون المحاور ملماً بكافة جوانب الموضوع.
وأن يكون الإنسان منصفاً مع نفسه ومع الذين يحاورهم بمعنى أن يضع نفسه مكان الطرف الآخر. إلى جانب العديد من الصفات الكريمة الأخرى وفي مقدمتها الصبر.
وتناول الشيخ العودة بعد ذلك عشرة أسباب معينة على ضبط النفس منها الرحمة والتسامح والرفق واللين بالمخطئ وغيرها من الأسباب.
ودعا إلى العناية والاهتمام بجوانب الاتفاق أكثر من جوانب الاختلاف .. لأن ما نختلف عليه قليل وفي الفروع ويكبر بسبب تركيزنا عليه مع أنه لا يتجاور 10% من السنن فقط واستدل العودة لقصة حدثت له مع الشيطان في الصلاة.
وعرض العودة شيئاً من التفصيل حول سبل ضبط النفس وتحدث مستدلاً بالآيات والأحاديث والقصص.
وختم حديثه بأن كل ما سبق خاص بأهل السنة والجماعة الذين لا نختلف معهم إلا في الفروع والسنن أما الفرق الأخرى مثل الخوارج والذين هم شر فرق أهل الإسلام فلابد من العدل في التعامل معهم. وعلينا ألا نسمح للأعداء بإثارة الفتن بين الطوائف والشعوب والفرق الإسلامية وعلينا منع حدوث أي صراع أو خلاف بين الفرق الإسلامية.
وأوضح المدير العام لمؤسسة أحد الأستاذ عبدالمحسن المنصور أن الشريط متوفر في جميع التسجيلات بالمملكة .
|